الفصائل المسلحة تصعد ضد قوات النظام السوري في إدلب

الفصائل المسلحة تصعد ضد قوات النظام السوري في إدلب

29 اغسطس 2023
شنّ الطيران الروسي 5 غارات على مواقع في ريف إدلب (أسوشييتد برس)
+ الخط -

قصفت فصائل المعارضة المسلحة و"هيئة تحرير الشام"، فجر اليوم الثلاثاء، مواقع لقوات النظام السوري في حلب وإدلب واللاذقية شمال غربي البلاد، في عملية تصعيد متبادل أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف النظام والمليشيات التابعة له. في حين وقعت خسائر بشرية جراء اشتباك في مدينة حلب.

وقال مصدر مقرب من الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري في إدلب، لـ"العربي الجديد"، إنّ الأخيرة ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين" قصفت بالمدفعية والصواريخ مواقع لقوات النظام في محور كرسعة جنوبي إدلب، موقعة قتلى وجرحى (لم يحدد عددهم) وأضراراً مادية.

وأوضح المصدر أنّ كتيبة المدفعية التابعة لفصيل "أنصار التوحيد" قصفت بالهاون الثقيل مواقع للنظام في المنطقة ذاتها، موضحةً أن القصف جاء رداً على استمرار النظام والطيران الروسي في التصعيد بالمنطقة.

وكان الطيران الحربي الروسي قد شنّ، فجر أمس الاثنين، خمس غارات على مواقع في ريف إدلب، وزعمت وزارة الدفاع في حكومة النظام أنها استهدفت مقار لفصائل "إرهابية" وأوقعت قتلى وجرحى بينهم قياديون.

وأوضحت مصادر "العربي الجديد" أنّ قصفاً متبادلاً تجدّد على محور قرية جرادة، وعلى محور قرية الملاجة جنوبي إدلب، وجاء القصف بعد عودة قوات النظام إلى نقاط كانت قد تراجعت عنها، أول أمس الأحد، إثر هجوم من الفصائل المسلحة.

وذكرت المصادر أنّ "هيئة تحرير الشام" قصفت بالمدفعية الثقيلة موقعاً للنظام السوري على محور نحشبا شمالي اللاذقية، مضيفةً أنّ "لواء عثمان بن عفان" المنضوي في الهيئة اشتبك مع مجموعة من قوات النظام كانت تحاول التسلل على المحور ذاته، وأسفر ذلك عن خسائر بشرية لدى قوات النظام.

وأضافت المصادر أنّ الهيئة قصفت أيضاً موقعاً للنظام السوري على محور بسرطون في ريف حلب الغربي، وحققت إصابات مباشرة، فيما لم تتبين ماهية الخسائر.

وقال الناشط مصطفى المحمد، إنّ قوات النظام جددت القصف على بلدات خطوط التماس في ريف إدلب الجنوبي، موقعةً أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.

خسائر بشرية

إلى ذلك، قتل شخص وجرح آخرون، مساء أمس الاثنين، في حي الأشرفية بمدينة حلب الخاضع معظمها لسيطرة النظام السوري والمليشيات التابعة له.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ اشتباكات مسلحة وقعت بين عناصر من مليشيات النظام السوري في حي الأشرفية إثر خلاف عائلي، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين، فضلاً عن حالة من الذعر بين سكان المنطقة.

وأضافت المصادر أن الاشتباكات كانت بين عناصر من عائلة الحزوري وعائلة أحمد صبحي بكاري في القسم الخاضع لقوات النظام من حي الأشرفية الذي تتقاسم قوات النظام السيطرة عليه مع مليشيا "وحدات حماية الشعب" التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

من جانبها، قالت وسائل إعلام النظام السوري إنّ قوى الأمن والشرطة تدخلت لوقف الاشتباكات وملاحقة المتورطين فيها. وذكر راديو "المدينة إف إم"، أنّ الاشتباكات أوقعت قتيلاً وثلاثة جرحى بالإضافة لأضرار مادية في متاجر وسيارات بالمنطقة.

وشهدت حلب سابقاً اشتباكات مسلحة بين عناصر من مليشيات النظام السوري، إثر خلافات عائلية أو خلافات على النفوذ في الأحياء والأسواق بالمدينة.

قصف في درعا

وفي جنوب البلاد، قال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إنّ طائرة مسيّرة يرجح أنها تابعة للنظام السوري قصفت منزل القيادي في المجموعات المسلحة المحلية المدعو محمد البديوي الزعبي، شقيق القيادي المحلي خلدون البديوي الزعبي، الذي قُتل من قبل مجهولين سابقاً.

وأدى القصف الذي حصل في مدينة طفس بريف درعا الغربي إلى أضرار مادية، بحسب الناشط، الذي أشار إلى أن القصف تلاه إطلاق نار في الهواء يرجح أنه كان بهدف استهداف الطائرة، لافتاً إلى أنّ العملية ليست الأولى من نوعها.

وفي 10 يونيو/ حزيران الماضي، أطلقت طائرة مسيّرة يرجح أنها تابعة لقوات النظام، صاروخاً على منزل في طفس، وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، حينها، إنّ المنزل يعود للقيادي محمد بديوي الزعبي، وأسفر القصف حينها عن أضرار مادية فقط.

وبحسب "تجمع أحرار حوران"، فإنّ محمد الزعبي هو شقيق القيادي السابق في "الجيش الحر" خلدون الزعبي الذي قُتل بعملية اغتيال في منطقة المفطرة على طريق اليادودة في حي الضاحية بتاريخ 25 أغسطس/ آب 2022. 

وأشار التجمع إلى أن المنزل نفسه كان قد تعرض سابقاً لاستهدافات متكررة بقذائف من طائرات مسيّرة تتبع لمليشيات النظام السوري، دون تسجيل أي إصابات بشرية.

عشائر البكير تقول إنّ "قسد" ستكون هدفاً مشروعاً

في شأن آخر، طالبت عشائر البكير العربية، اليوم الثلاثاء، التحالف الدولي ضد "داعش" بالإفراج عن القياديين العسكريين من أبناء العشيرة المحتجزين لدى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مهددةً بإعلان النفير العام، واستهداف جميع مكونات "قسد" بالسلاح في حال لم تتحقق مطالبهم خلال مدة أقصاها 12 ساعة.

وقالت العشائر، في بيان مصوّر لها، إنّ الخلافات ضمن "قسد" تعدت مسألة الخلافات الداخلية واتخذت منحًى آخر، وبناءً عليه تطالب العشائر التحالف الدولي بالعمل على الإفراج عن القياديين العسكريين المحتجزين في الحسكة شرقي سورية وعائلاتهم.

وهدّد البيان بأنه في حال لم تجر الاستجابة لمطالب العشائر العربية سيكون هناك "نفير عام مسلح"، وستكون "قسد هدفاً مشروعاً له"، كما طالب البيان أبناء العشائر العربية المجندين في "قسد" بالانشقاق عنها. 

وتزامناً مع البيان، خرجت تظاهرة في بلدة الشعيطات بريف دير الزور تندد بممارسات قوات "قسد"، وتطالب بإطلاق المحتجزين من قياديي "مجلس دير الزور العسكري"، وتزامنت أيضاً مع قطع للطرقات في المنطقة.

وكانت مصادر قد أفادت، أول أمس الأحد، بأنّ "قسد" قد احتجزت قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل (أبو خولة)، إثر استدراجه إلى اجتماع في مقر قائد "قسد" مظلوم عبدي باستراحة "الوزير" في الحسكة.

وظهر بعد ذلك شقيقه جلال الخبيل، في تسجيل مصور، مؤكداً نبأ اعتقال شقيقه من جانب "قسد"، إثر استدراجه لاجتماع في الحسكة، بعد اشتباكات مع المجموعة التي كانت برفقته في حي خشمان. وجرى لاحقاً اعتقال مجموعة من القياديين في مجلس دير الزور العسكري، واحتجازهم في الحسكة.

وعلى أثر ذلك، اندلعت اشتباكات في مناطق متفرقة بريف دير الزور الخاضع لـ"قسد"، أسفرت عن وقوع خسائر بشرية من الطرفين، وانسحاب "قسد" من بعض المواقع التي تعرضت لهجوم من مسلحين موالين للمجلس العسكري.

وفي ظل استمرار "قسد" باحتجاز أبو خولة، لجأ مجلس دير الزور العسكري، أمس الاثنين، إلى تعيين القيادي أبو الليث خشام، قائداً مؤقتاً للمجلس خلفاً للقيادي أحمد الخبيل.

وفي الشأن ذاته، قالت شبكة "فرات بوست" المحلية، إنّ وجهاء من ريف دير الزور الغربي توجهوا، اليوم الثلاثاء، إلى الحسكة للقاء قائد "قسد" مظلوم عبدي، بهدف الطلب منه إطلاق سراح قادة مجلس دير الزور العسكري المعتقلين لديه، "وبناءً عليه يجري اتخاذ الخطوات القادمة".

وتحدثت الشبكة عن هجوم من عناصر مجلس دير الزور العسكري على حاجز الصنور التابع لـ"قسد" في بلدة أبو حمام، كما خرجت تظاهرة هناك تندّد بممارسات "قسد".

يذكر أن مناطق سيطرة "المجلس العسكري" في ريف دير الزور شهدت سابقاً احتجاجات شعبية على الإدارات المدنية والعسكرية التي تتبع لـ"قسد"، حيث اتهمهم المحتجون بتهميش المنطقة والفساد والسرقة، فضلاً عن اتباع سياسة التجنيد الإجباري.