انتخابات رئاسية في قبرص التركية في ظل علاقات متباينة مع أنقرة

انتخابات رئاسية في قبرص التركية في ظل علاقات متباينة مع أنقرة

10 أكتوبر 2020
تقطن الشطر الشمالي أغلبية تركية، ولا تعترف به أي دولة باستثناء تركيا (العربي الجديد)
+ الخط -

يجري الشطر الشمالي من جزيرة قبرص، الأحد، استحقاق الانتخابات الرئاسية في ظل توترات عديدة تشهدها البلاد من جهة، وتشهدها العلاقة مع أنقرة مع بعض المرشحين، وأبرزهم الرئيس مصطفى أقنجي من جهة ثانية، فضلاً عن التوترات الحاصلة في شرق المتوسط من جهة ثالثة.

وتقطن الشطر الشمالي أغلبية تركية، ومعترف به من قبل أنقرة فقط، وينتخب رئيسه من بين 3 مرشحين فقط، هم إضافة للرئيس الحالي مصطفى أقنجي، كل من رئيس الوزراء إرسين تاتار، ووزير الخارجية قدرت أوزارساي.

وقبيل الانتخابات، افتتح الخميس الماضي شاطئ مارش المغلق منذ 46 عاماً، بعد دخول القوات التركية إلى الشطر الشمالي، ودون موافقة من الجانب القبرصي اليوناني، وبإعلان من رئيس الوزراء تاتار الذي حصل على الموافقة من السلطات التركية خلال زيارته لها قبل أيام، في إشارة واضحة لدعم أنقرة لهذا المرشح على حساب بقية المرشحين، في ظل وجود خلافات بين أنقرة وأقنجي.

وتتلخص الخلافات التركية مع أقنجي بمواقفه القريبة من الجانب القبرصي، والتعامل مع تركيا كقوة أمر واقع، وهو ما دفع المسؤولين الأتراك، وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى تجاهله الدائم، والتوجه إلى رئيس الوزراء تاتار، واستقباله والاتصال به في كل مناسبة.

يتجاهل المسؤولون الأتراك، وعلى رأسهم الرئيس أردوغان، الرئيس أقنجي بشكل دائم، لمواقفه القريبة من الجانب القبرصي

وأثار افتتاح سواحل مارش للعامة جدلاً داخلياً بين أطراف الحكم في الشطر الشمالي، حيث أعلن الرئيس ورئيس الوزراء عدم معرفتهما بإعلان الافتتاح مسبقاً، في محاولة لتكثيف جهودهما من أجل إقناع الأطراف المعنية بافتتاح هذه الشواطئ الشهيرة عالمياً.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة ستنحصر في المرحلة الثانية بين أقنجي وتاتار، وهو ما يعني وجود صراع سياسي كبير.

وستكون العلاقة مع تركيا حاضرة في الانتخابات، فالضوء الأخضر للمرشح تاتار بالإعلان عن افتتاح سواحل مارش، أعطى رسائل قوية للناخبين بأنّ أنقرة تدعم رئيس الوزراء، وهو ما يعني مزيداً من التوحد وتنسيق المواقف، خاصة بعد فقدان الأمل شعبياً بتوحيد شطري الجزيرة بفدرالية، حيث رفض الشطر الجنوبي قبل أعوام فكرة الفدرالية في استفتاء شعبي، فيما وافق الشطر الشمالي على ذلك.

البعد الثالث في هذه الانتخابات هو التطورات الحاصلة في الصراع شرقي المتوسط، حيث تفاوض أنقرة دول الاتحاد الأوروبي من أجل أن يكون لها مكان في اقتسام الثروات، وتواجه اليونان بشكل مباشر، رغم أن المفاوضات أدت للقاء وزير الخارجية التركي مولود جاوزش أوغلو مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس، وجرت توافقات لاستكمال الاجتماعات الاستكشافية بين الجانبين في تركيا.

وتدعي تركيا أنها تدافع عن حقوقها من جهة، وعن حقوق الشطر الشمالي لقبرص التي تعترف بها لوحدها، لتلقي كل هذه الأبعاد بظلالها على هذه الانتخابات التي تجري الأحد، وتترقبها الأوساط التركية عن كثب.

المساهمون