بوادر أزمة جديدة في ليبيا: حفتر يمنع الحكومة من عقد اجتماعها ببنغازي

بوادر أزمة جديدة في ليبيا: حفتر يمنع حكومة الدبيبة من عقد اجتماعها ببنغازي

26 ابريل 2021
لم يحدد موعداً آخر لزيارة الدبيبة وحكومته إلى بنغازي (الأناضول)
+ الخط -

أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، ليل الأحد- الإثنين، إرجاء زيارة لها إلى بنغازي، كبرى مدن شرق البلاد، في خطوة تقف وراءها، بحسب ما أكدت مصادر ليبية متطابقة، قيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر العسكرية، وسط مخاوف من ظهور بوادر أزمة جديدة بعد تجاوز البلاد مرحلة الانقسام السياسي.
وأكد المتحدث الرسمي باسم حكومة الوحدة الوطنية، محمد حمودة، في حديث لـ"العربي الجديد"، "تأجيل موعد اجتماع مجلس الوزراء المقرر عقده في بنغازي اليوم الإثنين"، وذلك بعدما عمّم رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، دعوة لكل وزراء الحكومة ووزراء الدولة بشأن عقد الاجتماع الوزاري العادي الثالث للحكومة في بنغازي. 

تفاصيل العرقلة
وأضاف حمودة أنّه "سيتمّ التحضير لموعد لاحق في أقرب وقت ممكن"، من دون الإدلاء بتفاصيل حول أسباب منع الوفد من الدخول إلى بنغازي. لكن مصادر متطابقة من طرابلس وبنغازي أكّدت وقوف حفتر وراء عرقلة الاجتماع الوزاري. 
وفي التفاصيل، تطابقت معلومات المصادر حول قيام مدير أمن المطار، سعيد العكوكي،  بمنع وفد من موظفي الحكومة من الدخول إلى بنغازي بعد وصولهم إلى مطار بنينا، عصر أمس الأحد. 
وأوضحت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن منع الموظفين الحكوميين الذين وصلوا للمطار بهدف الإعداد للاجتماع الوزاري تزامن مع احتشاد العشرات من أنصار حفتر داخل المطار، مطالبين بـ"طرد الوفد"، ووصفوا أعضاء الوفد بـ"المليشاويين".
وبرر العكوكي قراره بعدم مخاطبته رسمياً من قبل الحكومة بأسماء وتراخيص الوفد المكون من الحراسات والمراسم الحكومية، بحسب المصادر. 
وإلى جانب وجود العشرات من أنصار حفتر داخل المطار بهدف منع الوفد من الولوج إلى المدينة، أشارت المصادر إلى تكليف العكوكي وعسكريين مقربين من صدام، نجل حفتر برئاسة مجموعة للإدارة مطار بنينا، بقرار من حفتر، الذي سبق وكلفهم برئاسة بلدية أجدابيا، غرب بنغازي.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن الوفد عاد أدراجه إلى طرابلس في الطائرة نفسها التي أتى بها.
من جهة ثانية، كشف المصادر أن كل محاولات واتصالات نائب رئيس الحكومة، حسين القطراني، المتواجد في بنغازي والمتحدر منها، للترتيب لموعد جديد للاجتماع الحكومي، باءت بالفشل بعدما هدّده أنصار حفتر بغلق مقر ديوان الحكومة في بنغازي. 
وبحسب معلومات المصادر، فإن الحكومة على وشك اتخاذ قرار بإلغاء الاجتماع الوزاري بعد فشل كل المساعي التي قادها القطراني، لكن الناشط السياسي من بنغازي عبد السلام العنيزي، يرجح أن يكون قرار المنع بسبب "خطأ يتعلق بالترتيبات الاتصالية بين الحكومة وديوانها" في بنغازي. 

تقارير عربية
التحديثات الحية

استفزاز حفتر
وفيما يعبر العنيزي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، عن خشيته بأن يكون الحدث مقدمة لأزمة بين الحكومة وحفتر، يلقي باللائمة على الدبيبة ومواقفه التي "تلوّح برفض التقارب مع حفتر"، بل ويتهمه بـ"استفزاز القيادة العامة (قيادة حفتر) في وقت يراد منه تقريب وجهات النظر". 
ويذكر العنيزي أن من بين تلك المواقف "ظهور الدبيبة المتكرر في صور مع الفريق محمد الحداد لتخريج دفعات عسكريين من دورات تدريبية لضباط أتراك في طرابلس".
 وتابع: "أيضاً اصطحاب الحداد في زياراته لأنقرة وموسكو، بصفته رئيساً للأركان العامة للجيش، رغم أنه مكلف من حكومة الوفاق السابق ومعروف بمناوأته" لحفتر، معتبراً أن الأمر يشير إلى تموضع الدبيبة داخل الاستقطابات السياسية التي قد يؤدي إلى فشله المبكر. 

محو الاصفافات
لكن في المقابل، تشير الباحثة السياسية الليبية، هنية فحيمة، إلى سعي الدبيبة إلى محو آثار الاصطفافات السابقة التي عانت منها البلاد.
وتوضح، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أن سعي الدبيبة لـ"عقد اجتماع وزاري في بنغازي جاء بعد زيارته لمدينة مصراتة ولقائه عددا من قياداتها"، مشيرة إلى ترميم آثار الانقسامات التي شهدتها البلاد لما تحمله مصراتة وبنغازي من رمزية وعلاقة بالأعمال المسلحة التي شهدتها ليبيا طيلة سنوات. 
وتحذر فحيمة، في الوقت نفسه، من آثار منع انعقاد اجتماع الحكومة في بنغازي كونه قد يؤدي إلى أزمة قد ترجع البلاد إلى مربع الخلافات والانقسامات، خصوصاً مع تعثر المسار العسكري بكل ما يتصل به من توحيد للجيش وترحيل المرتزقة والقوات الأجنبية. 
الطريق الساحلي
إلى ذلك، فيما تقرر تأجيل انعقاد اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5، المقرر عقده اليوم الإثنين في مدينة سرت، تداولت أوساط إعلامية بشكل واسع قرار رئيس الأركان العامة للجيش، الفريق محمد الحداد، بشأن تكليفه لـ"كتيبة حطين"، من مصراتة، بفتح الطريق الساحلي الرابط بين سرت ومصراتة "وتأمينه".
غير أن الناطق الرسمي باسم غرفة تحرير سرت – الجفرة، التابعة لحكومة الوفاق السابقة، عبد الهادي دراه، نفى في بيان ليل أمس، ذلك، قائلاً إن القرار "مزور وغير صحيح". كما أكد رفض الغرفة لفتح الطريق قبل مغادرة مرتزقة الفاغنر والجنجويد من مدينة سرت. 

المساهمون