انتخابات الرئاسة الروسية: استعدادات نهائية لانطلاق التصويت غداً
- تشديد الإجراءات الأمنية في موسكو وحشد الناخبين لزيادة نسبة المشاركة، مع تأكيدات على أهمية الانتخابات في تحديد مصير روسيا وتأثيرها على العالم.
- أوكرانيا تنتقد العملية الانتخابية، معتبرة إياها "مهزلة" لا تعكس الإرادة الحرة للشعب وتدعو المواطنين تحت الاحتلال أو المنقولين إلى روسيا لعدم المشاركة، مؤكدة على عدم شرعية الانتخابات.
تكمل السلطات الروسية، اليوم الخميس، الإجراءات النهائية في إطار الاستعدادات لبدء انتخابات الرئاسة الروسية، التي ينطلق التصويت فيها يوم غد الجمعة، ويستمر حتى يوم الأحد المقبل، يأتي ذلك فيما دعت أوكرانيا المجتمع الدولي إلى رفض نتائج الانتخابات.
وإلى جانب المرشح الأوفر حظاً، الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، يشارك في انتخابات الرئاسة الروسية ثلاثة آخرون، هم نيقولاي خاريتونوف عن الحزب الشيوعي، وليونيد سلوتسكي عن الحزب الليبرالي الديمقراطي، وفلاديسلاف دافانكوف عن حزب "أناس جدد" المتمثل بمجلس الدوما (النواب) الروسي لأول مرة، بينما يخوض بوتين السباق كمرشح مستقل.
وفي الوقت الذي تغيب فيه وجوه المعارضة "غير النظامية" عن سباق انتخابات الرئاسة الروسية غياباً كاملاً، ثمة توقعات بأن يستقطب دافانكوف، الذي دعا مراراً إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا عبر المفاوضات، حصة من التصويت الاحتجاجي، بعد أن حظي بدعم بعض رموز المعارضة الروسية في المنفى.
وعلى ضوء تعرض المناطق الحدودية الروسية لهجمات أوكرانية متكررة منذ أيام عدة قبل انطلاق المرحلة الرئيسية من التصويت، تشهد بعض المناطق في موسكو، لا سيما تلك التي تقع بها مقار جهات حكومية، إجراءات أمنية مشددة وحضوراً لافتاً لعناصر الأمن.
ورصد "العربي الجديد" أثناء جولة في محيط مقر لجنة الانتخابات المركزية بالقرب من الكرملين عناصر أمنية تمنع دخول المارة إلى المنطقة المجاورة للجنة، باستثناء حملة تصاريح.
وفي موازاة ذلك، تسعى السلطات الروسية للترويج لأهمية الانتخابات وحشد الناخبين للتصويت لزيادة نسبة المشاركة، وإضفاء الشرعية على فوز بوتين المحسوم سلفاً، إذ اعتبرت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية، إيلا بامفيلوفا، أن "الاستحقاق الرئاسي لن يحدد مصير روسيا فحسب، وإنما تطور العالم أجمع".
وقالت بامفيلوفا في مؤتمر صحافي: "علينا أن نثبت لأنفسنا أننا شعب موحد يؤمن بعدالة ما نقوم به، وندرك أهمية الانتخابات المرتقبة، وأن هذه ليست مجرد انتخابات رئاسة بل تحدد مصير روسيا وكيف سنكون في ما بعد. وبالمناسبة، ستحدد الانتخابات كيف سيتطور العالم إلى حد كبير".
وحثت الناخبين على الحضور إلى مراكز الاقتراع، مضيفة: "علينا أن نثبت لأنفسنا أننا موحدون كشعب".
ولم يبق بوتين هو الآخر بمنأى عن الترويج للحضور إلى مراكز الاقتراع، موجهاً كلمة مسجلة إلى المواطنين الروس مساء الأربعاء، قائلاً فيها: "يجب التأكيد على وحدتنا وعزمنا المضي قدماً إلى الأمام. كل صوت من أصواتكم له قيمة وأهمية. لذلك أدعوكم إلى ممارسة حقكم الانتخابي في الأيام الثلاثة المقبلة".
وأكد أن مراكز الاقتراع في انتخابات الرئاسة الروسية ستفتح في كل مدينة وبلدة وقرية، مضيفاً: "الأصدقاء الأعزاء! نحن جميعاً، شعب روسيا متعدد القوميات، أسرة كبيرة واحدة. نقلق على بلادنا ونعتني بها، ونتمنى أن تكون في رخاء وقوية وحرة ومزدهرة حتى يرتقي مستوى المعيشة وجودتها".
وتابع قائلاً: "سنفعل كل شيء كما نريد. لذلك أطلب منكم الحضور إلى الانتخابات، والتعبير عن موقفكم المدني والوطني، والتصويت لصالح مرشح اخترتموه، والمستقبل الناجح لروسيا العزيزة".
أوكرانيا تدعو إلى رفض نتائج انتخابات الرئاسة الروسية
وحثّت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان "الدول الأجنبية والمنظمات الدولية على عدم إرسال مراقبين دوليين للمشاركة في مهزلة أخرى يصفها الكرملين بأنّها انتخابات رئاسية... وعدم الاعتراف بالنتائج".
وقال البيان: "لم تكن للديكتاتورية الروسية أيّ علاقة بالديمقراطية منذ فترة طويلة"، مضيفاً أنّ بوتين "موجود في السلطة منذ 24 عاماً، ليس من خلال التعبير الحر عن إرادة الشعب، ولكن من خلال التلاعب بالدستور والدعاية الكاملة والقضاء على كلّ منافسة سياسية".
كذلك، دعت أوكرانيا التي يقع حوالى 20 في المائة من أراضيها في الشرق والجنوب تحت السيطرة الروسية، مواطنيها الذين يعيشون تحت الاحتلال أو الذين تمّ نقلهم إلى روسيا إلى "عدم المشاركة في الانتخابات الزائفة".
وأضاف البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأوكرانية أنّ "إجبار الملايين من المواطنين الأوكرانيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلّة مؤقتاً أو الذين تمّ نقلهم قسراً إلى الأراضي الروسية، على المشاركة في ما يسمى بالانتخابات أمرٌ غير قانوني أيضاً".
