تراجع الأمن في مناطق شمال وشرقي العراق يعيدها إلى حظر التجول الليلي

تراجع الأمن في مناطق شمال وشرقي العراق يعيدها إلى حظر التجول الليلي

13 ديسمبر 2020
عودة العمليات الإرهابية إلى شمال وشرقي العراق (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

بسبب ارتفاع وتيرة الهجمات والاعتداءات الإرهابية، تشهد مدن عدّة شمال وشرقي العراق، عودة العمل بنظام حظر التجول الليلي، وذلك بعد فترة من رفعه إثر التحسن الأمني الذي أعقب هزيمة تنظيم "داعش"، وانتزاع آخر المدن من سيطرته نهاية عام 2016.
ويؤكد مسؤولون عراقيون، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، أن بلدات ومدنا عدة في محافظات ديالى وصلاح الدين وجنوب غرب كركوك، فضلاً عن غرب نينوى، أعيد فيها العمل فعلاً بنظام حظر التجول، والذي يبدأ من الساعة العاشرة مساء وينتهي عند السادسة من صباح اليوم التالي.
ويهدف الإجراء، بحسب مسؤول عسكري عراقي بارز في بغداد، تحدّث عبر الهاتف مع "العربي الجديد"، إلى الحد من هجمات بقايا "داعش" التي نشطت في الفترة الأخيرة، خاصة خلال فترة الليل، لتنفيذ اعتداءات تستهدف قوات الأمن وكذلك المواطنين.

ويوضح أن مسلحي "داعش" يتنقّلون ليلاً أيضاً من منطقة إلى أخرى، لذا الحظر الجزئي يأتي اضطراراً ونأمل أن يكون مؤقتاً في تلك المناطق"، وفقاً لقوله.
وشهدت مناطق عراقية عدّة، خلال الأيام الماضية، سلسلة من العمليات الإرهابية التي ذهب ضحيتها عدد من أفراد الأمن والمواطنين، كان آخرها أمس السبت، حيث قتل ضابط في الجيش وأصيب آخرون بانفجار لغم أرضي على قوة راجلة من الجيش، قرب جبال مكحول في محافظة صلاح الدين.
وأكد عبد الله الحيالي، مدير بلدة أبي صيدا، الواقعة شمال شرق محافظة ديالى الحدودية مع إيران، والتي تهيمن على أمنها عدة مليشيات متورطة في اعتداءات ذات صبغة طائفية، في إيجاز صحافي لوسائل إعلام محلية عراقية، أمس السبت، فرض حظر التجول في بلدته المضطربة، لكنه تحدّث عن أن رفع الحظر "مرهون بالموقف الأمني فيها، والذي تحدده القوة المشرفة على أمن البلدة، والتي تسلمت المهام خلال خطة فرض القانون التي نفّذت فيها خلال الشهر الفائت".
فيما أكدت مصادر أمنية فرض نظام حظر التجول في مناطق عدة من جنوب وشمال تكريت، مركز محافظة صلاح الدين. كما تم فرض التجول الليلي في الرياض والخناجر والطوز والحويجة جنوب غربي كركوك، بينما تم تطبيق النظام في القيارة والبعاج في نينوى أيضاً.
وقال العقيد أحمد عبد الستار الجبوري، من قيادة عمليات نينوى لـ"العربي الجديد"، إن "نظام الحظر الليلي يهدف إلى تقييد أي تحركات لخلايا إرهابية موجودة في مناطق جبلية وصحراوية وتتخذ الليل ستاراً لها للتحرك".
وأضاف أن "هناك خطوطا ساخنة للمواطنين، من أجل التنقل في الحالات الطارئة للمستشفيات أو غيرها ليلاً، والقوات الأمنية ستساعدهم"، كاشفاً عن أن "النظام ساهم في تراجع حدة العمليات الارهابية، واعتقال عناصر إرهابية أيضاً بلغت في نينوى وحدها 6 منذ مطلع هذا الشهر، خلال محاولتهم التسلل إلى داخل بلدات جنوب وغرب الموصل".

بدوره، أكد النائب في البرلمان العراقي، مظهر الجبوري، لـ"العربي الجديد"، "وجود مناطق عدة بحاجة إلى إجراءات أمنية جدية، وبعيدة عن المجاملات"، مؤكداً أن "وضع محافظة ديالى، على وجه التحديد، مختلف عن غيرها من المحافظات الأخرى، فهناك مجاميع مسلحة تربك الأمن وتتسبب في مشاكل كثيرة"، داعياً الجهات المسؤولة إلى "التعامل بشدة مع هذا الملف، لأجل بسط السيطرة الأمنية وتحقيق الأمن للمواطنين".
واعتبر أن "منع عودة النازحين إلى مناطقهم، منح عناصر التنظيم فرصة للتحرك في تلك المناطق".
إلى ذلك، قال مراقبون أمنيون، إن العودة إلى أسلوب الحظر الليلي، يعد مؤشراً خطيراً على تراجع الأمن في المناطق بشكل خطير. وقال الخبير الأمني هاشم البكري، وهو ضابط برتبة عميد في الجيش السابق، لـ"العربي الجديد"، "من المفترض أن تكون القوات العراقية قد اكتسبت خبرة طيلة السنوات السابقة في فرض الأمن داخل المدن، بالاعتماد على تجارب وخطط واستراتيجيات متطورة".
وأكد أن "العودة إلى الحظر الليلي بادرة خطيرة تعكس تراجع القدرة الأمنية في البلاد"، مشدداً "نحتاج إلى تطوير قدرات الأجهزة الأمنية، وعلى الحكومة أن تعي أهمية ذلك".