تحقيق استقصائي يشير لتورّط قوات النظام السوري بقتل مدنيين في درعا

تحقيق استقصائي يشير لتورّط قوات النظام السوري بقتل مدنيين في درعا إبان الحصار

28 سبتمبر 2021
النظام السوري يحاول السيطرة على الجنوب (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

كشف تحقيق استقصائي تورّط قوات النظام السوري بمشاركة قوات عربية متحالفة معه بقتل مدنيين في قرية اليادودة شمال غربي مدينة درعا، جنوبي البلاد، خلال الحصار الذي شهدته المنطقة لمدة قاربت الـ80 يوماً، بالرغم من سريان اتفاق التسوية منذ ثلاثة أعوام برعاية مسؤولين روس هناك.
وأشار التحقيق، الذي أعده مشروع "الأرشيف السوري" ونشره اليوم الثلاثاء، إلى أنّ تلك القوات بدأت القصف على القرية في التاسعة صباحاً من يوم 29 يوليو/ تموز الماضي، وتسببت في مقتل خمسة مدنيين، هم امرأة وشاب وثلاثة أطفال. وقد تم التأكد من هوية الضحايا من قبل فريق التحقيقات التابع للأرشيف، الذي يعرّف عن نفسه بأنه مبادرة سورية تهدف إلى صون، وتحسين، واستدامة الوثائق المتعلّقة بانتهاكات حقوق الإنسان والجرائم الأخرى المُرتكبة من قبل جميع أطراف النزاع في سورية، بهدف استخدامها في قضايا المناصرة، والعدالة والمساءلة القانونية.
وأضاف أن القصف الذي تمّ بصواريخ من طراز "IRAM" وأخرى من نوع "جولان" التي تعرف محلياً باسم "الفيل" استهدف 15 نقطة في القرية، التي يقطنها أكثر من 10 آلاف شخص، وكانت دخلت ضمن اتفاقيات التسوية مع نظام بشار الأسد بضمان روسي بداية يوليو/ تموز 2018، ودخلتها قواته في 11 من الشهر ذاته.


وكشف التحقيق عن طريق الأدوات والمصادر المفتوحة أن القصف تمّ من قوات متمركزة في محيط درعا البلد، قرب بناء النوفلة على طريق درعا البلد - اليادودة، ومن منصة إطلاق صواريخ في الجهتين الشمالية الغربية والجنوبية الغربية للقرية، وأن جميع المناطق المستهدفة هي منازل لمدنيين، بينها منزل أحمد راكان الزعبي الذي قتل ثلاثة من أطفاله بالقصف. وأشار إلى أن فريق التحقيق قام بالتأكد من مالكي وسكان هذه المنازل، وتبيّن أن ليس بينها أي مقر عسكري.
وبحسب التحقيق فإن المواقع التي قصفت البلدة انطلاقا منها تتمركز فيها قوات تابعة للنظام وخاصة "الفرقة 15" و"الفرقة الرابعة" التي يقودها شقيق رئيس النظام ماهر الأسد، وقوات أخرى تابعة لـ"حزب الله" اللبناني وكتيبة "الرضوان" بالتحديد، إضافة إلى "الحرس القومي العربي" وهو ميليشيات متطوعة تعمل في سورية، وتضم عناصر من عدة دول عربية تتبنى إيديولوجيا قومية عربية، وتشكل أواخر العام 2013، ويتألف من أربع كتائب.
وأشار التحقيق إلى وجود مليشيا "لواء فاطميون" الأفغانية المدعومة من إيران في المنطقة التي صدر منها القصف و"لواء أسود العراق" إضافة إلى "اللواء 16 اقتحام" المحلي المدعوم من روسيا، و"مجموعة أبو تراب" التي تضم مقاتلين سوريين ولبنانيين.
ولفت الأرشيف إلى أنه غير قادر على تحديد الجهة المسؤولة عن هذه الضربة بشكل قاطع؛ رغم أن المعلومات مفتوحة المصدر والمواد والشهادات التي حصل عليها تشير إلى "الفرقة الرابعة" التابعة لقوات النظام كمسؤول محتمل عن هذه الحادثة.
وكانت قوات النظام قد بدأت في 24 يونيو/حزيران الماضي، بحصار أحياء في درعا البلد وحي طريق السد ومخيم درعا لمدة قاربت الـ80 يوماً، بعد رفض اللجنة المركزية في المدينة مطالب بتسليم عدد من الأسلحة الفردية، وإقامة حواجز لقواته داخل المدينة. وتمّ التوصل بعدها لاتفاق نص على دخول الشرطة العسكرية الروسية إلى درعا البلد ونشر حواجز عسكرية لقوات النظام، وبدء المئات من الراغبين بالبقاء في درعا من مقاتلين أو شبان متخلفين عن الخدمة العسكرية بتقديم طلبات لتسوية أوضاعهم.

ويبدو أن قوات النظام تسعى للسيطرة على الجنوب السوري بشكل كامل بهذه الطريقة، إذ دخلت اليوم الثلاثاء، وثبّتت عدة نقاط في ناحية معربة جنوب غربي حوض اليرموك شمال غربي محافظة درعا قرب الحدود مع الجولان المحتل، من بينها مجموعات من مليشيا "الغيث" التابعة لـ"الفرقة الرابعة" المدعومة من إيران، والمرتبطة أيضاً بـ"حزب الله" اللبناني.
وكانت القوات قد انتشرت، أمس الإثنين، في العديد من المواقع بالمنطقة في ناحية الشجرة وعدد من القرى والبلدات في المنطقة، على امتداد الحدود باتجاه الأردن والجولان، وبالتالي تكون قوات النظام قد اقتربت من السيطرة على كامل الحدود مع الأردن والجولان المحتل.

المساهمون