الذكرى الرابعة لمقتل الساروت منشد الثورة السورية: نموذج للثائر

الذكرى الرابعة لمقتل الساروت منشد الثورة السورية: نموذج للثائر

08 يونيو 2023
آلاف السوريين شيعوا جثمان عبد الباسط الساروت في التاسع من يونيو 2019 (Getty)
+ الخط -

في مثل هذا اليوم قبل أربعة أعوام، الثامن من يونيو/ حزيران عام 2019، قُتل "حارس الثورة السورية" ومنشدها عبد الباسط الساروت، متأثراً بجراحه داخل أحد المشافي التركية، جراء إصابته قبل يومين من مقتله في قرية تل ملح بريف حماة الشمالي، وسط سورية، أثناء مشاركته في القتال بصفوف فصيل "جيش العزة" التابع للمعارضة السورية، ضد قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران.

عبد الباسط ممدوح الساروت من مواليد العام 1992 في حي البياضة ضمن محافظة حمص وسط سورية، وهو من أبناء عشيرة "الحديدين".

 وكان الساروت حارس نادي الكرامة السوري بكل الفئات العمرية حتى الرجال، ومنتخب سورية للشباب، ومن أبرز قادة المظاهرات التي اندلعت في مدينة حمص للمطالبة بإسقاط النظام السوري ضمن حراك الثورة السورية.

انطلق الساروت كما أبناء مدينته مطالباً بالحرية والكرامة، حتى بدأ ينظّم المظاهرات ويقودها ويكتب الأشعار ويؤلف الهتافات والأغاني لتأجيج لهيب الثورة، ويهتف خلفه الآلاف مطالبين بالحرية والكرامة وإسقاط بشار الأسد ورموز حكمه، الذين أذاقوا الشعب الأمرين، فكانت هتافاته وأغانيه تتردد على مسامع السوريين في أنحاء البلاد وفي كل نقطة تظاهر، حتى أضحى أيقونة الثورة السورية.

قُتل قبل عبد الباسط الساروت أربعة من إخوته في المعارك ضد النظام السوري داخل أحياء حمص، قبل تهجير الثوار، وعلى رأسهم الساروت، إلى الشمال السوري آنذاك، وشارك في العديد من البطولات الرياضية الكروية في الشمال السوري، بالتزامن مع نشاطه الثوري العسكري ضد النظام السوري ومليشياته، لا سيما أنه كان محبوباً ومرحباً به في كل الملاعب والأماكن التي وجد بها للشعبية التي تمتع بها في قيادة المظاهرات مطلع الثورة السورية.

نموذج للثائر

وفي هذا السياق، قال الناشط محمد الضاهر، وهو من أبناء مدينة معرة النعمان، وأحد الأصدقاء المُقربين من عبد الباسط الساروت بعد انتقاله إلى الشمال السوري، إن "الثورة السورية ودعت قبل أربع سنوات أحد أعمدتها الأساسية. الساروت كان نموذجاً للثائر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، الفترة التي قضيتها معه ربما كانت سنوات قصيرة، ولكن كان فيها الكثير من النضال والتضحية والإخلاص للثورة وأبناء الثورة".

وأضاف الضاهر أن "الساروت كان فقيراً في المال وغنياً في السمعة والأخلاق الطيبة والشجاعة، وكان يحفر الخنادق في الصباح، ويلعب كرة قدم عند الظهيرة، ويرابط على خطوط التماس مع قوات النظام والمليشيات الروسية والإيرانية في الليل، ويشارك في المظاهرات في كل جمعة".

وبين أنه "عندما تجالس الساروت يعطيك طاقة أكبر لإكمال درب الثورة السورية، وكان في كل مجلس يكون فيه محبوباً ومرغوباً، لا سيما مشاركته في التظاهرات والمجالس الثورية"، مؤكداً أن "الساروت رمز من رموز الثورة النادرين".

وعن ذكرى وفاة الساروت، علقت الناشط السورية فطوم أحمد عبد الفتاح، على صفحتها الرسمية في موقع "تويتر" قائلةً: "في ذكرى رحيل الشهيد الأسمر الساروت. شهداء سورية أنتم عنوان الحق والحقيقة.. علمتم الناس خير القيم.. علمتمونا كيف يقدم المرء أغلى ما يملك.. ثم ينسحب من عالم ظالم مظلم بهدوء وسلام.. الذكرى السنوية لبلبل الثورة".

إلى ذلك، قال الصحافي السوري قتيبة الياسين، على "تويتر": "يا أبوه ظل بيه افتخر.. هذا الولد إلنا ويا خيتو رسمه على الصدر.. علّقيه بسنسولة.. يا هيجذ تموت الزلم ما ننسى الرجولة، اليوم ذكرى وفاة زينة الرجال".

بدوره، كتب الصحافي السوري تمام أبو الخير، على "تويتر": "لله ذكرك مشرقًا لا يأفل.. في كل زاوية مقامك أول. الذكرى الخالدة والقصة الواضحة، ليست الشآم وليس أي أحد، الساروت ما المجد؟ أنت المجد لم يغب، أنت أنت لا أحد سواك!".

وكان آلاف السوريين قد شيعوا جثمان عبد الباسط الساروت في التاسع من يونيو/ حزيران عام 2019 في مدينة الريحانية جنوب تركيا، قبل نقله إلى مثواه الأخير في بلدة الدانا بريف إدلب الشمالي، حيث كان في استقبال جثمانه آلاف المشيعين السوريين في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا شمال محافظة إدلب، شمال غرب البلاد.

المساهمون