مخاوف من انهيار هدنة "المليشيات الولائية" للقوات الأميركية في العراق

مخاوف من انهيار هدنة "المليشيات الولائية" للقوات الأميركية في العراق

06 نوفمبر 2020
هددت المليشيات بمعاودة استهداف القوات الأميركية (Getty)
+ الخط -

يفتح تهديد فصيل عراقي مسلّح، أخيراً، بمعاودة مهاجمة القوات الأميركية التساؤل حول مدى إمكانية صمود الهدنة التي أعلنت عنها مجموعة من المليشيات المرتبطة بطهران أبرزها كتائب "حزب الله" وحركة "النجباء" و"عصائب أهل الحق"، في الحادي عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خاصة أنه يأتي بالتزامن مع تصعيد واضح في الخطاب الإعلامي ضد حكومة مصطفى الكاظمي من قبل قوى سياسية مختلفة محسوبة على المعسكر الإيراني في بغداد، تتهمه فيه بعدم استغلال الهدنة في العمل على جدولة انسحاب القوات الأميركية من البلاد.

وبحسب بيان مليشيات "كتائب أبو الفضل العباس"، أمس الأول الأربعاء، فقد طالب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بتسريع وضع جدولة لخروج القوات الأميركية، قبل ما وصفه باللجوء إلى "التحاور لإخراجهم بالسلاح"، مهدداً الجيش الأميركي بمواجهة "الكثير من النيران حتى يغادروا أرض العراق"، مبيناً أن ذلك يشمل القواعد وأرتال الشركات العاملة لحساب القوات الأميركية في العراق.

ويعد البيان الأول منذ نحو شهرين شهدا هدوءا واضحاً على مستوى الهجمات الصاروخية أو العبوات الناسفة ضد المصالح الأميركية خاصة المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأميركية، الأمر الذي تلقته الحكومة بقلق بالغ وفقاً لما أكده مسؤول في مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قائلاً لـ"العربي الجديد"، إن هناك عدّة جهات مسلحة تبتز الحكومة بالملف الأمني، وترغب بتحقيق مكاسب ثانية بعيدة تماماً عن الوجود الأميركي الذي تراجع فعلاً بمقدار الثلثين مقارنة بعام 2018.

ولفت إلى أنه "حالياً هناك أقل من 3 آلاف عسكري أميركي في كل العراق مقارنة بنحو 8 آلاف عسكري بداية عام 2018 والعمل متواصل على وضع تفاصيل الانسحاب والأميركيون لا يخططون لبقاء طويل لعساكرهم داخل العراق، لكن مليشيات معروفة تريد مصالح أخرى وتبتز الحكومة بورقة الكاتيوشا والعبوات الناسفة بشكل واضح مثل قبول أفراد جدد بالحشد الشعبي وإدراجهم على سلم الرواتب الشهرية أو الحصول على مناصب ووظائف معينة أو تمرير صفقات وهذا بدا واضحاً منذ تسلم الجيش المنافذ البرية مع إيران وطرد الجماعات المتنفذة فيه".

وكشف عن وجود "تواصل بين الكاظمي وبعض الفصائل المسلحة وتبين أن البيان الأخير لا يمثل الموقف الجماعي للقوى التي ألزمت نفسها بالهدنة"، مرجحاً في الوقت ذاته عدم استمرار الهدنة "كونها اتخذت بقرار إيراني وليس من تلك الفصائل بناء على اتصالات دولية خارج نطاق الحكومة. وبمثل الأوضاع الحالية المتعلقة بالانتخابات الأميركية لن يكون هناك تصعيد يُحسب على إيران تجاه الولايات المتحدة".

في المقابل، أكد المتحدث الرسمي لحركة "أنصار الله الأوفياء"، عادل الكرعاوي، من الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران، لـ"العربي الجديد"، أن "الجانب الأميركي لم ينفذ أيا من تعهدات جدولة انسحابه من العراق وما يعلن غير صحيح وهو للاستهلاك الإعلامي فقط".

وبحسب الكرعاوي، فإن "الهدنة التي طرحتها فصائل المقاومة كانت ملزمة للجميع، ولكن الجانب الأميركي لم يبادر بأي نيات حسنة تجاه سحب قواته، وربما نشهد خلال الأيام المقبلة تصعيداً من فصائل المقاومة، ولكن يبقى الانتظار الأهم لتطورات الوضع السياسي الضاغط على واشنطن بهذا الخصوص".

وكان الكاظمي قد شدد، الشهر الماضي، على أن العمليات التي تستهدف التحالف أو القوات الأميركية المشاركة فيه أو حتى السفارات الأجنبية تشكل مساساً بأمن البلاد ومصالحها، فيما أصدر وثيقة تتضمن تشكيل لجنة تحقيق في الخروقات التي تستهدف أمن العراق وهيبته وسمعته والتزاماته الدولية وتحديد المقصرين، في إشارة إلى عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه سفارات أو قواعد أميركية، فضلاً عن تفجيرات استهدفت مواكب للتحالف. لكن أيا من تلك اللجان لم تعلن عن نتائج تحقيقها.

إلى ذلك، بيَّن الخبير الأمني سرمد البياتي لـ"العربي الجديد"، أن "الوضع في العراق بحاجة إلى تهدئة، كما أن الفصائل المسلحة تنتظر الوعد الذي قطعته الولايات المتحدة بسحب 3 آلاف جندي من الأراضي العراقي، مع الإبقاء على المستشارين"، مشيراً إلى أن "الكاظمي لا يريد التصادم مع أي جهة أو فصيل مسلح، وهو يسعى من خلال حلقات التواصل مع الفصائل المسلحة إلى حلحلة هذا الملف المعقد". وبشأن احتمال تجدد الهجمات على المصالح الأميركية، أكد البياتي أنه "احتمال ضعيف، ولكن قد تحدث بعض الهجمات على الأرتال العسكرية في مناطق جنوب العراق".