بدء مفاوضات بين الحكومة الباكستانية وحركة "طالبان باكستان"

بدء مفاوضات بين الحكومة الباكستانية وحركة "طالبان باكستان"

22 فبراير 2022
شن الجيش هذا الشهر عمليات موسعة قرب الحدود الأفغانية في وزيرستان (عارف علي/فرانس برس)
+ الخط -

أكد مصدر قبلي في ولاية خوست الأفغانية، في جنوب أفغانستان، والمحاذية لمقاطعة وزيرستان القبلية الباكستانية، لـ"العربي الجديد"، أن المفاوضات بين الحكومة الباكستانية وحركة "طالبان" باكستان قد بدأت من جديد منذ السابع عشر من الشهر الجاري، بواسطة حكومة "طالبان" والزعامة القبلية، مؤكداً أن الحكومة الباكستانية قد أفرجت عن عدد من معتقلي "طالبان" كبادرة حسن نية، وهو كان مطلب الحركة قبل الجلوس إلى طاولة الحوار مرة أخرى.

ولفت المصدر إلى أن وفداً من زعماء قبائل وزيرستان الباكستانية قد وصل إلى ولاية خوست في الـ17 من الشهر الحالي، ليلتقي قيادات حركة "طالبان" باكستان في الولاية، من أجل المضي قدماً في الحوار، ووضع آلية لذلك.

كما ذكر المصدر أن الوفد القبلي سيلتقي في الولاية القيادي الأهم في حركة "طالبان" الباكستانية، ويدعى حافظ كل بهادر، وقياديّين آخرين، من أجل وضع آلية للمضي قدماً في الحوار، وللتوصل إلى وقف إطلاق النار.

وعلى الرغم من أن الجهات المعنية، تحديداً الحكومة الباكستانية و"طالبان"، لم تعلق حتى الساعة على التطور، لكن المصدر القبلي أكد أن الحوار استؤنف قبل أيام (دون ذكر تاريخ محدد)، بواسطة وزير الداخلية في حكومة "طالبان"، وهو زعيم شبكة "حقاني" المولوي سراج الدين حقاني، وأن "طالبان" الباكستانية سلّمت بواسطته قائمة من المعتقلين تريد الحركة الإفراج عنهم قبل استئناف الحوار.

وحيال قضية المعتقلين، قال المصدر إن الحكومة الباكستانية أفرجت الأسبوع الماضي عن عدد من معتقلي "طالبان"، حيث أفرجت في الدفعة الأولى عن 24 معتقلاً، بينما أفرجت في الدفعة الثانية عن 76 معتقلاً.

كما أكد المصدر استناداً إلى مصادر في "طالبان"، أن الحركة سلّمت قائمة بمائة ومعتقلين اثنين كي يتم الإفراج عنهم، ولكن الجيش الباكستاني رفض الإفراج عن اثنين منهم، والقضية ما زالت محط بحث بين الطرفين، مشيراً إلى أن حكومة "طالبان" طلبت من باكستان أن تتوسط الزعامة القبلية بدلاً منها، لأن أمامها حساسيات كثيرة، من هنا جاء وفد الزعامة القبلية إلى ولاية خوست للمضي قدماً إلى الأمام.

ويأتي التطور في وقت أعلن الجيش الباكستاني شن عمليات موسعة في الـ18 من الشهر الجاري قرب الحدود الأفغانية في وزيرستان، من أجل قطع الطريق على المسلحين الذين يدخلون من أفغانستان، وينفذون الهجمات داخل باكستان، كما يعتقد هو.

وكانت الحكومة الباكستانية قد أطلقت عملية المفاوضات مع حركة "طالبان" باكستان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بواسطة حكومة كابول، ونتج عنها توافق الطرفين على وقف إطلاق النار لمدة شهر واحد، انتهى في التاسع من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث أعلنت "طالبان" الخروج من وقف إطلاق النار لأن "إسلام آباد لم ترضخ لمطالبها" كما قالت.

وعلم "العربي الجديد" من خلال مصادر في "طالبان" والزعامة القبلية، أن من أبرز شروط حركة "طالبان" الباكستانية، خروج قوات الجيش من كامل المقاطعات القبلية السبع، وهو ما يرفضه الجيش الباكستاني، معتبراً إياه عقبة كبيرة في وجه المفاوضات بين إسلام أباد وطالبان.

يجدر ذكر أن كابول ترفض القيام بأي عمل ضد حركة "طالبان" الباكستانية، معتبرة ذلك شأناً داخلياً باكستانياً، ما يجعل إسلام آباد في موقف حرج، ولم تبقَ أمامها سوى المفاوضات مع الحركة، التي كثفت من هجماتها ضد المصالح الباكستانية في الآونة الأخيرة.

استهداف دورية للشرطة.. و"طالبان" تتبنى

توازياً، خلف تفجير استهدف دورية للشرطة، شمال غرب باكستان، ثلاثة جرحى على الأقل. بينما قتل اثنين من الزعماء القبليين بيد مسلحين في مقاطعة شمال وزيرستان القبلية.

وقالت شرطة مدينة ديره اسماعيل خان، في بيان، إن عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة كانت ترافق فريق تطعيم مكافحة شلل الأطفال في منطقة كلاجي وسط المدينة ما أدى إلى إصابة ثلاثة من عناصر الشرطة.

ولفتت إلى أن تعزيزات جديدة وصلت إلى المنطقة لتستمر حملة تطعيم مكافحة شلل الأطفال.

وتبنت حركة "طالبان باكستان" مسؤولية الهجوم، مدعية إصابة العديد من عناصر الشرطة جراء التفجير.

إلى ذلك، قتل مسلحون مجهولون اثنين من زعماء القبائل هما: شمشير الله وأفتاب الله في هجوم مسلح في منطقة بلنكزو بمدينة ميرانشان مركز مقاطعة شمال وزيرستان القبلية.

وقال رئيس شرطة مدينة ميران شاه عقيق حسين، في تصريح مقتضب، إن منفذي الهجوم تمكنوا من الفرار، وقوات الأمن تلاحقهم.

وحتى الساعة، لم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم.