بوتين: العقد الحالي "الأكثر خطورة" منذ الحرب العالمية الثانية

بوتين: العقد الحالي "الأكثر خطورة" منذ الحرب العالمية الثانية

27 أكتوبر 2022
بوتين: نحن عند لحظة تاريخية (سيرغي كاربوخين/فرانس برس)
+ الخط -

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، أنّ العالم يدخل في عقد "هو الأكثر خطورة" منذ الحرب العالمية الثانية، لافتاً إلى أن الغرب يسعى إلى إبقاء هيمنته على الكوكب.

وقال بوتين أمام منتدى "فالداي" في موسكو: "نحن عند لحظة تاريخية. نحن بلا شك نواجه العقد الأكثر خطورة، الأكثر أهمية، (العقد) الذي لا يمكن التنبؤ به" منذ 1945.

وأضاف أنّ "الغرب ليس في وضع يسمح له بقيادة العالم، ولكنه يسعى يائساً، ومعظم شعوب العالم لا تستطيع القبول بذلك"، مؤكداً أنّ الكوكب "في وضع ثوري".

ووصف بوتين الهجوم على أوكرانيا بأنه جزءٌ من هذا "التغيير للنظام العالمي بأسره".

على صعيد آخر، وصف بوتين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأنه "يستحق الاحترام"، مشدداً على أنّ روسيا عازمة على تعزيز العلاقات مع المملكة.

وانتقدت الولايات المتحدة بن سلمان وتحالف أوبك+ النفطي لقرارهما خفض إنتاج النفط، في خطوة يُنظر إليها على أنها دفعة لمحاولات روسيا حماية اقتصادها في مواجهة العقوبات الغربية.

لا حديث عن استخدام الأسلحة النووية

وبشأن ما يثار بخصوص الأسلحة النووية، قال الرئيس الروسي إن بلاده لم تتحدث قط عن استخدام الأسلحة النووية، وأكد أن كييف لديها تقنيات تسمح لها بصنع "قنبلة قذرة" وتفجيرها في أوكرانيا.

وطالب بوتين الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتوجه إلى أوكرانيا "في أسرع وقت"، متهماً كييف بمحو أدلة عن تحضيرها لتلك القنبلة.

وقال: "تريد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تأتي. نحن مع ذلك، في أسرع وقت وعلى أوسع نطاق ممكن، لأننا نعلم أن السلطات في كييف تبذل ما في وسعها لتغطية آثار هذه الاستعدادات". وأضاف: "إنهم يعملون على ذلك".

وتابع الرئيس الروسي رداً على سؤال عن الاتهامات الروسية بشأن "قنبلة قذرة" تحضّرها كييف: "نحن نعرف حتى أين يتمّ ذلك تقريباً (في أوكرانيا)".

واعتبر أنّ أوكرانيا تريد استخدام مثل هذا السلاح الإشعاعي "لتتمكن من القول لاحقاً إنّ روسيا هي التي نفّذت ضربة نووية"، مشيراً إلى أنه هو من طلب من وزير دفاعه سيرغي شويغو "إبلاغ" نظرائه الغربيين بالأمر.

كذلك، سعى بوتين إلى التقليل من أهمية تصريحاته السابقة عن إمكان استخدام السلاح الذري، موضحاً أنه كان يردّ فقط على تهديدات خصومه.

وقال: "لم نتحدّث أبداً عن إمكان استخدام أسلحة نووية. أطلقنا تلميحات فقط ردّاً على تصريحات دول أخرى".

واعتبر أنّ أوكرانيا والغربيين يقولون إنّ موسكو تلعب ورقة التصعيد النووي، من أجل "التأثير على الدول المحايدة والقول لها: (انظري إلى روسيا! لا تتعاوني معها!)".

وزعم بوتين أن الغرب، بمن فيه رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، ليز تراس، انخرط في "ابتزاز روسيا نووياً" ورفض مزاعم بأن القوات الروسية هاجمت محطة زابوريجيا للطاقة النووية، الواقعة في أرض تحت سيطرة روسيا بجنوب أوكرانيا.

كما قال بوتين إن عقيدة روسيا العسكرية عقيدة دفاعية فحسب، رافضاً مزاعم بأن روسيا ستستخدم الأسلحة النووية في أوكرانيا.

استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الرقابة على الأسلحة النووية

وأضاف بوتين أنّ روسيا مستعدة لإعادة بدء المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الرقابة على الأسلحة النووية، ولكن لم يأت رد من واشنطن على مقترحات موسكو بعقد محادثات حيال "الاستقرار الاستراتيجي".

وقبل ذلك بوقت قليل، وصف بوتين مواجهته مع الغرب، خصوصاً في سياق هجومه على أوكرانيا، بأنها معركة من أجل بقاء روسيا.

وقال إنّ "روسيا لا تتحدّى الغرب، روسيا تدافع فقط عن حقها في الوجود"، متّهماً الأميركيين والغربيين بأنّهم يريدون "تدمير (روسيا) ومحوها من الخريطة"، في اتهامات جديدة يسوقها ضدّ خصومه الجيوسياسيين الذين يؤيّدون ويسلّحون أوكرانيا لمواجهة الجيش الروسي.

بايدن: حديث بوتين عن إمكانية استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا "خطير"

من جانبه، عبّر الرئيس الأميركي جو بايدن عن شكه في ما قاله نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن أنه لا ينوي استخدام سلاح نووي في أوكرانيا.

وقال بايدن في مقابلة مع شبكة "نيوز نيشن": "إذا لم تكن لديه النية، فلماذا يواصل الحديث عن الأمر؟ لماذا يتحدث عن القدرة على استخدام سلاح نووي تكتيكي؟". وأضاف أن طريقة تناول بوتين للأمر "خطيرة جدا".

إلى ذلك، قال البيت الأبيض إنّ تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليست جديدة ولا تشير إلى تغيير في أهدافه الاستراتيجية، بما في ذلك في أوكرانيا.

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار ترد على تصريحات بوتين خلال مؤتمر صحافي عُقد على متن طائرة الرئاسة.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)