المرشحون لخلافة ميركل يحددون مسار العلاقات مع أوروبا

المرشحون لخلافة ميركل يحددون مسار العلاقات مع أوروبا

21 مايو 2021
الانتخابات تجرى الخريف المقبل (تويتر)
+ الخط -

فيما يبدو أنها البداية للمرحلة الساخنة في التنافس على المنصب الذي تشغله منذ سنوات المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، جمعت مناظرة تلفزيونية أمس الخميس المرشحين الثلاثة عن الأحزاب الرئيسية التي تستعد للانتخابات البرلمانية العامة المقررة الخريف المقبل.
وهيمنت مسارات العلاقات مع باقي دول الاتحاد الأوروبي على مناظرة "أوروبا فوروم" التي أجرتها قناة "دبليو دي آر" وشارك فيها كل من مرشح "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" أولاف شولز، ومرشح تحالف ميركل "المسيحي الديمقراطي"، أرمين لاشيت، ومرشحة حزب "الخضر" أنالينا باربوك، إضافة لميركل ومسؤولين آخرين.
وركزت محاور المناظرة على مدى قدرة أوروبا على مواجهة المستقبل، ودار النقاش بين المرشحين حول مقاربتهم للسياسة الأوروبية والدور المستقبلي لألمانيا في الاتحاد الأوروبي، فيما تركزت الأسئلة حول الوضع في أوروبا والمنطقة والعلاقة مع أميركا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وإلى أي مدى يمكن أن يجعل الاتحاد الأوروبي نفسه مستقلا عن أميركا وروسيا والصين. 
وتوقف المشاركون عند أكثر الأمور التي تتعارض والعمل الأوروبي، وفيما جاءت الإجابات متقاربة، أشار لاشيت إلى أنه منزعج من الهوس بالتفاصيل، بينما رأى شولز أن الكثير من الأمور تستغرق فيها النقاشات أوقات طويلة. أما باربوك فأعربت عن انزعاجها من "مبدأ الإجماع" المطلوب لتمرير القرارات الأوروبية، معلنة أنها تفضل إلغاءه بشكل عام، فيما كانت الاختلافات أوضح بخصوص حماية المناخ.

وفيما يخص العلاقة مع الولايات المتحدة وتلبية طلبها بتخصيص نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي على حلف "الناتو"، قال لاشيت إنه ملتزم بهذا الهدف، لكنه استدرك بالقول إنه يستبعد تحقيقه العام المقبل. وشدد في الوقت نفسه على أهمية الوصول لهذا الهدف بشكل تدريجي، فيما شككت باربوك بإمكانية تحقيق ذلك.

أما فيما يتعلق بالوضع في الأراضي الفلسطينية، فأكد مرشح "الاشتراكي" شولز على أهمية ضمان أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي على المدى الطويل، فيما دعا لاشيت مرة أخرى إلى ضرورة أن يكثف الاتحاد الأوروبي الجهود لتحقيق حل الدولتين، مشترطاً اعتماد محادثات مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وعدم الدخول في محادثات مباشرة مع حركة "حماس". من جانبها، ذكرت باربوك أن الاتصالات غير المباشرة جزء مهم من الدبلوماسية، مع تأييدها تصدير الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، باستثناء الأسلحة والغواصات النووية.
وبالنظر الى الخلاف حول خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" من روسيا عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، أكد شولز على أهمية إنهاء المشروع، مشدداً على أهمية ضمان أمن أوكرانيا. وحيال ذلك أيضا أعرب لاشيت عن اعتقاده بأن المشروع جيد ويجب دعم تنفيذه، أما باربوك فاعتبرت أن توجه الحكومة الألمانية بالمشروع مخالف تماما لخط الاتحاد الأوروبي.
وفي المحصلة، بدت المناظرة حامية بين لاشيت وباربوك، فيما نأى شولز بنفسه عن الهجوم المباشر وعرف كيف يدافع عن مواقفه، وهو الحاضر في الإستديو مع باربوك، فيما شارك لاشيت عبر الفيديو من مدينة ديسلدورف.
وفي آخر مشاركة لميركل في "أوروبا فوروم" كمستشارة لألمانيا، شددت الأخيرة على مدى أهمية أن يكون الاتحاد الأوروبي وحدة متكاملة، مبرزة أنه خلال أزمة فيروس كورونا، اتضح أن بعض المشكلات لا يمكن حلها إلا على المستوى الأوروبي.

وفي كلمتها خلال المنتدى اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، أنه يمكن لأوروبا أن تفخر بتماسكها، داعية إلى رفض السماح بالانقسام. كذلك أوضحت أنه من المهم الآن الحفاظ على معدلات التطعيم المرتفعة ضد جائحة كورونا، داعية إلى الاستمرار بتوخي الحذر. ووفقا لفون ديرلاين فإن القضية المركزية الأخرى التي يجب على الاتحاد الأوروبي معالجتها هي مكافحة تغير المناخ.
وفيما يخص التماسك الأوروبي والانتقادات الموجهة للاتحاد الأوروبي وألمانيا بشأن السماح للاجئين بالعيش بظروف غير إنسانية في مخيمات على حدود التكتل الأوروبي، قال رئيس البرلمان الأوروبي، دافيد ساسولي، إنه لا توجد دولة أوروبية قادرة بمفردها على التعامل مع ملف الهجرة، داعيا إلى تزويد الاتحاد الأوروبي بمزيد من الكفاءات.
بدوره، أكد رئيس البرلمان الألماني، فولفغانغ شويبله، على ضرورة إنقاذ المهاجرين المنكوبين من البحر، معتبراً أنه من الصواب أن تشارك ألمانيا ودول الاتحاد في عمليات الإنقاذ البحري. ولفت في الوقت نفسه إلى أنه لا يمكن قبول جميع المحتاجين في العالم الراغبين بالقدوم الى أوروبا، ولذلك علينا الانخراط أكثر في بلدان أخرى كأفريقيا.

المساهمون