اليوم الثاني لمنتدى الأمن العالمي: قطر تعرض تجاربها في الوساطات

اليوم الثاني لمنتدى الأمن العالمي: قطر تعرض تجاربها في الوساطات وحل النزاعات

14 مارس 2023
الخليفي: سياسة قطر الخارجية تعتمد على تحالفات متعددة (وزارة الخارجية القطرية/ تويتر)
+ الخط -

عرض مساعد وزير الخارجية القطري للشؤون الإقليمية محمد الخليفي، اليوم الإثنين، في الجلسة الصباحية لمنتدى الأمن العالمي تجارب دولة قطر في الوساطات وحل النزاعات، ونجاحاتها في وضع حد لعدد من النزاعات الإقليمية. 

وتحدث الخليفي، في المنتدى الذي يعقد في الدوحة، تحت شعار "إعادة رسم ملامح النظام العالمي: النزاعات والأزمات والتعاون"، عن خبرة دولة قطر الطويلة، وسياستها الخارجية القائمة على مبدأ الحوار لحل النزاعات، لافتاً إلى أن ذلك أكسبها ثقة المجتمع الدولي.

وسجلت الدبلوماسية القطرية سلسلة نجاحات في عدد من الملفات، على مدى السنوات الماضية، منها إسهام دولة قطر في إبرام هدنة في اليمن 2008 - 2010، واستضافتها الحوار الوطني اللبناني، ومساعدتها لحكومتي جيبوتي وإريتريا على إبرام اتفاق سلام لتسوية النزاع الحدودي بينهما وتأمين الإفراج عن الأسرى. 

كذلك حققت دولة قطر نجاحاً في ملف دارفور من خلال توقيع وثيقة الدوحة للسلام في الإقليم، وأسهمت في تسهيل اتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية في السودان والحركات المسلحة الموقع بجمهورية جنوب السودان. 

واستضافت قطر المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان التي اختتمت بتوقيع الطرفين على اتفاق السلام، ورعت المفاوضات بين الأطراف التشادية التي توجت بتوقيع اتفاقية الدوحة للسلام ومشاركة الحركات السياسية والعسكرية في الحوار الوطني الشامل السيادي في تشاد، إضافة إلى مساعدتها الصومال وكينيا على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية.

وأشار الخليفي في كلمته في المنتدى إلى أنّ السياسة الخارجية لدولة قطر "تعتمد على تحالفات قوية ثنائية ومتعددة الأطراف، وإيجاد حلول للنزاعات من خلال الحوار والوساطة مع احترام الحقوق السيادية لجميع الدول"، داعياً المجتمع الدولي إلى "تعزيز الأطر التنظيمية القوية التي تفضل الوساطة في العلاقات الدولية والعمل على معالجة النزاعات والخلافات الإقليمية بحكمة وصبر، بهدف الدفع لاستدامة الأمن والسلم الدوليين".

التحديات التي تواجه الدول الأفريقية

وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي قد تحدث عن التحديات التي تواجه الدول الأفريقية، كمواجهة الإرهاب والصراعات الداخلية، وتحديات التنمية والحكم الرشيد، في جلسات اليوم الثاني من جلسات منتدى الأمن العالمي الذي يعقد بالدوحة.

وأكد أنّ أفريقيا تمتلك خطتها الخاصة لبناء "أفريقيا جديدة" تلبي الطموحات والتطلعات وتعزيز البنية التحتية، مشيراً إلى أنّ أفريقيا اتخذت خطوات عديدة للسير قدماً نحو مسار السلام. وأكد، في الوقت نفسه، الحاجة لتحقيق مبدأ المساءلة والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والأهداف التنموية، لكنه نبّه إلى خطر الإرهاب "الذي يشكل تحدياً ويتطلب تعاوناً ودعماً دولياً لمواجهته".

ولفت إلى أنّ أفريقيا لا تزال غائبة عن منصات اتخاذ القرار العالمية، وهي مستثناة من بعض المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن والبنك الدولي، الأمر الذي يستدعي إصلاح الأمم المتحدة، مستعرضاً المساهمات المهمة التي قدمها الاتحاد الأفريقي للسلم والأمن الدوليين من خلال مهامه وشراكته مع الأمم المتحدة.

المتغيرات الدولية في ظل الصراع الروسي الأوكراني

ولفت كبير الوزراء، والوزير المنسق للأمن القومي السنغافوري تيو تشي هين، في جلسة ثانية للمنتدى، إلى المتغيرات الدولية في ظل الصراع الروسي الأوكراني، والعلاقات الأميركية الصينية وعلى الأخص دول آسيا والمحيط الهادئ، على دول العالم وتبعات الأزمات والحروب، والصراعات على الأمن والتنمية في العالم.

وقال إنّ هناك حاجة إلى عناصر ثلاثة لمواجهة التحديات الراهنة، تتمثل بالتعددية على المستوى العالمي وتعزيز دور المؤسسات الدولية، وتعزيز الصمود وبناء الاستدامة لمواجهة التحديات، وبناء عالم أكثر أمناً وتحقيق التنمية المستدامة.

كما ناقش المنتدى في يومه الثاني الصراعات في أفريقيا، خاصة في دول الساحل، ودعا عدد من المشاركين دولة قطر للوساطة في هذه النزاعات باعتبارها طرفاً مقبولاً ومحايداً وتحظى بالثقة من قبل الجميع.

وناقش المنتدى قضية التطرف العنيف، وكيفية مواجهة تصاعد عنف اليمين المتطرف عالمياً، والإجراءات التي تعتمدها الدول والمنظمات الدولية للتعامل معها، وسبل مواجهة الإرهاب، والذي يتقاطع مع المشاكل المحلية الناجمة عن فقدان الثقة بين الحكومة والشباب، والأزمات الاقتصادية المتفاقمة وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.

جدير بالذكر أنّ المؤتمر الذي يختتم أعماله غداً الأربعاء يبحث في عدد من القضايا والأزمات، منها أزمة الطاقة العالميّة وصراع القوى العظمى خاصةً في ظل التنافس الأميركي-الصيني والحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب الدولي وشبكات اليمين المُتطرّف ومخاطر المعلومات المُضلّلة والأخبار الكاذبة، والنزاعات في أفريقيا والحضور الروسي هناك.

ويتضمن جدول أعمال اليوم الثاني من المنتدى عدداً من الجلسات والحوارات مع مسؤولين وصناع قرار يمثلون دولاً ومنظمات إقليمية وعالمية، إلى جانب باحثين ومهتمين بقضايا الأمن والسلام العالمي. 

يُشار إلى أن منتدى الأمن العالمي الذي يعقد تحت شعار "إعادة رسم ملامح النظام العالمي: النزاعات والأزمات والتعاون" يركز في نسخته الخامسة على النهج الدولي لإدارة الصراعات والأزمات والتعاون، ويشمل مناقشات حول مواضيع، مثل أزمة الطاقة العالمية ونهج تعزيز الاقتصادات المستدامة، وتنافس القوى العظمى الذي شكلت الحرب في أوكرانيا ذروته، وكذلك دور مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. 

كما يناقش المشاركون مواضيع مكافحة الإرهاب الدولي والتهديدات الناشئة وشبكات اليمين المتطرف وتمويلها ومخاطر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة. 

ويشهد المنتدى مشاركة رفيعة المستوى تجمع عدداً من القادة الحكوميين والوزراء ورؤساء الوكالات الأمنية وصناع السياسات الحكومية، إضافة إلى الخبراء المتخصصين والأكاديميين والصحفيين وقادة القطاع الخاص من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا والمحيط الهندي والشرق الأقصى. 

ومن المقرر أن تجمع النتائج التي يتوصل إليها المنتدى، في تقرير معمق، ليقدم لمحة عامة وتقييماً استراتيجياً للقضايا الأمنية مع مقترحات السياسات اللازمة لمواجهة التحديات الأمنية العالمية في عام 2023.