المعارضة التشادية تتّفق على وفد موحّد بعد اقتراح الوسيط القطري

المعارضة التشادية تتفق على وفد موحد لحوار الحكومة بعد اقتراح الوسيط القطري

15 مايو 2022
الوسيط القطري اقترح على المعارضة توحيد وفدها (كريم جعفر/فرانس برس)
+ الخط -

اتّفقت الحركات السياسية والعسكرية التشادية أخيراً على تشكيل وفد موحّد للحوار مع المجلس العسكري الانتقالي التشادي، على أن يتضمن 15 عضواً يمثلون الحركات الـ52 المشاركة في الحوار التشادي التمهيدي، الذي يُجرى في الدوحة، وذلك بدلاً من المجموعات الثلاث التي كانت تمثل المعارضة (روما والدوحة وقطر).

ووفق مصدرين في المعارضة التشادية مشاركين في الحوار، تحدثا، اليوم الأحد إلى "العربي الجديد"، فإن حركات المعارضة التشادية سلّمت الوسيط القطري، نهاية الأسبوع الماضي، وثيقة تضمنت رؤية المعارضة لتحقيق السلام في تشاد، وهي بمثابة رد المعارضة على رؤية الحكومة التشادية، والتي سبق أن سلمتها للوسيط القطري.
 
ووفق أحد المصدرين، فإن رؤية المعارضة التشادية تتحدث عن قضايا سياسية وأمنية وعسكرية واجتماعية واقتصادية، وتحوي ردوداً على ما أثاره الوفد الحكومي في رده على مطالب المعارضة.

اقتراح الوسيط القطري

ويأتي اتفاق المعارضة التشادية على تشكيل وفد موحد ورؤية مشتركة واحدة، كما علم "العربي الجديد"، بناء على اقتراح الوسيط القطري، وهو الاقتراح الذي درسته المعارضة التشادية ووافقت عليه. 

وبانتظار تسليم الوسيط القطري رؤية المعارضة التشادية للسلام إلى الوفد الحكومي، فإنه من المتوقع، حسب المصدر، أن تشهد الأيام القليلة المقبلة أول جلسة حوار مباشر بين وفدي الحكومة التشادية وحركات المعارضة، للاتفاق على جدول أعمال الحوار التمهيدي والبدء في المفاوضات.

وكانت الحكومة التشادية قد استجابت للدعوة القطرية بتأجيل الحوار الوطني الشامل، الذي كان مقرراً عقده في العاشر من مايو/أيار الجاري، إلى موعد جديد يحدد لاحقاً.

ودعت وزارة الخارجية القطرية، مطلع شهر مايو/أيار الحالي، المجلس العسكري الانتقالي في تشاد إلى تأجيل الحوار الوطني الشامل.

وقالت الخارجية، في بيان نشرته على حسابها في "تويتر"، "إن الدعوة إلى تأجيل الحوار يأتي بناء على المعطيات الجارية في مفاوضات الدوحة، وذلك لمنح الأطراف المشاركة مزيداً من الوقت للتوصل إلى اتفاق سلام تمهيداً لانعقاد الحوار الوطني الشامل في انجامينا".

وأشارت وزارة الخارجية القطرية في بيانها إلى أن "مفاوضات السلام التشادية التي انطلقت في الدوحة في الثالث عشر من شهر مارس/آذار الماضي، وتتوسط فيها دولة قطر، تسير بخطى جيدة وتحرز تقدماً ملموساً". 

كما رحبت الحركات التشادية المشاركة في الحوار التشادي بالدوحة، في بيان أصدرته، بتأجيل موعد الحوار الوطني الشامل إلى موعد لاحق، وقالت إنها تجدد عزمها المضي قدماً في المفاوضات لتحقيق السلام الشامل في البلاد.

وأكدت التزامها منصة مفاوضات الدوحة، ورغبة الشعب التشادي في إيجاد حل سلمي ودائم للمشكلات السياسية في البلاد.

الرد الحكومي

ونشر "العربي الجديد"، الإثنين الماضي، "الرد الحكومي" على مطالب المعارضة التشادية، التي سبق أن سلمتها الحركات السياسية والعسكرية المسلحة إلى الوسيط القطري، والذي أظهر وجود توافق مع المعارضة التشادية في بعض مطالبها.

وتضمنت المطالب بناء سيادة القانون والمساواة على أساس دستور يتلاءم مع الدولة الحديثة، مع مراعاة خصوصية تشاد، وإصدار قانون العفو العام ووقف أي عملية حكومية لقوات الشرطة أو الجيش تستهدف مواقع الجماعات السياسية العسكرية.

كما تضمنت إعادة الممتلكات والأصول التي استولت عليها الدولة أو صادرتها في سياق الإدانات القضائية، والإفراج عن جميع أعضاء الجماعات السياسية والعسكرية، وتوفير الضمانات وتدابير الأمن لأعضاء الجماعات السياسية العسكرية وممتلكاتهم عند عودتهم إلى تشاد، وغيرها من المطالب.
 
غير أن "الرد الحكومي" أظهر في المقابل وجود تباين في الرؤى بين الحكومة التشادية والمعارضة في العديد من القضايا الأساسية، ومنها دور ومهام الحوار التمهيدي الذي يجري في الدوحة، حيث تطالب المعارضة بوجود ضمانات لتطبيق ما يجري الاتفاق عليه، بينما تحدثت الحكومة حسب نص "الرد الحكومي" عن إحالة العديد من القضايا الخلافية إلى الحوار الشامل في انجامينا الذي سيجري تحديد موعده في وقت لاحق، وهو ما ترفضه المعارضة حتى الآن.

وتستضيف الدوحة، منذ الثالث عشر من شهر مارس/آذار الماضي، الحوار التشادي، بين المجلس العسكري الانتقالي ونحو 52 حركة سياسية وعسكرية تشادية، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام أولي ينهي عقوداً من الحروب، ويمكّن حركات المعارضة من المشاركة في الحوار الوطني الشامل المرتقب أن يحقق المصالحة الوطنية في البلاد، ويتيح إجراء انتخابات حرة يشارك فيها الجميع، بعد فترة انتقالية يجري الاتفاق على مدتها.

وفي 20 إبريل/نيسان الماضي، أعلن الجيش التشادي مقتل رئيس البلاد إدريس ديبي (68 عاماً)، متأثرا بجراح أصيب بها خلال تفقد قواته في الشمال، حيث يشن المتمردون هجوماً لإسقاط نظامه الحاكم منذ 1990.

وتوفي ديبي بعد ساعات من إعلان فوزه رسمياً بولاية سادسة في انتخابات رئاسية أجريت في 11 إبريل/نيسان الماضي.

وعقب وفاته، تم تشكيل مجلس عسكري انتقالي برئاسة نجله محمد (37 عاماً) لقيادة البلاد لمدة 18 شهراً تعقبها انتخابات.

وإلى جانب إنشائه وزارة للمصالحة الوطنية، عيَّن محمد ديبي مستشاراً للمصالحة والحوار برئاسة الجمهورية، وأطلق دعوة لجميع الأطراف، بما فيها الحركات المسلحة والجماعات المتمردة، للمشاركة في الحوار الوطني.

دلالات

المساهمون