تركيا تعتزم تقديم شكوى لـ"ناتو" بسبب تحرش اليونان بمقاتلاتها
نقلت وسائل إعلام تركية، اليوم الأربعاء، عن وزارة الدفاع في البلاد عزمها تقديم شكوى بحق اليونان إلى حلف الشمال الأطلسي "ناتو" بسبب تحرشها بالمقاتلات التركية في الأيام الأخيرة، وآخرها تحرش عبر منظومة صواريخ إس 300، وفق ما أعلن قبل يومين.
وقالت صحيفة حرييت إن وزارة الدفاع التركية تعتزم تقديم شكوى بحق اليونان إلى دول حلف الناتو، من خلال إرسال سجلات الرادارات التي لديها والمتعلقة بالتحرش بالمقاتلات التركية، وآخرها عبر منظومة الصواريخ الروسية.
كما تعتزم الوزارة إرسال السجلات إلى الأمانة العامة لحلف "ناتو" وتظهر السجلات المقاتلات التركية التي تنفذ طلعاتها الجوية فوق بحر إيجة وفوق شرق المتوسط، وتعرضها للتحرش والاستهداف من قبل المقاتلات اليونانية ومنظومة الصواريخ الروسية.
وتأتي هذه التطورات عقب إعلان تركيا 3 مرات عن تعرض مقاتلاتها من طراز إف16 للتحرش مرتين عبر مقاتلات إف16 اليونانية، ومرة عبر منظومة صواريخ إس 300 الروسية التي تمتلكها اليونان وتنصبها على جزيرة كريت حيث وقعت حادثة التحرش بالمنظومة الروسية في 23 من الشهر الجاري، عندما تواجدت المقاتلات التركية شرق جزيرة رودوس اليونانية على ارتفاع 10 آلاف قدم.
وتتضمن الشكوى التركية اعتبار خطوة الاستهداف هذه بأنها "حركة عدوانية"، ورغم ذلك فإن المقاتلات استمرت بمهامها وعادت إلى قواعدها، كما أن الشكوى ستتضمن حديث أنقرة عن شراء اليونان لمنظومة إس300 الروسية قبل 23 عاما وأنها عضو في الناتو وتصرفها يخل بالمبادئ التي تربط دول الحلف، وأن الدول الغربية في الحلف لديها مقاربة تقوم على ازدواجية المعايير في هذا الإطار.
الإعلان التركي عن التحرش تبعه تصريح حاد اللهجة من الرئيس رجب طيب أردوغان أمس الثلاثاء، إذ أفاد بأن "اليونان تحدت حلف شمال الأطلسي والحلفاء عبر مواقفها العدائية لبلاده، حيث بدأت بالتحرش بمقاتلات تركية ووصلت إلى مستوى تتبع المقاتلات برادار منظومة إس 300".
وتابع: "امتنعت أميركا عن تسليم تركيا مقاتلات إف 35، وأعربت عن استيائها من شراء أنقرة منظومات دفاعية روسية، حيث اعتبرت شراء تركيا منظومة إس 400 والذي تم بهدف تلبية احتياجاتها الأمنية، تهديدا لمقاتلاتها".
وشدد على أن "هذه الخطوة قوبلت من الولايات المتحدة بفرض حظر على تركيا في ما يتعلق بتزويدها بمنتجات الصناعات الدفاعية، ووصل الأمر إلى الامتناع عن تسليمها مقاتلات إف 35 بعد أن دفعت جزءا من ثمنها".
ولفت إلى أن تركيا "تترقب الرد الذي ستبديه الولايات المتحدة على تفعيل اليونان منظومات إس 300 ضد قوة جوية في الناتو، الولايات المتحدة امتنعت عن تسليم مقاتلات إف35 لتركيا وكرّمت اليونان بها، وفتحت بأيديها دخول هذه المقاتلات مع منظومات الدفاع الروسية في خندق واحد".
كلام أردوغان كان واضحا أن تركيا تعتزم إحراج أميركا التي تحججت دوما بأن مقاتلات إف 35 لا تستطيع العمل بنفس التوقيت مع وجود منظومة صواريخ إس 400 وبنفس الوقت للتأكيد على أن اليونان لديها سلوك عدائي وتستخدم المنظومات الروسية ضد المقاتلات الأميركية وهو ما يعني أن أنقرة على حق بمواقفها من اليونان.
وكانت اليونان قد نفت في وقت سابق الاتهامات الموجهة إليها باستخدام منظومة إس300 الروسية في استهداف المقاتلات التركية، وفق ما نقل الإعلام عن مصادر وزارة الدفاع اليونانية، مشددة على عدم تفعيل المنظومة الروسية مؤكدة على عدم وجود مناورات لـ"ناتو" في المنطقة.
ونقلت وسائل إعلام تركية أن اليونان منذ بداية العام الحالي تواصل خرق المجال الجوي التركي حيث تم تسجيل 256 خرقا، و158 تحرشا بمقاتلاتها، فيما خرقت قوارب تابعة لخفر السواحل اليونانية المياه الإقليمية التركية 33 مرة.
وكانت قبرص قد اشترت منظومة الصواريخ الروسية في العام 1997 من روسيا، ومع اعتراض تركيا نقلتها اليونان إلى جزيرة كريت في العام 1999، حيث تمتلك اليونان 4 منظومات من هذه الصواريخ و8 منصات إطلاق ويصل مدى الصواريخ إلى 80 ميلا وتم اختبار المنظومة للمرة الأولى في العام 2013 ضمن مناورات النسر الأبيض.
ومن الواضح أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من التوتر في بحر إيجة وشرق المتوسط في ظل الخلافات المستمرة بين أنقرة وأثينا، وفي ظل بحث حلف الناتو لمزيد من الوحدة جراء التهديدات الروسية بعد الحرب الأوكرانية، وهو ما تحاول كل من تركيا واليونان الاستفادة منه، للظهور بأنها محقة أمام الأطراف الدولية وأمام حلف "ناتو".
