تحرّك لبناني جديد ضدّ توسيع حركة "اليونيفيل" في الجنوب

تحرّك لبناني جديد ضدّ توسيع حركة "اليونيفيل" في الجنوب

12 يونيو 2023
مدّد مجلس الأمن في أغسطس الماضي ولاية "اليونيفيل" في لبنان لسنة أخرى (حسين بيضون)
+ الخط -

بحث وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب مع دبلوماسيين، اليوم الاثنين، موضوع توسيع حركة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، الذي تضمنه قرار التجديد لها السنة الماضية، مُجدِّداً الطلب بإزالة الفقرة.

وبناءً على طلب من الحكومة اللبنانية، مدّد مجلس الأمن الدولي في 31 أغسطس/آب الماضي، ولاية "اليونيفيل" في لبنان لسنة أخرى، بموجب القرار 2650، وقد أثارت التعديلات التي لحقتها اعتراضاً قوياً من جانب "حزب الله"، وقد دفع حينها أوساطه السياسية النيابية إلى المطالبة باستدعاء وزير الخارجية المحسوب سياسياً على فريق الرئيس السابق ميشال عون، للوقوف عند ما حصل وكيف مرّت التعديلات.

وبحسب القرار، لا تحتاج "اليونيفيل" إلى إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها، ويُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل، كما يدعو القرار إلى ضمان حرية حركة "اليونيفيل"، بما في ذلك السماح بتسيير الدوريات المعلنة وغير المعلن عنها.

واستقبل عبد الله بو حبيب اليوم سفير روسيا لدى لبنان ألكسندر روداكوف، مشيراً إلى أنه أثار معه موضوع حذف الفقرة التي تضمنها بيان التجديد لـ"اليونيفيل" حول توسيع عملها وتحركاتها في الجنوب.

كما طالب بو حبيب بأن تكون المساعدات للجيش اللبناني كاملة على مدار السنة، خصوصاً لجهة المحروقات.

وبحث بو حبيب الموضوع نفسه أيضاً مع السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو، كما أبلغها باستعداد الجيش لمواكبة "اليونيفيل" في تحركاتها، وتمنى عليها تأمين المحروقات والبنزين للجيش لمواكبة عملها.

في سياق آخر، أعلن بو حبيب أنه تبلغ من غريو أن زيارة الموفد الفرنسي الوزير جان إيف لودريان ستحصل في القريب العاجل، لكن بعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم الأربعاء.

وقال بو حبيب، في دردشة صحافية نشرتها وكالة الأنباء الرسمية (الوطنية للإعلام)، إنه تبلغ من غريو احتمال مغادرتها لبنان في شهر أغسطس/آب المقبل لاستلام مهامها كمديرة لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية، على أن ينتقل سفير فرنسا في أنقرة هيرفيه ماغرو إلى بيروت ليتسلم مهامه الدبلوماسية سفيراً لفرنسا لدى لبنان.

وسُجّلت في الفترات الماضية صدامات عدّة بين أهالي بلدات جنوبية وقوة الأمم المتحدة، على خلفية تحركاتها وأنشطتها، وكان أخطرها الحادثة الأمنية التي حصلت في 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتي قُتل فيها الجندي الأيرلندي شون روني (23 عاماً)، وأصيب ثلاثة آخرون، بعدما تم إطلاق الرصاص على سيارتهم المدرعة أثناء مرورها في منطقة العاقبية في جنوبي لبنان.

واتهم القضاء العسكري اللبناني في مطلع يونيو/حزيران الجاري خمسة عناصر من "حزب الله، أحدهم موقوف، وأربعة فارون من وجه العدالة، بجرم القتل عمداً في الاعتداء الذي طاول الكتيبة الأيرلندية العاملة في "اليونيفيل".

وضمن الأحداث الجنوبية أيضاً، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التزام لبنان بمندرجات القرار الدولي 1701، والتنسيق بين الجيش و"اليونيفيل" للحفاظ على الاستقرار في الجنوب وعلى طول الحدود اللبنانية.

وطالب ميقاتي الأمم المتحدة، خلال لقائه القائد العام للقوات الدولية في الجنوب الجنرال أرولدو لازارو، بالضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها المتكررة للخط الأزرق وللسيادة اللبنانية، وأيضاً وقف الأشغال ضمن الأراضي اللبنانية، لأن هذا الأمر يتسبب بتوترات خطيرة، وفق تعبيره، مجدداً تمسك لبنان بحقه في استعادة أراضيه المحتلة وعدم التفريط بها.

وتشهد الحدود الجنوبية اللبنانية مع فلسطين المحتلة هدوءاً حذراً بعد حالة استنفار أمني من الجانبين اللبناني والإسرائيلي إثر توترات حصلت يوم الجمعة بين أهالي مناطق جنوبية وقوات الاحتلال، على خلفية رفضهم أعمال حفر تقوم بها بالقرب من الخط الأزرق الحدودي.