بريطانيا: انتقادات لزعيم "العمال" بعد إسقاط معركة "حرية الحركة"

بريطانيا: زعيم حزب العمال كير ستارمر في مرمى الانتقادات بعد إسقاط معركة "حرية الحركة"

11 يناير 2021
كير ستارمر تراجع عن تعهداته السابقة (Getty)
+ الخط -

تعرض زعيم حزب "العمال" البريطاني كير ستارمر لانتقادات، على أثر تصريحاته بسحب تعهده بإعادة فرض حرية التنقل مع الاتحاد الأوروبي حال فوز الحزب في الانتخابات المقبلة 2024.
وبدأ تيار "عمال من أجل حرية الحركة"، اليوم الاثنين، داخل الحزب، بجمع التوقيعات ضد قرار ستارمر الذي صرح به أمس الأحد، خلال لقائه في برنامج أندرو مار على "بي بي سي"، قائلاً إنه "لم يكن صريحاً مع الرأي العام البريطاني حين وعد بإعادة التفاوض بشكل أساسي على العلاقة مع الاتحاد الأوروبي حال تولي رئاسة الوزراء في انتخابات عام 2024".
ووصف عضو تيار "عمال من أجل حرية الحركة" بحزب العمال مايكل ِشيفرز، في حديث لـ"العربي الجديد"، تصريحات ستارمر بـ"المحبطة"، وأنها "تخالف أسس تسهيل الهجرة واللجوء وحرية التنقل المبنية عليها سياسات حزب العمال في الأساس".

وأضاف أن "الأثر البالغ لما تفوه به ستارمر سيكون لدى الشعب الاسكتلندي الذي أجبر على بريكست"، مبيناً في المقابل أن "حملته ستعمل على إعادة مبدأ حرية الحركة إلى طاولة رئيس الحزب قبل الانتخابات العامة المقبل". 
وقال شيفرز: "تصريحات ستارمر تؤدي بحزب العمال للتخلي عن أحد مبادئه الأساسية في إتاحة الحدود للمهاجرين والمتنقلين كمبدأ حر أساسي يؤمن به حز العمال، ويحارب لأجله منذ عقود، وتترك الشعب البريطاني عالقاً في سياسات حزب المحافظين".
واستبعد ستارمر أن تعيد بريطانيا عضويتها في الاتحاد الأوروبي في المستقبل، لا سيما بعد أكثر من أربع سنوات من المفاوضات حول "بريكست".
وأشار إلى أن "تركيز حزب العمال الحالي هو على التخطيط والفوز في انتخابات عام 2024"، مضيفاً "إذا فزنا بأغلبية تلك الانتخابات وتشكلت حكومة من حزب العمال، فسنرث تلك المعاهدة وسينتظر الشعب البريطاني منا أن نجعلها تعمل لصالحه، وتتوقع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 منا أن نجعلها تعمل لصالح الجميع".

بدوره، قال عضو البرلمان عن حزب العمال، جون نيكولسون، إن "من المحزن رؤية حزب العمال وهو ينحدر إلى اليمين"، مضيفاً أن "ستارمر كان بطلاً بشكل مثير للإعجاب في مسألة دفاعه عن الهجرة والحق في حرية التحرك".

كما تعرض ستارمر لانتقادات من قبل لويزا بوريت، مرشحة الحزب الليبرالي الديمقراطي لمنصب عمدة لندن في انتخابات 2021، وعضوة سابقة في البرلمان الأوروبي، والتي غردت قائلة "مع مرور كل يوم، يصبح من الواضح أن صفقة بريكست التي أبرمها رئيس الوزراء بوريس جونسون سيئة لأعمالنا وتدمر الفرص للشباب". وأضافت معلقة على تصريحات زعيم حزب العمال: "إنه لأمر محزن أن حزب العمل تخلى عن علاقة وثيقة مع جيراننا الأوروبيين، وتنازل عن وعده باستعادة حرية الحركة، واستمر في الإبقاء على اتفاق حزب المحافظين السيئ كما هو".

من جهته، علق عضو البرلمان عن الحزب الوطني الاسكتلندي، بيتر ويشارت، قائلاً إن "حزب العمال بذلك يتخلى عن شخصيته، ويتبنى سياسة الموافقة على ما يفعله المحافظون من سياسة معادية للهجرة ومنع حرية الحركة وإنكار حق اسكتلندا في استفتاء على حريتها".

 وقال زعيم المعارضة كير ستارمر خلال اللقاء: "آخر شيء يريده أي طرف بما في ذلك الاتحاد الأوروبي هو البدء من جديد في مفاوضات بشأن بريكست".
ولدى سؤاله عن سبب تعهده خلال حملة القيادة بالالتزام بحرية التنقل إذا كان يعتقد أنه من غير الواقعي تنفيذه، قال ستارمر: "لقد تفاوضنا على اتفاقية للخروج تتضمن التزامات من الجانبين، وهذا الآن هو أساس علاقتنا مع الاتحاد الأوروبي".
وتعهد ستارمر خلال انتخابات رئاسة حزب العمال لمؤيديه بأنه "سيدافع عن حرية الحركة"، بينما تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي، وقال إنه "سيعيد تطبيق تلك السياسة إذا تم انتخابه". لكنه حين سئل أمس الأحد عما إذا كان سيلتزم بتعهده، رد قائلاً: "لا أعتقد أن هناك حجة لإعادة فتح تلك الجوانب من المعاهدة".

تقارير دولية
التحديثات الحية

ويذكر أن عهد حرية الحركة لمواطني الاتحاد الأوروبي وبريطانيا انتهى في الأول من يناير/كانون الثاني الحالي، حيث أنهت المملكة المتحدة الفترة الانتقالية بعد "بريكست"، جنباً إلى جنب مع مغادرتها السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الجمركي. 
وكانت بريطانيا قد أعلنت سحب التزامها باستمرار إدراج حرية التنقل في العلاقة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي منذ عام 2017، قبل الانتخابات العامة الأخيرة.
بموجب شروط اتفاقية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، يتمتع المواطنون البريطانيون الذين يعيشون بالفعل في دول الاتحاد الأوروبي، عند انتهاء الفترة الانتقالية، بحقوق محدودة داخل بلد إقامتهم، ولكن ليست لديهم حقوق حرية التنقل الكاملة كما في السابق. كما يتعين على مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في المملكة المتحدة التقدم بطلب للحصول على "وضع مستقر" بموجب خطة تسوية الاتحاد الأوروبي الحكومية.

المساهمون