بوتين بعد لقائه ماكرون: سنبذل جهودا "للتوصل إلى تسويات" حول أوكرانيا

بوتين بعد لقائه ماكرون: روسيا ستبذل كل الجهود "للتوصل إلى تسويات" مع الغرب في ملف أوكرانيا

07 فبراير 2022
خلال اجتماع بوتين وماكرون في موسكو (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب إجرائه محادثات الإثنين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن موسكو ستبذل ما بوسعها "للتوصل إلى تسويات" في الأزمة مع الغرب بشأن أوكرانيا.

وقال بوتين "فيما يتعلق بنا، سوف نبذل أقصى جهودنا للتوصل إلى تسويات تلائم الجميع"، مضيفا أنه لن يكون هناك "رابحون" في حال اندلاع حرب في القارة الأوروبية.

كما أكد على وجوب احترام السلطات الأوكرانية لاتفاقيات مينسك التي تم التوصل إليها بوساطة غربية بشأن النزاع العسكري مع الانفصاليين في البلاد، قائلا "أعتقد ببساطة أنه لا يوجد بديل".

وأجرى الرئيس الروسي مفاوضات مع نظيره الفرنسي استمرت لأكثر من خمس ساعات، قبل أن يتوجه إلى كييف لعقد محادثات مع نظيره الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، وسط تزايد الجهود الدولية لمنع اندلاع حرب مفتوحة بين روسيا وأوكرانيا بعد توتر غير مسبوق على الحدود بينهما. 

ووصف بوتين المحادثات بأنها مفيدة وموضوعية وجادة، وقال إن بعض أفكار ماكرون يمكن أن تشكل أساسا لمزيد من الخطوات المشتركة.

وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب المحادثات مع الرئيس الفرنسي، قال بوتين إن العديد من أفكار ماكرون بخصوص الأمن في أوروبا واقعية.

وأضاف أنهما سيعقدان محادثات عبر الهاتف بعد أن يجري ماكرون محادثات مع القيادة الأوكرانية.

رغم ذلك، اعتبر بوتين أن الغرب تجاهل الهموم المحورية الروسية في رده على مقترحات الضمانات الأمنية التي تقدمت بها موسكو في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، وشملت المطالبة بعدم توسع حلف الناتو شرقا وعدم قبول أوكرانيا وجورجيا في عضوية الحلف. 

وقال: "في إطار المحادثات، واصلنا تبادل الآراء حول المقترحات الروسية الموجهة إلى الولايات المتحدة والناتو بشأن منح ضمانات قانونية أمنية طويلة الأجل". 

وأعرب عن أسفه لما اعتبره تجاهلا للهموم الروسية الرئيسية في ردي واشنطن والناتو اللذين تلقتهما روسيا في 26 يناير/كانون الثاني الماضي، واصفا سياسات "الأبواب المفتوحة" للناتو بأنها تفسير حر لمبادئ الحلف من قبل الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى.

ومن جانبه قال ماكرون إنه وجد خلال محادثاته مع الرئيس الروسي نقاط التقاء بشأن أزمة أوكرانيا، غير أنه لا تزال هناك خلافات.

لكنه قال إنّ إعادة النظر في الاتفاقات بشأن الاستقرار والأمن في أوروبا يجب ألا تمس بمصالح الدول الأوروبية، قائلاً: "لا أعتقد أنّ وضع الشروط الجديدة ينبغي أن يجري على حساب إعادة النظر جزئياً في الاتفاقات أو المبادئ الأساسية أو على حساب التضييق على حقوق الدول الأوروبية".

وأعلن الرئيس الفرنسي، في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الروسي، أنّه اقترح على سيّد الكرملين في محادثاتهما التي استمرّت خمس ساعات "بناء ضمانات أمنية ملموسة" لكلّ الدول المعنية بالأزمة الأوكرانية. وقال ماكرون إنّ "الرئيس بوتين أكّد لي استعداده للالتزام بهذا المنطق وبرغبته في الحفاظ على الاستقرار وعلى وحدة أراضي أوكرانيا".

وكان ماكرون قال، مع بدء الاجتماع، إنّ الوضع الحالي في أوروبا "حسّاس" ويستدعي أن يكون الجميع "مسؤولين للغاية"، فيما جلس الرئيسان على جانبي طاولة بيضاء طويلة جداً في الكرملين.

وقال ماكرون بحسب وكالة "فرانس برس"، إنّ "المناقشة قد تكون بداية المسار الذي نريد أن نسلكه، وهو خفض التصعيد"، مضيفاً أنّه يريد "الشروع ببناء استجابة مفيدة جماعيًا لروسيا ولسائر أوروبا".

من جانبه، اعتبر الرئيس الروسي أنّ موسكو وباريس لديهما "مخاوف مشتركة بشأن الأمن في أوروبا"، مشيداً بـ"الجهود" الفرنسية الرامية إلى "حلّ مسألة الأمن في أوروبا"، خصوصا من أجل "إيجاد حلّ للأزمة" في أوكرانيا.

والرئيس الفرنسي هو أول مسؤول غربي من الصف الأول يلتقي الرئيس الروسي منذ تصاعد التوتر في كانون الأول/ديسمبر.

وكانت الرئاسة الفرنسية قد قالت، الجمعة، إنّ إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عازمان على "المضيّ إلى جوهر الأمور" خلال اجتماعهما الاثنين في موسكو، عبر درس تدابير "خفض التصعيد" في الأزمة على حدود أوكرانيا.

وخلال محادثتهما الهاتفية الخميس، قال فلاديمير بوتين لنظيره الفرنسي: "أنا في انتظارك، أريد إجراء محادثة جوهرية معك، أريد المضي إلى جوهر الأمور، أنت محاور جيد"، بحسب الرئاسة الفرنسية.

وقبل لقاء الرئيسين، أعلن الكرملين، اليوم الاثنين، أن اللقاء المرتقب بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين بعد الظهر في موسكو "مهم جداً"، غير أنه لا يمكن ترقب "اختراق" كبير خلاله، من أجل خفض التصعيد في الأزمة الأوكرانية.

رئيس وزراء بريطانيا يريد طمأنة روسيا بشأن حلف الأطلسي

قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس الإثنين، إن رئيس الوزراء يريد أن يطمئن روسيا بشأن دور حلف شمال الأطلسي، لأنه تحالف دفاعي وينبغي أن يتاح الانضمام إلى عضويته لأي ديمقراطيات أوروبية.

وتطالب روسيا، التي انتزعت السيطرة على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، بضمانات أمنية، منها تعهد حلف الأطلسي بعدم ضم أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم جونسون، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز": "عبرت روسيا عن مخاوف بشأن عدوان محتمل من قبل حلف شمال الأطلسي، لكننا أوضحنا أن تلك المخاوف لا أساس لها، إذ إن حلف الأطلسي تحالف عسكري في جوهره".

وأضاف "لكننا نود العمل مع روسيا لطمأنتها دبلوماسيا بشأن ذلك. لا يعني الأمر تقديم تنازلات، حيث قال رئيس الوزراء وزعماء غربيون آخرون إن جميع الديمقراطيات الأوروبية لها الحق في الانضمام إلى حلف الأطلسي".

يأتي ذلك في وقت قالت فيه وكالة "رويترز" إن وفدا أميركيا سيزور بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا.

وزير خارجية أوكرانيا يحذر من فصل كييف عن حلفائها

حذر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، اليوم الاثنين، موسكو من محاولة فصل كييف عن حلفائها الغربيين، في الوقت الذي يسعى فيه القادة الأوروبيون إلى نزع فتيل الأزمة مع موسكو.

وقال كوليبا، في مؤتمر صحافي مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في كييف: "لن يتمكن أي شخص في روسيا مهما حاول من دق إسفين بين أوكرانيا وشركائها"، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس".

وزير الاقتصاد الألماني: "كل العقوبات" على الطاولة في ما يتعلق بأزمة أوكرانيا

قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، اليوم الاثنين، إن كل العقوبات الممكنة مطروحة على الطاولة في حال حدوث تدخل عسكري روسي في أوكرانيا.

وبحسب وكالة "رويترز"، فقد سئل هابيك، أثناء مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي برونو لو مير، عما إذا كانت العقوبات ستمتد إلى خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2، فقال إن العقوبات ستشمل كل القطاعات.

ويجتمع المستشار الألماني أولاف شولتز مع الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت لاحق اليوم، لمناقشة أزمة أوكرانيا.