الرئيس الجزائري يتهم حكومته بالتقاعس ويتحدث عن طابور خامس يستهدفه

الرئيس الجزائري يتهم حكومته بالتقاعس ويتحدث عن طابور خامس يستهدفه

25 فبراير 2023
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (جاكلين مارتن/فرانس برس)
+ الخط -

عاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى مهاجمة حكومته التي يقودها أيمن بن عبد الرحمن، وأكد أن بعض القطاعات الوزارية تتقاعس في تنفيذ الخطط والقرارات على النحو المطلوب، وهاجم أطرافاً غربية، قال إنها تحرك عملاء ومخبرين و"طابوراً خامساً" موالياً لها في الجزائر.

وهاجم تبون، في حوار بثه التلفزيون الرسمي ليلة أمس الجمعة، مَن وصفهم بـ"طابور خامس موجود من خبارجية وخبارجيين (مخبرين وعملاء) يعملون لصالح السفارات وولاؤهم للسفارات أكثر من ولائهم للجزائر، ونحن نلاحقهم"، في إشارة إلى صحافيين وناشطين تتهمهم السلطات الجزائرية بتلقي تمويل خارجي لمعارضة السلطة، مضيفاً أن هناك أطرافاً دولية تقوم بتحريك المنظمات الدولية ضد الجزائر: "هناك من لم يستطع مواجهاتنا ويقوم بتحريك المنظمات الأجنبية التي تتبع أجهزة مخابرات،  لماذا لا تتحرك المنظمات الدولية على ما يجري في فلسطين"، مشيراً إلى أن "هناك وزير خارجية دولة أوروبية قال سننتهي من سورية ثم نتوجه إلى الجزائر، هناك وزير أوروبي قال إن الجزائر بحاجة إلى مرحلة انتقالية".

وعبّر المحلل السياسي فيصل زغدان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، عن مخاوف من أن يكون حديث الرئيس عن "عملاء وطابور خامس"، مبرراً لمزيد من حملة التضييق السياسي على كل ناشط أو معارض سياسي للسلطة، خاصة أن السلطة تتعامل بشكل متشدد في الفترة الأخيرة مع المعارضين، سواء أكانوا مستقلين أم منتظمين في أحزاب سياسية، وقال: "في جزء من خطاب الرئيس عن مرتزقة سياسيين، قد يكون ذلك صحيحاً بالنظر إلى وجود ناشطين في الخارج لديهم ارتباطات مع جهات لا تنظر بعين الرضى إلى الجزائر، وحصلت السلطات على أدلة بتلقيهم تمويلات، لكني أعتقد أنه من الخطأ تعميم ذلك على كل معارض للسلطة، خاصة من الموجودين في الجزائر، والذين يعبرون عن مواقف نقدية إزاء سياسات ".

وفي السياق، وجه الرئيس تبون مجدداً انتقادات حادة إلى حكومته، وقال "أشعر أحياناً أن هناك جهوداً ضائعة وعدم دراية بما هو موجود في الساحة من مشاكل"، وأضاف: "أنا قلق جداً من هذا الوضع ومن التماطل القائم في الادارة".

ولمح تبون إلى أن هناك أطرافاً ربما تنتظر تحييده في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2024، للعودة إلى نفس الممارسات في العهد السابق، وقال "هناك من ينتظر انتخابات 2024"، مضيفاً: "لدي برنامج يجب تطبيقه، بعض المبررات التي يقدمها الوزراء ليست صحيحة، وأنا أرفضها، لا يمكن قبول إنجاز سكة حديد على مسافة 700 كيلومتر لغاية عام 2030، بينما الحلول ممكنة ولو بالشراكة مع الدول الأخرى، نحن في ثورة، وما كان ينجز في سنة يجب أن ينجز في شهرين أو ثلاثة مع احترام المعايير"، في إشارة إلى إعلانه، الاثنين الماضي، عن غضبه ورفضه خطة حكومية لإنجاز سكة حديد تصل إلى مناجم الفوسفات في منطقة عنابة شرقي البلاد، ومنجم الحديد بغارا جبيلات في أقصى جنوب البلاد.

وجدد تبون تعهده برفع الأجور بنسبة 47 في المائة في حدود نهاية 2024 ،والتزامه تسوية وضعية 600 ألف من العاملين في عقود ما قبل التشغيل بترسيمهم في مناصب عملهم، وقال: "في ديسمبر 2023، لن يبقى أي موظف أو عامل بعقود محدودة".

 لكن المحلل في الشؤون الاقتصادية سليمان عبد الناصر اعتبر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "انتقاد الرئيس للحكومة وتعبيره عن استيائه من أدائها بصورة علنية، لن يكون له معنى من دون أن يتخذ الرئيس القرارات المطلوبة التي تبرر هذا الغضب، كإقالة الوزراء المعنيين بالتقاعس والمسؤولين عن القرارات المرفوضة، لأنه وفي حال لم يقم الرئيس بذلك، فإنه يصبح مسؤولاً بالقدر نفسه عن الأخطاء التي يتحدث عنها، حيث إنه يتمتع بالصلاحيات السياسية لتعيين الوزراء وإقالتهم، خاصة أن القرارات المعنية، كقرار منع التوريد، ليست جديدة، وكان يجب على الرئيس صدها منذ اتخاذها قبل أكثر من عام".

المساهمون