المغرب يعلن عن اعتقال خلية إرهابية كانت تخطط لاستهداف منشآت حيوية

المغرب يعلن عن اعتقال خلية إرهابية كانت تخطط لاستهداف منشآت حيوية ومقرات أمنية

22 يونيو 2021
السلطات الأمنية قالت إن الخلية كانت تخطط لهجمات (فاضل سنا/ فرانس برس)
+ الخط -

أوقفت الشرطة المغربية، اليوم الثلاثاء، أربعة أشخاص بمنطقة سيدي الزوين بالقرب من مدينة مراكش (وسط المغرب)، وذلك للاشتباه في تخطيطهم لاستهداف منشآت حيوية ومقرات أمنية، ولتصفية أشخاص جسديا لحساب تنظيم "داعش" الإرهابي، في عملية أسفرت أيضا عن حجز أسلحة بيضاء ومواد متفجرة.
وقال بيان للمكتب المركزي للأبحاث القضائية تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، إن المكتب التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية) تمكن، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، من اعتقال خلية إرهابية موالية لتنظيم "داعش"، تتكون من أربعة متطرفين تتراوح أعمارهم ما بين 22 و28 سنة، ينشطون في الجماعة القروية سيدي الزوين التابعة لجهة مراكش أسفي.
واعتبر المكتب أن اعتقال الخلية الجديدة يندرج في إطار العمليات الأمنية الرامية لمكافحة مخاطر التهديد الإرهابي وإجهاض المخططات التخريبية، التي تحدق بأمن واستقرار المملكة وتهدف للمس الخطير بالنظام العام، مشيرا إلى أن عمليات البحث الميداني والتتبع التقني مكنت من تجميع معطيات دقيقة حول المشروع الإرهابي لزعيم هذه الخلية، الذي كان يراهن على تنفيذ أجندات التنظيمات الإرهابية الدولية لضرب أهداف ومشاريع داخل المملكة.
وأضاف البيان أنه كان يخطط للالتحاق بفرع تنظيم "داعش" بمنطقة الساحل، بعدما نسج علاقات مع قيادي في صفوف هذا التنظيم يحمل جنسية دولة أجنبية ويقيم خارج أرض الوطن، والذي أوعز له بضرورة الالتحاق بمعسكرات القتال التابعة لتنظيم "داعش"، بغرض التدريب على صناعة المتفجرات وانتقاء الأهداف الإرهابية.
وكشف المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن إجراءات البحث المنجزة تشير إلى أن "(أمير) الخلية الإرهابية استعان بمهاراته المهنية المكتسبة في مجال (التلحيم) لصناعة وإعداد أسلحة بيضاء، وتحضير عبوات متفجرة تقليدية الصنع، حيث أجرى تجارب عملية لصناعة وتشغيل هذه المواد الناسفة، قبل أن يعمد لاقتناء مواد كيماوية تدخل في صناعة هذه العبوات من محل تجاري بمدينة مراكش، وذلك في إطار التحضير لمشروعه الإرهابي داخل المملكة".
وأضاف البيان أنه "بعد استيفاء عمليات التجنيد والاستقطاب وإنهاء الانخراط الكلي لجميع عناصر الخلية في هذا المشروع الإرهابي، تم الانتقال لمرحلة التنفيذ المادي للمخططات التخريبية التي حددت كأهداف آنية استهداف منشآت حيوية ومقرات أمنية، فضلا عن تحديد أشخاص بغرض تصفيتهم جسديا بواسطة السلاح الأبيض، وذلك ضمن أساليب الإرهاب الفردي المستوحاة من عمليات تنظيم داعش الإرهابي".
كما أظهرت إجراءات البحث والتحري، وفق بيان المكتب، أن "أعضاء هذه الخلية الإرهابية راهنوا على الاستقطاب والتجنيد في صفوف الأطفال اليافعين، بغرض إشاعة وتعميم الفكر المتطرف، وذلك عبر تنظيم لقاءات دعوية لفائدة أطفال قاصرين بمنطقة سيدي الزوين، بغرض شحنهم وتلقينهم مرتكزات الفكر المتطرف على نهج "أشبال الخلافة" المعتمد من طرف تنظيم (داعش)".
ووفق البيان، "مكنت عمليات التفتيش والمسح التقني المنجزة بمنازل الأشخاص الموقوفين، وبمحل ملحق بمسكن المشتبه فيه الرئيسي، من حجز أسلحة بيضاء من مختلف الأحجام، ومعدات معلوماتية، وآلة للتلحيم، ومواد كيماوية يشتبه في تسخيرها في تحضير وإعداد العبوات الناسفة، وهي عبارة عن خمسين كيلوغراماً من نترات الأمونيوم، وثلاثة كيلوغرامات من (سلفات البوتاس)، وأربع علب تحتوي على مواد سامة، وثلاثة أكياس سعة 800 غرام تضم مساحيق كيميائية مشبوهة، فضلا عن أسلاك كهربائية وميزان".
إلى ذلك، أوضح البيان أنه "تم الاحتفاظ بالأشخاص الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي، الذي يجريه المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن الارتباطات الإقليمية والدولية لأعضاء هذه الخلية الإرهابية، وتحديد كافة المشاريع الإرهابية التي خططوا لها، فضلا عن رصد كل المساهمين والمشاركين المحتملين في هذا المشروع الإرهابي".
وبحسب المكتب، فإن العملية الأمنية تؤكد استمرار تنامي التهديدات الإرهابية التي تتربص بأمن المملكة وبسلامة المواطنات والمواطنين، وإصرار المتشبعين بالفكر المتطرف على تنفيذ مشاريع إرهابية تحت لواء تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتواجه السلطات المغربية في حربها ضد الإرهاب تحديات متزايدة بفعل تنامي ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة والعدوان الخارجي والتدخل الأجنبي، فضلاً عن التطور السريع الذي عرفه الإرهاب الإلكتروني.

ومع أنّ المغرب لم يتعرض سوى لهجوم كبير واحد خلال السنوات العشر الماضية (مقتل سائحتين اسكندنافيتين عام 2018) إلا أن المسؤولين المغاربة يرون أن الجماعات المتشددة في منطقة الساحل المجاورة، والتي تجند وتدرب أتباعها عبر الإنترنت، تمثل أكبر خطر على البلاد، وأن موقعه يجعله هدفا للجماعات المتمركزة في تلك المنطقة. كما يبدي المسؤولون المغاربة قلقا لافتا من انتقال بعض المغاربة الذين انضموا لتنظيم "داعش" في الشرق الأوسط إلى منطقة الساحل.
ووفق إحصائيات رسمية صدرت بمناسبة الذكرى الـ 18 لتفجيرات 16 مايو/ أيار الإرهابية بالدار البيضاء، تمكّنت السلطات الأمنية المغربية من اعتقال ما مجموعه 210 خلايا إرهابية، وإيقاف ما يزيد على 4304 أشخاص خلال ذلك.
ومنذ عام 2013، اعتقلت 88 خلية على ارتباط وطيد بالمجموعات الإرهابية في العراق وسورية، لا سيما تنظيم "داعش"، كما تم إحباط ما يزيد عن 500 مشروع تخريبي.
كذلك تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية من إيقاف 1347 شخصاً في إطار قضايا الإرهاب، منهم 54 شخصاً من ذوي السوابق القضائية، و14 امرأة و34 قاصراً.