لا تغيب القضية الفلسطينية عن بال الجزائريين حتى في أصعب الظروف وفي أحداث سياسية محلية صرفة، إذ لم يغب العلم الفلسطيني عن مظاهرات الحراك الشعبي المتجددة، ورفعه عالياً مع العلم الجزائري.
وحضر العلم الفلسطيني خلال المظاهرات التي شهدتها شوارع العاصمة وعدة مدن في الجزائر، الاثنين، كتأكيد معنوي على التزام الشعب الجزائري بالقضية الفلسطينية ومكانتها في العمق والوعي السياسي للجزائريين، ورفع أحد المتظاهرين سارية علق عليها العلم الجزائري والفلسطيني معاً.
وحمل متظاهرون آخرون أعلاماً فلسطينية صغيرة في العاصمة، كما في مدن ورقلة وعنابة وقسنطينة، كما ارتدى عدد غير قليل من المتظاهرين الكوفية الفلسطينية، وهو أمر بدا ثابتاً من الثوابت، منذ بدء مظاهرات الحراك الشعبي في فبراير/شباط 2019.
ويعتبر عضو هيئة مناهضة التطبيع في الجزائر، سعيد مرسي، أن حضور العلم الفلسطيني يعزز الموقف الجزائري الشعبي والسياسي من القضية المركزية، وقال مرسي في تصريح، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك بعد رمزي يتعلق بكون الشعب متبنياً بشكل كامل القضية الفلسطينية، وظهور العلم الفلسطيني إلى جانب الجزائري عربون تلاحم بين الشعبين، وحتى على المستوى الرسمي المواقف منسجمة تماماً مع القضية، وهذا مطمئن ونحن نصر عليه".
وأضاف: "الجزائريون لم ينسوا واجبهم اتجاه القضية الفلسطينية وهم تحت نير الاستعمار، وفي المراحل الأولى الصعبة لنشوء الدولة الوطنية بعد الاستقلال، فكيف يمكن أن ينسوها في الظرف الحالي، حتى وهم في مرحلة صراع داخلي من أجل الديمقراطية".
ويوضح مرسي أن استمرار رمزية حمل العلم الفلسطيني في المظاهرات السياسية وفي الحراك "يأخذ أهميته أكثر في هذا الظرف، الذي يتسم بهرولة دول عربية وفي الجوار المغاربي إلى خيار التطبيع، وهو تأكيد على أنه، وبرغم موقف الحراك من السلطة في الجزائر، فإن القضية الفلسطينية قضية محسومة ودعمها السياسي والشعبي غير قابل للنقاش في الجزائر، باعتبارها من بين الدول الداعمة للمقاومة للشعب الفلسطيني".