السفير السعودي من رام الله: نعمل لأجل إقامة دولة فلسطينية

السفير السعودي من رام الله: نعمل لأجل إقامة دولة فلسطينية

26 سبتمبر 2023
تستمرّ الزيارة يومين (إكس)
+ الخط -

أكد أول سفير سعودي لدى فلسطين نايف بن بندر السديري، اليوم الثلاثاء، أن بلاده تعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك في مستهلّ زيارة رسمية التقى خلالها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال في كلمة أمام الصحافيين بعد لقائه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في رام الله، وسط الضفة الغربية، في زيارة رسمية تستمر يومين، إن "السعودية لديها اهتمام كبير بالقضية الفلسطينية وحلّها على أساس الشرعية الدولية"، مضيفاً: "نعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".

وشدد على أن "المبادرة العربية هي النقطة الأساسية في أي اتفاق مقبل"، وذلك رداً على سؤال بشأن مصير المبادرة في حال التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.

ولفت السديري إلى تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي، "والتي أشار فيها بوضوح لاهتمامه البالغ بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني".

ولفت السديري لتصريحات أدلى بها أيضاً وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، "بخصوص أهمية القضية الفلسطينية، وحلها على أساس حل الدولتين، بما يفضي إلى إقامة دولة فلسطين"، مؤكداً عمق العلاقات السعودية الفلسطينية.

ورداً على أسئلة وسائل الإعلام عن إعادة افتتاح القنصلية السعودية في القدس، قال: "نأمل في أن يكون ذلك"، مشيراً إلى أن المملكة كانت لها سابقاً قنصلية في الشيخ جراح بالقدس.

ولدى استقباله السفير في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، تقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوراق اعتماد السديري، سفيرا فوق العادة، مفوضا غير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلا عاما في مدينة القدس.

واستعرض السفير السديري، لدى وصوله إلى مقر الرئاسة حرس الشرف الذي اصطف لتحيته، فيما عزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني والسعودي.

ورحب عباس، بالسفير السديري، مشيدا بزيارته المهمة إلى فلسطين وتعيينه سفيرا للمملكة العربية السعودية لدى دولة فلسطين.

وقال عباس: "إن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز العلاقات الأخوية المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين".

من جانبه، قال السفير السعودي عقب اللقاء، "أكدنا على العلاقة الوثيقة التي تربط المملكة العربية السعودية بدولة فلسطين"، مشدداً على مواقف المملكة "الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".

من جهته، وصف وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، في حديث للصحافيين، زيارة السفير السعودي بأنها "لحظة تاريخية في العلاقات المميزة بين البلدين، وأنها تعكس عمق العلاقات التاريخية بين السعودية وفلسطين".

واعتبر المالكي أن وجود السفير السعودي في فلسطين "يعكس تطور العلاقات الثنائية، والاهتمام الكبير لقيادتي البلدين".

وقال المالكي: "نحن على استعداد لبدء العمل منذ اللحظة لتطوير العلاقات بين البلدين"، وكشف عن عودة قريبة للسفير السعودي إلى فلسطين "لينطلق في عمله بتطوير العلاقات بين البلدين، باعتبارها مسؤولية كبرى، وليعمل من أجل مهمته الأساسية وهي إبقاء القضية الفلسطينية القضية المركزية لكل العرب، وبالتأكيد للسعودية".

وتسلّم المالكي، في مقر وزارة الخارجية الفلسطينية برام الله، نسخة من أوراق اعتماد السديري.

وأكد المالكي استعداد وجاهزية وزارة الخارجية الفلسطينية بكافة قطاعاتها للمساعدة في توفير كل ما يلزم لتسهيل مهام السديري الرسمية لدى دولة فلسطين.

ووصل السفير نايف بن بندر السديري إلى الضفة الغربية في وقت سابق من اليوم، عبر معبر الكرامة، آتياً من الأردن، في زيارة رسمية مدتها يومان.

واختار السفير الحضور في موكب للسيارات، وليس عبر طائرة مروحية، كما جرت العادة مع وزراء ومسؤولين عرب.

وتستمر زيارة السفير والوفد المرافق حتى الأربعاء، بحسب بيان سابق لوزارة الخارجية الفلسطينية.

وأكد مصدر لـ"العربي الجديد"، أمس الاثنين، أنه من المتوقع أن يكون على أجندة السديري خلال زيارته إلى رام الله، لقاؤه مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج.

ولم يؤكد المصدر أنه ستكون على أجندة السفير السعودي أي مقترحات أو لقاءات سياسية تتعلق بملف التطبيع السعودي الإسرائيلي.

ومن غير المعروف إن كانت هذه الزيارة ستشمل مدينة القدس المحتلة، والمسجد الأقصى. واستبعد مسؤولون فلسطينيون الأمر، وقال مصدر لـ"العربي الجديد": "من المستبعد في أول زيارة له، وفي ذروة الأعياد اليهودية، أن يتوجه السفير السديري إلى المسجد الأقصى للصلاة أو الزيارة".

بدوره، قال مصدر في الأوقاف الإسلامية الأردنية، الجهة المسؤولة عن المسجد الأقصى، في حديث لـ"العربي الجديد": "لا علم لنا بمثل هذه الزيارة حتى اللحظة. كل ما يقال بهذا الشأن يجري تداوله في الإعلام، وخاصة الإسرائيلي. إن كانت هناك زيارة متوقعة ومرتقبة فليست من ناحيتنا، ولم نبلغ بها حتى الآن".

وجرت العادة أن تستقبل دائرة الأوقاف الإسلامية الوفود الزائرة للمسجد الأقصى من جهة باب الأسباط، فيما تسيطر شرطة الاحتلال على باب المغاربة في الجهة الغربية من المسجد، ومنه يقتحم المستوطنون باحات الأقصى، وكذلك تدخل الوفود الأجنبية التي تنسّق دخولها مع سلطات الاحتلال.

وبدأت إسرائيل بتطبيع علاقاتها مع عدد من الدول العربية منذ عام 2020، منها الإمارات والبحرين. لكن الرياض أحجمت عن الاعتراف بها، قائلة إن مثل هذا التحرك يجب أن يرتبط بتحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية، لكن مواقع إسرائيلية كشفت، في وقت سابق، أنّ السعودية تراجعت عن شرط حلّ الدولتين.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد قال، الخميس، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، إنّ المملكة تقترب من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشدداً على أنّ "القضية الفلسطينية تظل مهمة للمفاوضات".

وفي 13 أغسطس/ آب، أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) بأنّ المملكة عيّنت السديري سفيراً فوق العادة مفوضاً غير مقيم لدى فلسطين، وقنصلاً عاماً بمدينة القدس.

وذكرت الوكالة آنذاك أنّ السديري، وهو أيضاً سفير السعودية لدى الأردن، سلّم نسخة من أوراق اعتماده إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، خلال مراسم أقيمت في مقر سفارة فلسطين بالعاصمة الأردنية عمّان.

وهذه أول مرة تعين فيها السعودية سفيراً لها لدى فلسطين، علماً أنه كان للمملكة قنصلية عامة في القدس، لكنها أغلقت مع احتلال إسرائيل المدينة عام 1967، حيث كانت الضفة بما فيها القدس الشرقية، تخضع لإدارة أردنية آنذاك.