الرئاسة الجزائرية تعيد بعث منظمة "أبناء الشهداء"

الرئاسة الجزائرية تعيد بعث منظمة "أبناء الشهداء" لإسنادها في الاشتباك السياسي مع فرنسا

15 ابريل 2021
بن بعيبش رفض تزكية ترشح بوتفليقة في عهدته الرئاسية الأولى (العربي الجديد)
+ الخط -

تخطط الرئاسة الجزائرية لإعادة بعث منظمة "أبناء الشهداء" (ثورة التحرير 1954-1962) وتفعيل دور فاعل لها في المشهد الوطني لدعم المشروع السياسي للرئيس عبد المجيد تبون، وإسناد مواقف السلطة الجزائرية في ملف العلاقات مع فرنسا، خاصة فيما يتعلق بملف الذاكر والتاريخ العالق بين البلدين.  

ومنحت سلطات ولاية الجزائر، بإيعاز من الرئاسة، ضوءا أخضر، لعقد اجتماع، اليوم الخميس، للتحضير لمؤتمر جديد للمنظمة يُعقد في وقت لاحق، على أن يكون هذا المؤتمر ممراً تنظيميا لإعادة مؤسسها وأول أمين عام لها في نهاية الثمانينيات، الطاهر بن بعيبش، إلى رئاسة المنظمة من جديد، بعد أكثر من 25 سنة من مغادرته لها، وتحييد القيادة الحالية التي كانت موالية للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.  

 وأكدت مصادر عليمة لـ"العربي الجديد" أن السلطة السياسية تلقت من الطاهر بن بعيبش، والذي يرأس في الوقت الحالي حزبا سياسيا مواليا لتبون "الفجر الجديد" ويشارك في الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 يونيو/حزيران المقبل، ضمانات بإعادة المنظمة التي تضم أكثر من تسعة آلاف عضو، إلى سالف قوتها التنظيمية والسياسية في التسعينيات. 

وفي التسعينيات، كان للمنظمة حضور سياسي طاغ، ولعبت أدوراً مساعدة للسلطة في تجاوز عدة محطات وظروف ملتبسة في ظل أزمة أمنية عاصفة، خاصة بعد تمرد حزب جبهة التحرير الوطني بقيادة الراحل عبد الحميد مهري على السلطة، ما اضطر السلطة إلى الاعتماد على  منظمة "أبناء الشهداء" خاصة، وتكليف بن بعيبش من قبل الرئاسة بتأسيس حزب بديل باسم التجمع الوطني الديمقراطي عام 1997. 

وكان بن بعيبش أول أمين عام للتجمع الوطني الديمقراطي قبل أن يتم الانقلاب عليه عام 1999 بسبب رفضه تزكية ترشح عبد العزيز بوتفليقة في عهدته الرئاسية الأولى في الانتخابات التي جرت تلك السنة. 

ويعتقد مراقبون أن السلطة، والرئيس عبد المجيد تبون، لجأت إلى الاستعانة بمنظمة "أبناء الشهداء"، لتوفير داعم سياسي وتنظيمي مهم ويحظى برمزية لدعم مشروعه السياسي، ضمن خطة تعبئة قوى المجتمع المدني التي ينتهجها الرئيس تبون منذ تسلمه السلطة، للاستقواء على المعارضة والحراك الشعبي.

وتبدو منظمة "أبناء الشهداء" أكثر أهمية بالنسبة للرئيس تبون والسلطة لاستخدامها في الاشتباك السياسي مع فرنسا في ملف الذاكرة والتاريخ الذي تجري المفاوضات بشأنه بين البلدين دون نتائج مرضية، ولتوفير قوى شعبية ضاغطة في هذا الملف الحساس، وكبديل لمنظمة "المجاهدين" (محاربي ثورة التحرير) التي تعاني من حالة ضعف هيكلي وتنظيمي بسبب تقدم أغلب أعضائها في السن. 

وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية في الفترة الأخيرة حالة من الشد والجذب، ظهرت بشكل أكثر وضوحاً مع طلب الجزائر إرجاء زيارة كان مقررا أن يقوم بها رئيس الحكومة الفرنسية جون كاستيكس بسبب ملفات خلافية تخص الذاكرة ونشاط المعارضين الجزائريين في فرنسا ومالي وغيره. 

وفي السياق، تسعى الرئاسة الجزائرية في الوقت الحالي أيضاً، إلى استعادة كبرى المنظمات الوطنية إلى صفها، وتطهيرها من القيادات التي ارتبط اسمها بفترة الرئيس السابق، بما فيها التخلص من القيادة الحالية لهذه المنظمة التي تعد من ضمن ما يعرف في الجزائر بمنظمات الأسرة الثورية، ويرأسها في الوقت الحالي الطيب الهواري، المحسوب على الكتلة الداعمة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

وكان الهواري من المشاركين في تقديم ترشيح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، وأشرف شخصياً على لقاء للجالية الجزائرية في تونس في 26 فبراير/ شباط 2019، أي بعد خروج مظاهرات الحراك، للترويج  لمشروع العهدة الخامسة. 

المساهمون