السيسي ينتظر التمثيل القطري لحسم حضور القمة الخليجية

السيسي ينتظر التمثيل القطري لحسم حضور القمة الخليجية

02 يناير 2021
ترتيبات تشير إلى توجه السيسي إلى السعودية في 4 يناير (فرانس برس)
+ الخط -

قالت مصادر مصرية خاصة لـ"العربي الجديد" إن التجاوب المصري مع جهود المصالحة الخليجية زادت وتيرته خلال الأيام الأخيرة، بعد تواصل المباحثات السعودية الأميركية بشأن القاهرة، في ضوء تراجع ملحوظ في التنسيق بين مصر والإمارات. وأكدت المصادر أن "هناك ترتيبات داخل مؤسسة الرئاسة المصرية، تشير إلى توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية في الرابع من يناير/ كانون الثاني الحالي، لحضور القمة الخليجية المزمع عقدها في المملكة، تمهيدا للتوصل إلى ما يمكن تسميته باتفاق تهدئة عربي". وأوضحت المصادر أن هناك ترقباً مصرياً للرد القطري على الدعوة السعودية، وانتظار معرفة مستوى تمثيل الدوحة، لحسم مشاركة السيسي بالقمة، أو الاكتفاء بحضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الخارجية سامح شكري.

وافقت القاهرة على إعادة الطيران المباشر مع الدوحة

وأكدت المصادر، أن "مصر أبلغت السعودية، والجانب الأميركي، موافقتها على فتح المجال الجوي، وإعادة رحلات الطيران المباشر بين القاهرة والدوحة، ضمن الاتفاق السعودي القطري بالتهدئة الخليجية". وأشارت المصادر إلى أن تصاعد التباين في المواقف بين مصر والإمارات أخيراً دفع القاهرة للرهان على تطوير العلاقات مع الرياض، لا سيما في ظل "حالة من عدم الثقة"، على حد تعبير المصادر، تفرض نفسها على العلاقات بين السيسي وحكّام الإمارات أخيراً، بسبب عدم مراعاة أبوظبي مصالح القاهرة في عدد من الملفات الإقليمية خلال الفترة الراهنة. وقالت المصادر إن التوتر وتراجع معدلات الثقة بين البلدين دفعا النظام المصري إلى تغيير دفة الرهان نحو السعودية، في ظل رغبة من جانب المملكة ببناء تكتل وتحالفات جديدة تمهيداً للمرحلة المقبلة، التي ستشهد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الحكم في الولايات المتحدة.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد حافظ، أن "مصر دائماً ما تسعى لدعم الجهود الصادقة المبذولة للحفاظ على وحدة الصف العربي والتوصل إلى المصالحة، وبما يُعيد اللُحمة داخل البيت العربي ويُتيح المجال للتعاون البنّاء وحفظ مصالح كافة الأطراف". جاء ذلك رداً على سؤال حول ما يتردد عن قرب التوصل إلى مصالحة بين الرباعي العربي الذي يضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين، وقطر، بحسب بيان صادر عن الخارجية المصرية. وشدد حافظ، في هذا الصدد، على أهمية صدق النوايا لإنجاز مصالحة حقيقية تعيد العلاقات العربية إلى خصوصيتها، وتزكي التضامن والحفاظ على المصالح المشتركة ومراعاة مبادئ الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتصدي لكل ما يهدد أمن واستقرار الدول والشعوب العربية ويحافظ على الأمن القومي العربي.

وقبل نحو أسبوع، أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حدوث ما وصفه بـ"الاختراق" في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة الخليجية المستمرة منذ أكثر من 3 أعوام. وقال إن محادثات دارت بين قطر والسعودية، بوساطة كويتية ودعم أميركي، موضحاً أن "المملكة تمثل كافة الدول الأطراف في الأزمة مع قطر". وأضاف الوزير القطري في مؤتمر مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو: "المناقشات كانت إيجابية وبنّاءة وتسعى لإيجاد حلول ووحدة مجلس التعاون". وأوضح الأسس التي استندت إليها المناقشات و"أولها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واحترام القرارات السيادية لها".

شدد حافظ على أهمية صدق النوايا لإنجاز مصالحة حقيقية

 

وأكد الوزير القطري أن بلاده ترفض "إملاء أي شروط على دول أخرى، ليس من طرف دولة قطر أو من أي دول أخرى". وقال إن التفاهم يجب أن يكون على مبادئ أساسية مشتركة تهم الجميع وتحافظ على أمن المنطقة وتسعى لتأسيس عمل تعاوني مشترك لمصلحة الشعب الخليجي، محذراً من أن استمرار الخلاف لا يصب في مصلحة أي من دول الخليج. وكانت السعودية والإمارات والبحرين قد قطعت، إلى جانب مصر، علاقاتها الدبلوماسية وروابطها التجارية مع قطر في يونيو/ حزيران 2017، مُتهمة إياها بدعم وتمويل الإرهاب، ومنذ ذلك الحين سعت دول، أبرزها الكويت، إلى حل الأزمة. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد الناصر آل محمد الصباح عن "مباحثات مثمرة جرت خلال الفترة الماضية"، في إطار جهود الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، وخلفه الشيخ نواف الجابر الأحمد، والرئيس الأميركي المُنتهية ولايته دونالد ترامب.

المساهمون