النظام السوري يصمت عن الضربات الإسرائيلية ويواصل قصف إدلب

النظام السوري يصمت عن الضربات الإسرائيلية ويواصل قصف إدلب

18 نوفمبر 2020
قصف إسرائيلي جنوبي سورية (جالا مرعي/فرانس برس)
+ الخط -

يواصل طيران الاحتلال الإسرائيلي غاراته على أهداف للنظام وحلفائه الإيرانيين في سورية، ويقابل ذلك استمرار النظام في عدم الرد على تلك الغارات، وادعاؤه بعد كل غارة تصدي دفاعاته الجوية للصواريخ الإسرائيلية وإسقاط العديد منها، في وقت تواصل فيه قواته قصفها المدفعي على ريف إدلب، شمال غربي البلاد، الخاضع لوقف إطلاق النار والبعيد عن مكان الغارات الإسرائيلية.
آخر الضربات الإسرائيلية حصلت فجر اليوم، الأربعاء، وطاولت، وفق مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، أهدافاً في ريف القنيطرة وأطراف مدينة دمشق، حيث أكدت المصادر أن الغارات طاولت معسكرات ونقاطا للدفاع الجوي في القنيطرة ومحيط دمشق، وأبرزها كان مطار دمشق الدولي ومطار المزة العسكري ونقاط في ناحية السيدة زينب، جنوب دمشق، وأهداف في ناحية الكسوة وبلدة زاكية في جنوب غرب محافظة ريف دمشق، حيث توجد كتيبة دفاع جوي تابعة للفرقة السابعة.
وكانت الرواية الإسرائيلية حول تلك الغارات قد أكدت أنها استهدفت مواقع لـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، وفق ما ذكره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.

وفي حين يبدو أن تلك الضربات تأتي في سياق استراتيجية عسكرية إسرائيلية هدفها منع الإيرانيين من ترسيخ وجودهم في الجنوب السوري، إلا أن النظام وحلفاءه الإيرانيين لا يقومون بالرد، بالتزامن أيضاً مع الصمت الروسي عن تلك الغارات وعدم إيقافها وعدم استعمال النظام لمنظومات الدفاع الجوي الروسية.
وبعيد الغارات الإسرائيلية، ارتفعت وتيرة القصف المدفعي والصاروخي من قوات النظام السوري على منطقة جبل الزاوية بريف إدلب، شمال غربي البلاد، حيث طاول القصف عدة قرى وبلدات، وأسفر عن أضرارا مادية جسيمة، فيما كثف طيران الاستطلاع طلعاته فوق المنطقة.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، يرى المحلل والخبير العسكري العقيد أحمد الحمادة أن روسيا لا ترد ولا تمنع تلك الغارات لأنها "في حالة تفاهم مع إسرائيل حول ضرب الأهداف التي تؤثر عليها".
وأضاف: "النظام وعصاباته ليست لديهم القدرة على الرد على إسرائيل، فهناك فرق تكنولوجي بين أسلحة مهترئة وبين الأف 16  والصواريخ الذكية، ورغم ذلك النظام ليست له القدرة السياسية والمعنوية للرد، وبإمكانه الرد لو أراد بوسائط أخرى، ولكنه يعتبر حربه ضد الشعب السوري هي المعركة الأساسية". وأكد الحمادة أن النظام "عندما يرد في الشمال يرسل رسائل لشبّيحته لرفع الروح المعنويات، ومعركته ضد الشعب أساسية".
وأكد الحمادة على أن أي رد من النظام "سيكون ردا شكليا لا أكثر"، مضيفا أن النظام ليست لديه القدرة "ولن يرد وسيحتفظ بحق الرد حتى النهاية".
ويرى الباحث السوري في مركز "جسور" للدراسات وائل علوان أن عدم رد النظام يأتي لأن "هناك تفاهمات عالية المستوى بين روسيا وإسرائيل تضمن فيه إسرائيل استهداف المنشآت والمجموعات التابعة لحزب الله والحرس الثوري الإيراني وكذلك قوات الأسد التابعة لهذه المليشيات، في حين تضمن روسيا علمها بالعمليات وضمان عدم استهداف مصالحها أو المجموعات المحلية التابعة لها، وهذه التفاهمات تعلم بها إيران والنظام، لكن لا مكان للاعتراض عليها أو أخذ موقف منها".
وأضاف في حديث مع "العربي الجديد": "أما الرد فالنظام والمليشيات المستهدفة غير قادرين على الرد على هذه الاستهدافات ولو بالحد الأدنى، وهو يتطلب مواجهة السلاح الجوي الذي يقوم بهذا الاستهداف، حيث الأمر يتطلب منظومات دفاع جوي متطورة لا يمتلكها النظام ولا إيران".

وكان الطيران الإسرائيلي قد قصف في منتصف العام الجاري أهدافاً عدة في ريف دمشق، أبرزها: محيط مطار دمشق الدولي، ومقر قيادة الفرقة الأولى في مدينة الكسوة، وجبل المانع بمحيط مدينة الكسوة، ومعامل الدفاع الاحتياطية قرب بلدة الهامة.
وبات من المعروف أن للإيرانيين وجوداً عسكرياً كبيراً في محيط العاصمة السورية، خاصة في ريفها الجنوبي، وفي داخل مطار دمشق الدولي، جنوب شرقي العاصمة، وبالقرب منه.
وبحسب مصادر مطلعة في المعارضة السورية، فإن الحرس الثوري يسيطر على جانب من مطار دمشق الدولي لضمان نقل الذخائر والمعدات العسكرية من طهران إلى دمشق ومنها إلى المليشيات في سورية وإلى حزب الله اللبناني. وأقام "الحرس الثوري الإيراني" داخل مطار دمشق الدولي ما يُعرف بـ"البيت الزجاجي" والذي تعرض لعدة ضربات إسرائيلية خلال العامين الأخيرين.
وتؤكد مصادر مطلعة أن الميلشيات الإيرانية تنتشر داخل مقرات فرق النظام العسكرية، خاصة في محافظة درعا، حيث كانت هذه المصادر قد كشفت لـ"العربي الجديد"، أن قوات إيرانية تنتشر في مقرات الفرقة الخامسة في تل الحارة، شمال غرب درعا، وفي الفرقة التاسعة ببلدة الصنمين، وفي مواقع أخرى.