انسحاب القوات جنوب الحديدة: لا تنسيق مع الأمم المتحدة وفريق الحكومة

انسحاب القوات جنوب الحديدة: ارتباك ولا تنسيق مع بعثة الأمم المتحدة والفريق الحكومي

12 نوفمبر 2021
القوات المدعومة إماراتياً قدمت مبررات لانسحابها (Getty)
+ الخط -

قالت القوات التي تدعمها الإمارات في الساحل الغربي لليمن، مساء الجمعة، إنها اتخذت قرار الانسحاب من عدد من المواقع في تخوم مدينة الحديدة، في ضوء خطة إعادة الانتشار المحددة في اتفاق استوكهولم الذي ترعاه الأمم المتحدة منذ أواخر عام 2018، وهو ما نفته المنظمة الدولية.

وساقت القوات المشتركة في بيان عدداً من المبررات المتناقضة للانسحاب الغامض الذي استغله الحوثيون وقاموا بالسيطرة على مناطق واسعة تم إخلاؤها في مديريتي الدريهمي والتحيتا جنوبي مدينة الحديدة.

وخلافاً لمزاعم تطبيق اتفاق استوكهولم الذي مضى على توقيعه قرابه 3 سنوات، أشارت "القوات المشتركة" إلى أن قرار الانسحاب يأتي جزءاً مما سمّتها "المعركة الوطنية" لـ"مواجهة المخاطر التي تهدد أمن الوطن والمواطن اليمني والأمن القومي العربي".

وهاجمت القوات المشتركة اتفاق استوكهولم وقالت إنه "حرمها من تحقيق هدف استراتيجي لليمن والأمن القومي العربي" ، كما اتهمت الحكومة الشرعية بالتمسك في تنفيذه رغم انتهاكات مليشيات الحوثي منذ توقيعه.

ورغم المبررات السابقة الخاصة بتطبيق اتفاق استوكهولم، أشارت القوات المشتركة إلى أن "واجبها الديني والوطني يدفعها للدفاع عن جبهات ذات أهمية أخرى قد يستغلها العدو عند عدم وجود دفاعات كافية"، في إشارة إلى خطط مستقبلية بالانتقال إلى جبهة أخرى.

ولم يكشف البيان بشكل صريح عن الوجهة القادمة للقوات المشتركة، لكنه قال إن "التطورات التي تشهدها جبهات البلاد كلها، تفرض على كل قادر أن يقدِّم الدعم والعون بالوسائل المختلفة". 

وركز البيان على المكاسب الحوثية الأخيرة في البيضاء والجوف وإسقاط ثلاث مديريات من محافظة شبوة، إضافة إلى الوصول إلى مشارف مدينة مأرب، وهو ما يشير ضمنيا إلى نوايا تتعلق بنقل قوات الساحل الغربي إلى تلك الجبهات.

وكان لافتا عدم تطرق بيان القوات المشتركة بشكل تام لقوات التحالف الذي تقوده السعودية، كما لم يذكر أن خطة الانسحاب قد تمت بالاتفاق معها أم لا، وتحديدا في مسألة نقل القوات إلى مأرب أو شبوة للدفاع عنها من الهجمات الحوثية.

البعثة الأممية: لم يتم إبلاغنا بالانسحاب من الحديدة

وأكدت البعثة الأممية لمراقبة اتفاق الحديدة في بيان صحافي، أنه لم يكن لديها أي علم مسبق بالتحركات التي شهدتها محافظة الحديدة بعد انحساب القوات المشتركة.  

وقالت البعثة إنها "تقوم بالتنسيق ما بين الأطراف للتوصل إلى الحقائق وتدعو لضمان أمن وسلامة المواطنين في مناطق تغير خطوط التماس"، مشيرة إلى أن التقارير التي تشير إلى وقوع ضحايا من المدنيين جراء الضربة الجوية في التحيتا تثير القلق.

وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت على لسان المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق في وقت سابق من مساء الجمعة، أنها تراقب الوضع عن كثب بعد أن سيطرت جماعة الحوثي على مدينة التحيتا جنوبي الحديدة. 

وأشار حق إلى علم الأمم المتحدة بتقارير انسحاب القوات الحكومية، إلا أنه أكد عدم إبلاغهم مسبقًا بالتحركات، ودعا جميع أطراف النزاع إلى ضمان سلامة وأمن المدنيين في تلك المناطق التي حدثت فيها تحولات في الخطوط الأمامية.

وأكد مصدر حكومي لـ"العربي الجديد"، أن قيادة وزارة الدفاع والرئاسة اليمنية لم تكن على علم بالتطورات الأخيرة في الساحل الغربي.

وأشار المصدر إلى أن المعلومات الأولى تقول إن جماعة الحوثيين قد سيطرت على مناطق واسعة في مديريتي الدريهمي والتحيتا وأعادت فتح طريق كيلو16، وهو المدخل الرئيسي لمدينة الحديدة.

ولا يزال الغموض يكتنف الانسحاب المفاجئ لـ"القوات المشتركة"، خصوصا إثر تلميحات من موالين للقوات التي يقودها طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني السابق، إلى أنها لم تكن  في تلك الجبهات، بل قامت بتسليمها لـ"ألوية العمالقة السلفية" المنحدرة من محافظات جنوبي البلاد.

الفريق الحكومي: ما يجري يتم دون معرفتنا

إلى ذلك، أكد فريق الحكومة اليمنية في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، أن ما يجري حالياً في الساحل الغربي من إعادة انتشار للقوات "يتم من دون معرفة الفريق الحكومي ومن دون أي تنسيق مسبق معه".

وأوضح الفريق في بيان صحافي له، أن "إجراءات إعادة الانتشار يفترض أن تتم كما هو المعتاد بالتنسيق والتفاهم مع بعثة الأمم المتحدة (أونمها) في الحديدة عبر الفريق الحكومي، والتي لم تكن في الصورة كما أشار الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة".