العراق: تواصل الحكومة مع الناتو يقلق الفصائل المسلحة

العراق: تواصل الحكومة مع الناتو يقلق الفصائل المسلحة

10 نوفمبر 2020
مسؤولون أمنيون: الوضع الأمني المرتبك في العراق يحتم توسيع مهام "الناتو" (فرانس برس)
+ الخط -

أثار تواصل الحكومة العراقية مع حلف الناتو، والسعي لتوسيع مهامه في البلاد في ظل ظروف أمنية غير مستقرة، قلق الفصائل المسلحة الناشطة في الساحة العراقية، والتي هددت بالوقوف ضد أي تحرّك في هذا الاتجاه.

وأجرى مسؤولون عراقيون أخيراً، عدّة لقاءات مع قيادة حلف الناتو، بحث الطرفان خلالها إمكانية الاتفاق على بقاء قوات الحلف في العراق لـ5 سنوات، مع إمكانية توسيع المهام لتعزيز قدرات القوات الأمنية العراقية من ناحية التدريب والتسليح، إلا أن الفصائل المرتبطة بإيران أبدت مواقف متشددة إزاء ذلك، ملوحة بخطوات تصعيدية لمنع الحكومة من إبرام أي اتفاق بهذا الصدد.

النائب عن "كتلة صادقون"، الجناح السياسي لمليشيا "العصائب"، كريم المحمداوي، أكد في تصريح سابق، أن "الحكومة تريد أن تسلم مهام القوات الأميركية إلى حلف الناتو، وهذا التوجه مخالف لقرار البرلمان، الذي يقضي بإخراج القوات الأجنبية من العراق".

وأكد أن "البرلمان سيقف ضد أي اتفاق أو مقايضة عراقية مع الناتو، إذ إن هذه التوجهات والاتفاقات لا يمكن القبول بها"، مشدداً على أن "الحكومة لا يحق لها إجراء أي اتفاق في الوقت الحالي لبقاء أي قوات أجنبية".

ويؤكد مسؤولون أمنيون أن الوضع الأمني المرتبك في العراق يحتم توسيع مهام الحلف. وقال عضو لجنة الأمن في البرلمان السابق، حامد المطلك، إن "هناك حاجة فعلية لوجود قوات الناتو في العراق، وفقاً للاتفاقيات المبرمة معه"، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن "الحاجة لبقاء هذه القوات تقوم على الوضع الأمني في البلاد، لأن وجودها هو لمعالجة بعض الأعمال الإرهابية".

وأوضح أنه "تربطنا مع الحلف اتفاقية منذ 2011، ووفقا لهذه الاتفاقية الملزمة، وفي ظل وجود أعمال إرهابية بالعراق وأن القوات العراقية ليست متمكنة تماماً من ضبط الأمن، فهذا مبرر لتوسيع مهام الحلف"، مشدداً على أن "الأصوات التي تقف ضد ذلك، تمثل توجهات ترتبط ببعض الدول لا ترغب بوجود الناتو في البلاد".

أما عضو لجنة الأمن البرلمانية، النائب بدر الزيادي، فقد أكد لـ"العربي الجديد"، أن "اتفاقيات الحلف مع الحكومة هي لأغراض الدعم اللوجستي والتدريب والجانب الفني"، مؤكداً أنه "إذا  كان الهدف من توسيع مهام الناتو هو تدريب الجيش العراقي ودعمه لوجستيا، فإننا سنحتاج إلى مناقشة ذلك مع الجهات المسؤولة لتحديد الأعداد المطلوبة للحلف قبل إبرام أي اتفاق معه".

يُشار إلى أن حلف الناتو كان قد أبدى للجانب العراقي استعداده لزيادة عدد قواته وتوسيع مهامه في العراق بالاتفاق مع الحكومة.