برلين تستضيف اجتماعاً الشهر المقبل لبحث تطورات القضية الفلسطينية

برلين تستضيف اجتماعاً الشهر المقبل لبحث تطورات القضية الفلسطينية

03 ابريل 2023
الصفدي وبيربوك عقب عقد مؤتمر صحافي مشترك في برلين (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الإثنين، أن برلين ستستضيف الشهر المقبل اجتماعاً لمجموعة ميونخ في سياق الجهود الهادفة لإيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية، اليوم الإثنين، فقد أكد الوزيران في تصريحات صحافية مشتركة بعد محادثات رسمية ركزت على العلاقات الثنائية والقضية الفلسطينية، أن الأردن وألمانيا يريان في مجموعة ميونخ، التي تضم أيضاً مصر وفرنسا، منبراً هاماً ومكملاً للجهود التي انطلقت في العقبة لوقف التدهور نحو العنف وإيجاد آفاق حقيقية لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يشكل هدفا مشتركاً.

وخلال المحادثات التي تناولت أيضاً الأزمتين السورية والأوكرانية، بحث الوزيران سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين عبر مزيد من التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، والسياحية، والدفاعية، والتعليمية.

وفي ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أكد الصفدي موقف الأردن الثابت في الدعوة إلى وقف الحرب واحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية، مشيرًا إلى الدور الرئيس الذي تقوم به ألمانيا في دعم اللاجئين السوريين في الأردن والمنطقة، كما أكد أيضا على أهمية الدعم الذي تقدمه ألمانيا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وشدد الصفدي على أن ألمانيا تعتبر شريكاً أساسياً للمملكة في جهود تحقيق الأمن والاستقرار وتجاوز التحديات الإقليمية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، وقال: "في الوقت الذي غابت فيه آليات العمل الفاعلة للإسهام في إبقاء العملية السلمية حية، كانت مجموعة ميونخ هي الوحيدة التي تعمل بشكل مؤسسي ومنهجي مكثف".

وأضاف: "نحن أمام مفترق، إما أن نسمح للعنصريين والمتطرفين بصياغة المسار المستقبلي وهذا مسار سيأخذنا بالتأكيد للمزيد من الصراع والمزيد من العنف، نحو الكارثة، وإما أن نعمل معاً، نحن من يريد السلام، من أجل وقف هذا التدهور ومن أجل التهدئة وإيجاد أفق سياسي حقيقي لإعادة البدء بمفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين الذي يمثل السبيل الوحيد لحل الصراع".

وشدد الصفدي على أن كل الجهود السياسية لن تحقق الأمن والسلام إذا لم تترجم على الأرض بوقف الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين وتدفع باتجاه العنف.

وتابع "اتفقنا على أن نستمر في التنسيق معاً عبر اجتماع مجموعة ميونخ في برلين في وقت قريب جداً لنحافظ على الزخم ولنعمل معاً من أجل الوصول إلى هدفنا الرئيس وهو تحقيق الأمن والاستقرار وحل الصراع على أساس حل الدولتين".

وأكد الصفدي أن "العنف لن يتوقف إلا إذا توقفت أسبابه، وأسبابه الرئيسة هي الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تتمثل في توسعة الاستيطان ومصادرة البيوت وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم، وعدم احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية".

وأضاف: "السلام لن يتحقق إذا ما لم تقم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) لعام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية".

وفي رد على سؤال حول التصريحات التي أدلى بها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أخيرًا والتي أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني من منبر يحمل خريطة مزعومة لإسرائيل تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وفلسطين، أكد الصفدي إدانة هذه التصريحات العنصرية وضرورة تصدي المجتمع الدولي لها. 

وقال: "هذه التصريحات عنصرية تحريضية متطرفة، أنكرت وجود الشعب الفلسطيني، أنكرت هويته، وثقافته، وحضارته، وكل ذلك من منبر احتوى خريطة مزعومة لإسرائيل تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وتضم المملكة الأردنية الهاشمية".

وأعاد الصفدي التأكيد على موقف المملكة الداعي إلى "إنهاء الأزمة السورية، لا إدارتها، لأن انعكاسات ذلك كارثية على الشعب السوري وعلى المنطقة برمتها"، وفقًا لقوله.

وأشار إلى المبادرة الأردنية التي تؤكد على ضرورة وجود دور عربي قيادي ينخرط مباشرة مع حكومة النظام السوري للتدرج في حل الأزمة وفق مبادرة الخطوة مقابل الخطوة وبالتنسيق مع الأمم المتحدة ومع الشركاء.

وزاد الصفدي قائلا: "منطقتنا تعاني من تحديات كبيرة تنعكس تبعاتها ليس فقط علينا، ولكن أيضاً على جيراننا وأصدقائنا في أوروبا، وبالتالي ثمة منطق واضح في أن نعمل معاً من أجل معالجة هذه التحديات وتجاوزها وتجاوز تبعاتها".

من جانبها، أكدت بيربوك أهمية التنسيق مع المملكة في جهود حل القضية الفلسطينية وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وقالت بيربوك إن "الأردن حليف رئيسي لنا ومن المهم أن نستمر في العمل معاً على مواجهة التحديات".

وأكدت بيربوك على أهمية اجتماع العقبة وشرم الشيخ في جهود وقف التدهور خصوصاً في شهر رمضان، كما أكدت أن "حل الدولتين ما زال أفضل حل للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مشيرة إلى استعداد ألمانيا والاتحاد الأوروبي لدعم مخرجات اجتماع العقبة، "حيث سيتم عقد اجتماعٍ قريبٍ للشركاء بصيغة ميونخ بهذا الصدد". 

وشددت وزيرة خارجية ألمانيا على أن بلادها ستبقى منخرطة بفاعلية في جهود حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ووقف التدهور نحو العنف، كما ستبقى فاعلة وتتعاون مع الأردن أيضاً في الجهود المستهدفة حل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار.