بلينكن خلال لقائه عباس: ينبغي عدم تهجير الفلسطينيين قسراً

بلينكن خلال لقائه عباس: ينبغي عدم تهجير الفلسطينيين قسراً

رام الله

العربي الجديد

العربي الجديد
05 نوفمبر 2023
+ الخط -

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الأحد، إنّه "ينبغي عدم تهجير الفلسطينيين قسراً"، في إشارة إلى ما يحصل في قطاع غزة، مؤكداً التزام الولايات المتحدة بـ"تعزيز الكرامة والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء".

وأضاف بلينكن، خلال لقائه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، أن الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم المساعدات الإنسانية واستئناف الخدمات الأساسية في قطاع غزة.

وعبّر الوزير الأميركي عن التزام بلاده بالعمل من أجل تحقيق التطلعات الفلسطينية لإقامة الدولة الفلسطينية.

وفي ما يتعلق بالضفة الغربية، أكد بلينكن أن واشنطن تُدين "العنف المتطرف" ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، في إشارة إلى هجمات المستوطنين المتصاعدة.

من جهته، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالوقف الفوري للحرب المُدمرة، والإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية من مواد طبية وغذائية ومياه وكهرباء ووقود إلى قطاع غزة.

وقال عباس في تصريحات له خلال اللقاء: "نلتقي مرة أخرى في ظروف غايةً في الصعوبة، ولا توجد كلمات لوصف حرب الإبادة الجماعية، والتدمير التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، دون اعتبار لقواعد القانون الدولي".

وأضاف: "كيف يُمكن السكوت على مقتل عشرة آلاف فلسطيني، منهم أربعة آلاف طفل، وعشرات الآلاف من الجرحى، وتدمير عشرات الآلاف من الوحدات السكنية والبنية التحتية والمستشفيات ومراكز الإيواء وخزانات المياه".

وحذّر عباس مجدداً من تهجير أبناء الشعب الفلسطيني إلى خارج قطاع غزة أو الضفة الغربية أو القدس، وأعرب عن رفض بلاده ذلك "رفضاً قاطعاً".

وأشار عباس إلى أن ما يحدث في الضفة والقدس لا يقل فظاعة، من قتل واعتداءات على الأرض والبشر والمقدسات على أيدي قوات الاحتلال والمستوطنين الإرهابيين، الذين يقومون بجرائم التطهير العرقي والتمييز العنصري، وقرصنة أموال الشعب الفلسطيني.

وحمّل رئيس السلطة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عمّا يحدث، مؤكداً أن الحلول العسكرية والأمنية لن تجلب الأمن لإسرائيل، ومطالباً "بوقف ارتكاب هذه الجرائم فوراً".

وشدد عباس على أن الأمن والسلام يتحققان بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود عام 1967.

وأكد الرئيس عباس أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، مضيفاً: "سنتحمل مسؤولياتنا كاملة في إطار حل سياسي شامل".

وجدد عباس التأكيد أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي صاحبة القرار حول كل ما يخص الشعب الفلسطيني.

متظاهرون يحرقون صور بلينكن في رام الله

وخلال لقاء عباس بالوزير الأميركي، أحرق متظاهرون فلسطينيون في مدينة رام الله صوراً لوزير الخارجية الأميركي، في تظاهرة نُظمت تنديداً بزيارته ورفضاً للموقف الأمريكي المنحاز للاحتلال الإسرائيلي.

ورفع المشاركون لافتات تحمل صور بلينكن مرفقة  بعدة عبارات تندد بالموقف الأميركي، على غرار: "كيف تشعر وأنت متواطئ بالإبادة الجماعية"، و"بلينكن الدماء على يديك"، كما رددوا شعارات تدعم المقاومة الفلسطينية.

وقال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة، في حديثه مع "العربي الجديد"، موجهاً رسالة إلى القيادة الفلسطينية: "كان يجب أن نرفض هذه الزيارة، لا يجب أن نستقبل مجرماً يشرف على حملة الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة".

واعتبر جمعة أن الرد الصحيح بألا يضع الرئيس عباس يده بيد بلينكن، وأن يكون هناك رد آخر من الشارع الفلسطيني، بالخروج إلى الشوارع وإلى مقر المقاطعة (الرئاسة الفلسطينية)، لإيصال رسالة بأن هذا شخص مجرم يجب اعتقاله وأنه لا يرحب به.

وأكد جمعة أن عدو الشعب الفلسطيني أصبح واضحاً أكثر من أي وقت مضى، وهو الولايات المتحدة التي تقود الحرب على الشعب الفلسطيني.

الصورة
تظاهرات في رام الله (العربي الجديد)
تظاهرة في رام الله تنديداً بزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (العربي الجديد)

وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة عصام بكر، في كلمة له في بداية التظاهرة، إنّ "النضال الفلسطيني لم يكن ولن يكون يوماً من أجل تحسين شروط الحياة اليومية أو من أجل خلق واقع للتعايش مع الاحتلال"، داعياً إلى إعلاء الصوت رفضاً للموقف الأميركي المنحاز.

واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن زيارة بلينكن إلى رام الله مشؤومة ومرفوضة تماماً، حيث يحمل معه رسائل دعم وإسناد للاحتلال.

وأضاف: "رسالة الشعب الفلسطيني واضحة بأن الجميع يقف إلى جانب الصمود والمقاومة والكفاح ورفض حرب الإبادة التي يقوم بها الاحتلال بالشراكة ودعم من الإدارة الأميركية، الشعب الفلسطيني يؤكد رفضه كل السياسات العدوانية للاحتلال والشريك الأميركي له في استمرار حربه وعدوانه".

ورداً على سؤال حول استقبال الرئيس عباس له في ظل هذا الرفض الشعبي، قال أبو يوسف إنّ "الرسالة الفلسطينية كانت واضحة أمس السبت، خلال الاجتماع مع ستة وزراء خارجية عرب، واليوم في رام الله، وهي التأكيد على حق شعبنا بوقف حرب الإبادة والتمسك بالمقاومة والكفاح والدفاع عن نفسه ورفض التهجير وسياسات الاحتلال العدوانية".

ذات صلة

الصورة
مظاهرة في برلين بعد منع مؤتمر فلسطين 13 إبريل 2024

سياسة

خرجت مظاهرة، ظهر السبت، في برلين احتجاجاً على قيام الشرطة الألمانيّة بمنع انعقاد مؤتمر فلسطين، أمس الجمعة، إضافة لمنع الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة
الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه
الصورة
مسيرة المسجد الحسيني

سياسة

شارك اردنيون في مسيرة شعبية حاشدة في وسط العاصمة الأردنية عمان تحت عنوان: "عيدنا بانتصار المقاومة"، مطالبين بوقف العدوان المتواصل على قطاع غزة
الصورة
الصحافي بيتر ماس (Getty)

منوعات

كتب الصحافي المخضرم بيتر ماس، في "واشنطن بوست"، عن "شعوره كمراسل جرائم حرب وابن عائلة مولت دولة ترتكب جرائم حرب"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية في غزة.