العراق: مبادرة جديدة تطرح التمهيد لإجراء انتخابات

العراق: مبادرة جديدة تطرح التمهيد لإجراء انتخابات

25 يونيو 2022
انسحاب "التيار الصدري" يخلط الأوراق (هادي مزبان/ أسوشييتد برس)
+ الخط -

في الوقت الذي يستعد فيه تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى عراقية حليفة لإيران، للتحرك نحو تشكيل الحكومة الجديدة، إثر انسحاب نواب "التيار الصدري" من البرلمان والعملية السياسية، حذرت كتلة من داخل "الإطار" من خطورة المرحلة القادمة، معلنة إطلاق مبادرة سياسية.

وتبنى تحالف "قوى الدولة الوطنية"، بزعامة عمار الحكيم، المبادرة التي أعلنها مساء أمس الجمعة، والتي ركزت على اعتماد معادلة في الحكم على أساس مبدأ "لا غالب ولا مغلوب"، وتقديم التنازلات مع الحفاظ على المبادئ، وترحيل الملفات الخلافية الكبرى، والتوجه نحو الإدارة الجماعية.

 ودعت المبادرة إلى أن تكون المرحلة القادمة انتقالية تنتهي بانتخابات جديدة يُتفق على مدتها، وتشكيل معادلة حكم وسطية متزنة تكون محل قبول إقليمي دولي، ومحل اطمئنان للقوى السياسية المشاركة وغير المشاركة بالحكومة. ووضعت ذلك في سياق "ضمان وحدة الصف الوطني وإعادة ثقة الشارع بالنظام السياسي، والحرص على تحقيق منجزات نوعية بملفات الفساد أو الأمن أو الخدمات أو السيادة، وإعلان مبادئ مطمئن وجاذب للداخل والخارج من قبل القوى المشكلة للحكومة".

وحذر التحالف من أن "الواقع العراقي اليوم معقد جداً وخطير ومفتوح النهايات، وهو غير ممسوك ولا متماسك، والفواعل فيه كُثر، ومتعارضة لحد التناقض"، مؤكداً أن "أي فشل جديد هذه المرة سيقود لسيناريوهات غير تقليدية".

وحذر من كون "اعتبار الأزمة قد انتهت والعمل بعقلية الغلبة، هو خطأ، فالأزمة قائمة، ولا يمكن بناء القادم على أساس من مخاضات الحاضر، من اختلاف وصراع، وإن اعتماد معادلة حكم إقصائية سيعمق الشعور بالخسارة والحيف لدى البعض"، مشيراً إلى أن "إنتاج معادلة الحكم القادم على أساس فئوي أو شخصي أو مصالحي ضيق أو مغامر وعدم الأخذ بنظر الاعتبار المخاضات والتداعيات وردات الفعل للقوى المؤثرة، هو خطأ، إذ يجب أن تكون معادلة الحكم القادمة قادرة على إعادة ثقة القوى السياسية وطمأنة الشارع وتحقيق المنجز النوعي ولو بالحد الأدنى".

وأكد أن "التعويل على المجتمع الدولي وحده لا يوفر حلولاً، فالعالم مشغول بنفسه وتجاهل قناعاته أيضاً غير سليم"، مضيفاً: "نحتاج إلى خطط ومشاريع ورؤى محلية للنجاح والاستمرار في تنفيذها، وليس التذبذب والمراوحة، كما أن إدارة الأزمات تحتاج قيادة ذات رؤية وخبرة وإرادة وقدرة واقعية لإنجاح مشروع الدولة وإنقاذ النظام".

وبشأن مواصفات قيادة الحكم، أوضح التحالف أنها تتمثل بـ "المؤهل العلمي والسياسي المقترن بالخبرة والكفاءة والنزاهة والتجربة العملية، وقيادة تمثل حالة اطمئنان للقوى السياسية المشاركة وغير المشاركة بالحكومة، والحياد الوطني على أساس من عدم الانحياز، والاتزان السياسي، والمقبولية الإقليمية والدولية، لضمان إيجاد محيط ومناخ داعم، والأداء الحكومي غير المنحاز لأي طرف سياسي، وبتعهدات خطية والالتزام بمرجعية سياسية للحكومة تحدد السياسة العامة والقضايا الاستراتيجية".

من جهته، حذّر زعيم تحالف "النصر" المنضوي ضمن تحالف "قوى الدولة الوطنية"، حيدر العبادي، من خطورة المرحلة الحالية، وقال في تغريدة له: "طرحنا مبادرة للمرحلة القادمة فيها وصف للواقع العراقي اليوم، وهو واقع جد معقد وخطير ومفتوح النهايات"، محذراً من إنتاج معادلة الحكم القادم على أساس فئوي.

وأضاف: "ركائز معادلة الحكم: الكل رابح (win win)، التنازلات بمبدأ انتقالية المرحلة المقبلة".

ولم تردّ القوى السياسية الأخرى على المبادرة، كما أن تحالف "قوى الدولة" لم يكشف عن خطته لتفعيل المبادرة وعرضها على الأطراف السياسية.

من جهته، رأى الباحث في الشأن السياسي العراقي، علي البيدر، أن أزمات البلاد "مفتعلة" لتحقيق مكاسب سياسية، وقال في تغريدة له إن "جميع الأزمات التي تحدث داخل النظام السياسي في البلاد، هي أزمات مفتعلة "مقصودة" (انسحاب، استقالة، مقاطعة)، وإن الهدف منها إطالة أمد الفوضى، كي تستفيد منها تلك الأحزاب المهيمنة على المشهد، التي لا يروقها الاستقرار النسبي الذي يقود إلى الإصلاح". وختم بالقول: "الجماعة (أحزاب السلطة) لن يتركوا نعيم السلطة لأجلكم (الشعب)".

يجري ذلك في ظل تفاؤل "الإطار التنسيقي" بالمضي نحو تشكيل الحكومة، واستعداده لبدء الحوار مع القوى السياسية خلال الساعات المقبلة، للاتفاق على شكل الحكومة.