ترحيب عربي باستئناف العلاقات السعودية الإيرانية.. وتشكيك أميركي

ترحيب عربي باستئناف العلاقات السعودية الإيرانية.. وتشكيك أميركي

10 مارس 2023
تم الإعلان عن اتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران في الصين (رويترز)
+ الخط -

توالت ردود الفعل العربية والدولية على إعلان استئناف العلاقات بين إيران والسعودية، اليوم الجمعة، الذي جاء في بيان ثلاثي مع الصين، حيث استضافت الأخيرة مباحثات سرية بين الطرفين، أكد فيه البلدان احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر.

السعودية: تفضيل الحل السياسي والحوار

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مساء الجمعة، إنّ إبرام بلاده اتفاقية لاستئناف العلاقات مع إيران "تفضيل للحل السياسي والحوار".

وأضاف في تغريدة على "تويتر": "يأتي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، انطلاقاً من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة"، وتابع "يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سوياً لبناء أنموذج للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا".

الصين: نصر للحوار والسلام

بدوره، قال كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، اليوم الجمعة، إنّ المحادثات الناجحة بين إيران والسعودية في بكين "نصر للحوار والسلام".

ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله، في اختتام الحوار بين السعودية وإيران: "هذا نصر للحوار، ونصر للسلام، ويقدم أنباء طيبة عظيمة في وقت يشهد فيه العالم كثيراً من الاضطرابات".

وجاء في بيان ثلاثي مشترك أصدرته وزارة الخارجية الصينية أن كبار مسؤولي الأمن من السعودية وإيران أجروا محادثات لم يعلن عنها في بكين واستمرت من السادس إلى العاشر من مارس/ آذار. وعبرت الأطراف الثلاثة في البيان عن استعدادها لبذل "كل جهد ممكن" لتعزيز السلام والأمن على الصعيدين الدولي والإقليمي.

وقال وانغ، بحسب ما نقلته "رويترز"، "بصفتها وسيطاً يتمتع بحسن النية وموثوقاً به، أدت الصين واجبها بكل أمانة باعتبارها الدولة المضيفة"، وذكر أن الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم اليوم وستظهر تحليها "بالمسؤولية" بصفتها دولة كبرى، وأضاف "العالم لا يقتصر فقط على قضية أوكرانيا". 

تشكيك أميركي

وقالت الولايات المتحدة، الجمعة، إنها ترحّب باستئناف إيران والسعودية علاقاتهما الدبلوماسية إثر مفاوضات استضافتها الصين، لكنها أعربت عن شكوكها في احترام طهران التزاماتها.

وأوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، وفق ما أوردته "فرانس برس"، "نحن نرحب" بالاتفاق الدبلوماسي، مضيفاً أنه ينبغي رؤية "ما إذا كانت إيران ستفي بالتزاماتها".

وتابع "سوف نرى (...) ما إذا كان الإيرانيون سيحترمون جانبهم من الاتفاق. فهذا ليس نظاماً يحترم كلمته عادة". وقال كيربي "نرغب في رؤية نهاية الحرب في اليمن وأن هذا الترتيب الذي توصلوا إليه قد يساعدنا في الوصول إلى هذه النتيجة".

ورداً على سؤال حول الدور الصيني غير المعتاد في المساعدة على جمع السعودية حليفة الولايات المتحدة، وإيران، قال كيربي إنّ إيران حضرت إلى طاولة المفاوضات بسبب "الضغوط التي تتعرض لها" في الخارج والاستياء المحلي، وأضاف "نحن بالتأكيد نواصل مراقبة الصين فيما تحاول كسب نفوذ وإيجاد موطئ قدم لها في أماكن أخرى في العالم من أجل مصلحتها الضيقة".

وختم قائلاً: "لكن في النهاية، إذا كانت استدامة هذا الاتفاق ممكنة، بغض النظر عن الدافع أو من جلس إلى الطاولة... نحن نرحب به".

ترحيب تركي

رحبت الخارجية التركية باستئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية، وقالت في بيان، اليوم الجمعة، "نهنئ إيران والمملكة العربية السعودية على هذه الخطوة المهمة، التي تم اتخاذها تماشياً مع عملية التقارب والتطبيع التي سادت منطقة الشرق الأوسط منذ فترة، ونعتقد أن هذا التقدم في العلاقات بين البلدين من شأنه أن يسهم إسهاماً كبيراً في الأمن والاستقرار، وازدهار منطقتنا".

منظمة التعاون الإسلامي

وأعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، الجمعة، عن ترحيبها بالاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما. كما رحبت المنظمة، في بيان، أيضاً بتأكيد البلدين على "احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية"، والرغبة في حل الخلافات من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، بحسب "قنا".
وعبر حسين إبراهيم طه، الأمين العام للمنظمة، عن أمله في أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، وأن تعطي دفعة جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

كما اعتبرت الأمم المتحدة أن علاقات حسن الجوار بين إيران والسعودية ضرورية لاستقرار منطقة الخليج، حسب "الأناضول".

ترحيب خليجي

وخليجياً، رحب مجلس التعاون الخليجي باتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران وإعادة فتح بعثاتهما الدبلوماسية. وأكد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بحسب الموقع الإلكتروني للمجلس، دعم مجلس التعاون لما ورد في البيان الثلاثي وترحيبه بكافة الخطوات التي تُساهم في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة ودعم استقرارها ورخاء شعوبها، مؤكداً أهمية الدور المحوري الذي تقوم به المملكة العربية السعودية ودبلوماسيتها الفاعلة في المجالين الإقليمي والدولي.

قطر

وعبّر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الجمعة، في اتصالين هاتفيين منفصلين مع نظيريه، السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن ترحيب قطر باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما، معرباً عن تطلع قطر إلى أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتلبي تطلعات شعبي البلدين، بما يعود بالمنفعة على جميع شعوب المنطقة، بحسب "قنا".

كما رحبت البحرين بالاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات، وأملت في بيان للخارجية البحرينية أن يكون "خطوة على طريق حل الخلافات والنزاعات بالمنطقة".

العراق وعُمان

ورحّب العراق وسلطنة عُمان، اللذان استضافا جولات سابقة من المحادثات بين البلدين خلال السوات الماضية، بالاتفاق الإيراني السعودي.

وأوردت وكالة الأنباء العمانية، في تغريدة على "تويتر"، أن عُمان ترحب باستئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما.

كما أعرب العراق عن "ترحيبه" بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المنقطعة منذ العام 2016، معتبراً أن ذلك بداية لـ"صفحة جديدة" من العلاقات بين البلدين، وذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية.

واعتبرت وزارة الخارجية العراقية، وفق ما نقلت "رويترز"، أن الاتفاق هو بداية "صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسيَّة بين البلدين"، مشيرةً إلى "المساعي التي بذلتها الحكومةُ العراقيَّة في هذا الإطار"، حيث استضافت بغداد عدة جولات مفاوضات بين الطرفين، ورسخت "قاعدة رصينة من الحوار" وصولاً إلى الاتفاق الذي "يعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة... يُؤذِن بتدشين مرحلة جديدة".

كما أعرب الأردن عن أمله بأن يسهم الاتفاق السعودي الإيراني في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة.

الحوثيّون يرحّبون

وقال محمد عبد السلام، كبير مفاوضي جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، في تغريدة على "تويتر"، الجمعة، إنّ المنطقة بحاجة إلى استئناف "العلاقات الطبيعية" بين دولها. وأضاف عبد السلام أن "المنطقة بحاجة إلى استئناف العلاقات الطبيعية بين دولها حتى تستعيد الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخل الأجنبي".

لبنان و"حزب الله"

بدورها، رحبت وزارة الخارجية اللبنانية بالاتفاق، وقالت الوزارة في حسابها على "تويتر" إنّ وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بوحبيب قال إنّ الاتفاق سيترك "أثره الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة". وأشار بوحبيب إلى أنّ "لبنان لطالما دفع في تاريخه وحاضره أثمان الخلافات الإقليمية، وعليه، ينعقد الأمل بأن تساهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوطيد التعاون الإيجابي البناء الذي سيعود حتماً على دول المنطقة وشعوبها والعالم بالمنفعة".

ومن جهته، رحّب الأمين العام لـ"حزب الله" المقرب من إيران حسن نصر الله، بالاتفاق وقال، الجمعة، في كلمة له "الاتفاق السعودي - الإيراني إذا سار في المسار الطبيعي سيفتح آفاقاً في كل المنطقة ومن ضمنها لبنان".

الجزائر

وأعلنت الجزائر ترحيبها بعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وأفاد بيان للخارجية الجزائرية أن الجزائر ترحب بعودة العلاقات بين الرياض وطهران وإعادة فتح سفارتي البلدين في الأسابيع المقبلة.

وأكد البيان أن الجزائر "تعبّر عن ارتياحها للأجواء الإيجابية التي ميّزت المباحثات التي جرت بين البلدين الشقيقين برعاية جمهورية الصين الشعبية الصديقة"، وأوضح المصدر أن "هذا الاتفاق الهام سيمكّن البلدين والشعبين الشقيقين من تمتين علاقات التعاون والتضامن في إطار الالتزام بالمبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة، وحل الخلافات عبر الحوار مما سيُسهِم في تعزيز السلم والأمن في المنطقة وفي العالم".

كما رحبت حركة حماس بالاتفاق ووصفته، حسب "الأناضول"، بالـ"خطوة مهمة لتوحيد الأمة وتحقيق الاستقرار في المنطقة".