أجرى رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، ليل أمس الاثنين، تعديلات طارئة على خطة ضبط أمن العاصمة، بعد تفجير استهدف زوارا دينيين متجهين الى بلدة الكاظمية شمالي بغداد، محذراً من محاولة بعض الجهات استغلال التفجير سياسياً.
ووقع انفجار أمس بقنبلة يدوية كانت موضوعة بمكب للنفايات على جسر الأئمة الرابط بين منطقتي الأعظمية والكاظمية، أودى بحياة امرأة وتسبب بإصابة 8 آخرين من الزوار المتجهين سيرا على الأقدام إلى مرقد الإمام موسى الكاظم لأداء مراسم الزيارة.
وحاولت بعض المنصات الإعلامية التابعة لفصائل مسلحة، وبعض القيادات في تلك الفصائل التصعيد، إذ أعطت أعدادا مبالغا فيها للقتلى والجرحى، ونشرت صورا لقتلى وجرحى لتفجيرات سابقة، ادعت أنهم ضحايا التفجير، موجهة اتهامات ذات أبعاد طائفية بمحاولة لتأجيج الأوضاع في بغداد.
الكاظمي، من جهته سارع إلى تفقد منطقة الأعظمية عقب التفجير، مع قيادات أمنية للسيطرة على الموقف، والتقى بالقوات الأمنية المنتشرة بالمنطقة، وحثّهم على التعامل بحزم وضبط الأمن، ومن ثم عقد اجتماعا طارئا مع القيادات الأمنية في مقر قيادة عمليات بغداد، ووجه باتخاذ إجراءات عاجلة وتعديلات على الخطط وضبط أمن العاصمة.
ووفقا لبيان صدر عن مكتبه، فإن "الكاظمي ترأس فور وصوله اجتماعا، حضره كل من وزير الداخلية، ونائب قائد العمليات المشتركة، وقائد عمليات بغداد، فضلاً عن عدد من القيادات الأمنية وضبّاط الأجهزة العسكرية والأمنية"، مبينا أن "الكاظمي تابع سير تنفيذ الإجراءات الأمنية المتخذة، كما اطلع على تفاصيل التفجير الذي استهدف الزائرين المشاركين في إحياء مراسم زيارة الإمام موسى الكاظم".
وشدد على "تنفيذ الخطط والواجبات الموكلة للقوات الأمنية، وتأكيد حماية الزائرين "، كما وجّه بـ"بذل أقصى درجات الانتباه والاستعداد لضمان انسيابية مراسم زيارة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وجميع الفعاليات والنشاطات الجارية في العاصمة بغداد".
رئيس مجلس الوزراء @MAKadhimi يُجري، فجر اليوم الثلاثاء، زيارة لمقر قيادة عمليات بغداد.
— المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) March 8, 2021
وترأس سيادته فور وصوله اجتماعًا، حضره كل من السيد وزير الداخلية، ونائب قائد العمليات المشتركة، وقائد عمليات بغداد، فضلاً عن عدد من القيادات الأمنية وضبّاط الأجهزة العسكرية والأمنية. pic.twitter.com/T6Z13usiO8
من جهته، قال ضابط في قيادة عمليات بغداد، إن "الكاظمي وجه بإجراء تعديل على الخطة الأمنية، من خلال زيادة أعداد القوات الأمنية في الشوارع، ونصب حواجز أمنية راجلة تؤمن مسير الزوار"، مبينا لـ"العربي الجديد" أن "الكاظمي حذر من محاولة بعض الجهات استغلال التفجير لزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، الأمر الذي يحتم على القوات الأمنية التعامل بحزم للسيطرة على الموقف وتأمين الزيارة".
وأشار المصدر ذاته، مشترطا عدم ذكر اسمه، إلى أن "الكاظمي أكد أن القوات الأمنية الرسمية هي الجهة الوحيدة المخولة بضبط أمن العاصمة".
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء، اللواء يحيى رسول، أن "جموع الزائرين المتوجهين إلى مدينة الكاظمية لأداء زيارة ذكرى الإمام موسى الكاظم مستمرة بانسيابية عالية، وأن الوضع مسيطر عليه بشكل تام".
وحذّر في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، من "الانجرار وراء الشائعات"، مبينا أن "المفارز الأمنية والشرطة المجتمعية منتشرة في كل مكان، وأنها مسيطرة على الموقف بشكل جيد".