العراق: تظاهرات منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين

العراق: تظاهرات منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين

15 مايو 2021
متظاهرون عراقيون يهتفون ضد إسرائيل والولايات المتحدة (فرانس برس)
+ الخط -

انطلقت وسط العاصمة العراقية بغداد، عصر اليوم السبت، تظاهرات واسعة شارك فيها آلاف العراقيين للتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، والمطالبة بموقف عربي وإسلامي يتجاوز بيانات التنديد والاستنكار.

وشارك الآلاف في التظاهرات التي امتدت من ساحة التحرير إلى الشوارع القريبة منها وصولا إلى جسر الجمهورية على نهر دجلة، رافعين الأعلام العراقية والفلسطينية، وردد المتظاهرون هتافات ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، معلنين دعمهم الكامل للشعب الفلسطيني ونضاله ضد الاحتلال. 

ورسم المتظاهرون علم إسرائيل على الأرض، وداسوا عليه بالأقدام، كما أحرقوا علم الاحتلال الإسرائيلي. 

وجرت التظاهرات في بغداد بمشاركة فعاليات شعبية، وجهات سياسية، ومنظمات مجتمع مدني، وناشطين. ووجّه المتظاهرون دعوات إلى المجتمع الدولي للتدخل من أجل وقف الجرائم الإسرائيلية في فلسطين. 

وقال المتظاهر عمر أحمد العبيدي، 38 عاماً، لـ"العربي الجديد"، إن "القضية الفلسطينية بوصلتنا ومفتاح أمن كل الدول العربية، ولا مجال للحياد أو السكوت"، وأضاف أن "كل صاروخ يسقط على غزة بمثابة عار جديد يغلف وجوه المطبعين مع دويلة الاحتلال".

واعتبر الشيخ بلال الشخيلي التظاهرات بأنها "ترجمة غضب يعتلي كل العراقيين وأفضل من البقاء متفرجين أمام الشاشات على ما يحدث لأهلنا ونضرب اليد باليد غضباً"، وفقا لقوله، مبيناً أن "الشعوب العربية تغلي ويجب على أنظمة الدول العربية أن تتحرك لإنقاذ الفلسطينيين"، وختم بالقول "رغم ما فينا من جراح ووجع لكننا لم ولن ننسى قضيتنا الأولى".

وشهد محيط ساحة التحرير انتشاراً أمنياً مكثفاً بهدف توفير الأمن للتظاهرة الحاشدة في بغداد والتي شارك فيها متظاهرون جاؤوا من محافظات أخرى، كما انتشر عناصر من "سرايا السلام" في محيط التظاهرات للمساهمة في حمايتها. 

ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الجمعة، أنصاره إلى المشاركة في تظاهرات واسعة، السبت، في مختلف المحافظات العراقية، للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ورفض الاعتداءات الإسرائيلية. 

الصورة

كما أعلن تحالف "الفتح" المشاركة في التظاهرات التي دعا إليها زعيم التيار الصدري، موضحا أن مشاركته ستمثل موقفه الداعم للشعب الفلسطيني. ودعت "مدرسة الإمام الخالصي" العراقيين إلى المشاركة في تظاهرات بغداد، رفضاً لمخططات الاحتلال والتآمر والتطبيع.

وأكد "الحزب الإسلامي العراقي"، الجناح السياسي لحركة "الإخوان المسلمين" في العراق، في وقت سابق، السبت، أنه سيشارك في تظاهرة ساحة التحرير في بغداد.

وأضاف، في بيان "في الوقت الذي يستمر فيه العدوان الصهيوني الوحشي على الأشقاء المرابطين في فلسطين العزيزة، والتزاماً بمواقفنا المبدئية في نصرة قضايا العرب والمسلمين، ومساندة للأحزاب والفعاليات السياسية العراقية، ندعو تنظيماتنا في بغداد والمحافظات كافة، إلى المشاركة الفاعلة في الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني، والتي ستقام في ساحة التحرير عصر اليوم السبت الموافق 15 أيار 2021". 

والأربعاء الماضي، أكد المرجع الديني علي السيستاني، مساندته القاطعة للشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال الذي يسعى إلى اقتطاع المزيد من أراضي الفلسطينيين، وتهجيرهم من أجزاء أخرى في القدس.  

ووجّه السيستاني دعوة إلى الشعوب الحرة لدعم ونصرة الفلسطينيين في استرجاع حقوقهم المسلوبة، موضحاً، في بيان، أن المواجهات العنيفة التي تشهدها ساحات المسجد الأقصى، وسائر الأراضي المحتلة هذه الأيام، تظهر بلا شك مدى صلابة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الغاشم واعتداءاته المستمرة، وعدم تخليهم عن أراضيهم المغتصبة مهما غلت التضحيات. 

وفي السياق، أشاد السفير الفلسطيني في العراق، أحمد عقل، السبت، بالموقف العراقي الرسمي والسياسي والشعبي الداعم لفلسطين، مشيراً، في تصريح صحافي، إلى أن "موقف العراق مع فلسطين كان جيداً، خصوصاً بعد أن أعلن رئيس الجمهورية برهم صالح، في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني ورئيس وزرائها، عن استعداد العراق لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني". 

الصورة

ولفت إلى أن رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي دعا أيضاً إلى ضرورة عقد اجتماع للبرلمانات العربية، موضحاً أن جميع القوى السياسية العراقية كانت لها مواقف جيدة. 

وبين أن أهم موقف عراقي كان للمرجع الديني علي السيستاني الذي أوضح خلاله أن ما يجري في فلسطين جريمة، وأن على جميع العرب والمسلمين الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه من أجل مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي. 

وتابع أن "الشعب الفلسطيني اليوم ليس بحاجة إلى الدعم المادي أو السلاح والمقاتلين، بقدر ما هو بحاجة إلى الدعم المعنوي"، مؤكداً أن الحكومة العراقية تفكر في تقديم دعم مالي لفلسطين، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن، على حد قوله.