القصف الإيراني على قرى عراقية: قلق متزايد ومطالبات بموقف حكومي

القصف الإيراني على القرى الحدودية العراقية: قلق متزايد ومطالبات بموقف حكومي لمنعها

12 مايو 2022
من قصف سابق استهدف أربيل (صافين حامد/ فرانس برس)
+ الخط -

وسط مخاوف من عودة موجة القصف المدفعي المتكرر الذي تنفذه وحدات "الحرس الثوري" الإيراني على قرى ومناطق حدودية عراقية شمالي أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، بدأ نواب وسياسيون في الإقليم بحملة ضغط لدفع بغداد إلى اتخاذ موقف أكثر حزما من الهجمات الإيرانية، التي تتم تحت غطاء "استهداف أحزاب كردية إيرانية معارضة" تنشط داخل العراق.

وأمس، الأربعاء، قصف "الحرس الثوري" بالمدفعية مناطق جومان وسيدكان، شمالي أربيل، أعقبه قصف مبنى ومزرعة بقرية بربزين (145 كيلومترا شمالي أربيل)، بطائرتين إيرانيتين مسيرتين، دون أن تسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية.

وأفادت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية بأنّ السلاح البري بـ"الحرس الثوري" قصف بالمدفعية مواقع "مجموعات إرهابية" في أربيل، في إشارة إلى مواقع للمعارضة الكردية الإيرانية.

وأمام ذلك، اكتفت الحكومة العراقية بإدانة القصف، مجددة التأكيد على التزامها بألا تستخدم الأراضي العراقية مقرا أو ممرا لتهديد أمن دول الجوار، داعية للحوار بما يضمن سيادة العراق.

واعتبر النائب عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" شيروان الدوبرداني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أن بغداد مسؤولة عن اتخاذ موقف إزاء استمرار الهجمات الإيرانية من وقت لآخر.

وقال إن "الذرائع التي تساق لقصف أربيل واهية، ولا توجد أي مقار لإسرائيل وغيرها في الإقليم، وأن التحقيقات أثبتت ذلك"، مؤكداً أنه "إذا ما كانت هناك حجج أو ذرائع فيجب بحثها مع القنوات الرسمية العراقية، الممثلة بوزارة الخارجية، لا أن تنتهك سيادة البلاد بقصف مستمر دونما رادع".

وأشار إلى أنه "يجب أن يكون هناك احترام لسيادة البلد، وأن يتم وضع حد لتلك الانتهاكات".

أما المستشار السياسي السابق لرئيس إقليم كردستان العراق كفاح محمود، فاتهم إيران بالسعي إلى نقل أزمتها الداخلية إلى الإقليم.

وكتب في تغريدة له: "إيران تنقل أزمتها الداخلية وصراعها مع معارضيها إلى إقليم كردستان، من دون مراعاة لعلاقات الجوار"، مشيرا إلى أن "نتائج لجنة البرلمان العراقي لتقصي الحقائق حول ادعاءات إيران ومبرراتها في العدوان على الإقليم أثبتت أنها كاذبة ومجرد افتراءات".

ويؤكد مسؤولون أمنيون في كردستان العراق أن "القصف الإيراني بات مصدر قلق لأهالي الإقليم، ولا سيما لأهالي المناطق التي يتم استهدافها".

وقال ضابط في قوات الأسايش (أمن الإقليم)، إن "هناك مخاوف من قبل أهالي المناطق الحدودية مع إيران، شمالي أربيل، من تكرار القصف في أي لحظة، ولا سيما أن إيران تتذرع بذرائع متعددة، ولا توجد أي تفاهمات معها لمنع القصف".

وأشار في تصريح لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، إلى أن "موقف حكومة بغداد مستغرب جدا، إذ إنها تكتفي بالإدانة فقط والتأكيد على سيادة البلاد"، مشددا بالقول "نحتاج إلى موقف حكومي حازم ينهي هذه الانتهاكات، ويشعر أهالي أربيل بالأمن".

وكان "الحرس الثوري" الإيراني قد شنّ خلال مارس/ آذار الماضي هجمات صاروخية على موقع بالقرب من القنصلية الأميركية بأربيل، معلنا تبنيه استهداف "المركز الاستراتيجي للمؤامرة والشر للصهاينة بصواريخ قوية ودقيقة".

وشكّل البرلمان العراقي على أثر القصف، الذي تبناه "الحرس الثوري"، لجنة لتقصي الحقائق. وفنّد تقرير اللجنة مزاعم طهران بوجود مقار إسرائيلية في الموقع المستهدف، مؤكدا عدم وجود أي دليل على ذلك، معتبرا الهجوم تجاوزا على الأعراف الدولية.

المساهمون