الحوثيون يسلّمون الروس رؤية لـ"الحل الإنساني" في اليمن

الحوثيون يسلّمون الروس رؤية لـ"الحل الإنساني" في اليمن

15 فبراير 2022
ارتفع إجمالي خسائر الحوثيين البشرية خلال يومين إلى 30 قتيلا (محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -

قال كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام، مساء اليوم الثلاثاء، إن جماعته سلّمت روسيا رؤيتها للحل الإنساني بهدف "تهيئة الأجواء لوقف الحرب"، وذلك قبيل ساعات من انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي حول التطورات في اليمن.

وذكر عبد السلام، في بيان مقتضب على "تويتر"، أن الرؤية التي تم تسليمها للسفير الروسي لدى اليمن خاصة بالحل الإنساني فقط، بهدف "تخفيف معاناة الشعب اليمني، وتهيئة الأجواء لوقف الحرب، والدخول إلى عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة".

وأشار المسؤول الحوثي إلى أنه سبق للجماعة أن سلمت نسخة من الرؤية الجديدة للمبعوث الأممي هانس غروندبرغ، دون الكشف عن أي تفاصيل إضافية.

الملف الإنساني من دون العسكري

وتشير الرؤية الحوثية إلى تمسّك الجماعة بالملف الإنساني المتعلق برفع الحظر عن مطار صنعاء وميناء الحديدة في المقام الأول، من دون التطرق إلى الشق العسكري من الأزمة الخاص بوقف شامل للمعارك البرية والهجمات والغارات الجوية.

وسبق للتحالف الذي تقوده السعودية وللحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أن رفضت الشروط المسبقة للحوثيين لحل الأزمة، حيث تم التأكيد على أن حل القضية اليمنية لا يتم إلا من خلال منظومة واحدة لكافة الملفات العسكرية والإنسانية قبيل الدخول في النقاشات السياسية.

ولا يُعرف ما هو السبب وراء تسليم الحوثيين الرؤية الجديدة إلى الروس، لكن موسكو كثّفت خلال الفترة الماضية من تحركاتها للانخراط في الأزمة اليمنية، وذلك من خلال فتح قنوات عبر طهران مع جماعة الحوثيين، في مسعى منها لفرض معادلة أمام الحضور الأميركي النشط في الملف اليمني.

ويأتي تقديم الرؤية الحوثية قبيل ساعات من انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي، لمناقشة تطورات الشأن اليمني، والتي من المقرر أن يقدم خلالها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إحاطة حول آخر الجهود لخفض الأعمال القتالية.

الوضع الميداني: خسائر حوثية 

في الأثناء، تعرضت جماعة الحوثيين، الثلاثاء، لخسائر بشرية ومادية إثر معارك مع الجيش اليمني وغارات للتحالف الذي تقوده السعودية في 3 محافظات يمنية.

وفي محافظة مأرب، أكد مصدر عسكري في القوات الحكومية، لـ"العربي الجديد"، أن الجيش الوطني مسنودا بمقاتلات التحالف شن هجمات مضادة على مواقع للحوثيين في الأطراف الجنوبية للمحافظة النفطية، لليوم الثاني على التوالي.

وذكر المصدر أن المعارك التي تمحورت في جبهتي قرون البور وجبل اللجمة في الأطراف الشرقية من سلسلة جبل البلق الشرقي، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، فضلا عن خسائر مادية.

وشنت قوات الجيش اليمني بالتزامن قصفا مدفعيا على تجمعات للحوثيين في عدد من الجبهات جنوبي مأرب، وكبدتها خسائر فادحة، وفقا لبيان رسمي صادر عن المركز الإعلامي للقوات المسلحة. 

وفي محافظة حجة، انحسرت المعارك بشكل نسبي في مدينة حرض عقب الاختراق الذي تمكنت خلاله جماعة الحوثيين من كسر الحصار الجزئي على عناصرها في معسكر وجبل المحصام الاستراتيجي.

وأعلن التحالف تنفيذ 12 عملية استهداف ضد المليشيات الحوثية في حجة خلال الساعات الماضية.

ووفقا لوكالة "واس" السعودية، فقد أسفرت العمليات عن تدمير 8 آليات عسكرية وخسائر بشرية في صفوف الحوثيين، من دون تحديد رقم معين.

وفي محافظة الضالع، جنوبي البلاد، أحبطت قوات الجيش اليمني والمقاومة محاولات تسلل جديدة للحوثيين في عدد من الجبهات بمديرية قعطبة، وذلك غداة إحباط هجوم واسع في قطاعي الفاخر ومعسكر الجب.

في المقابل، أقرّت جماعة الحوثيين، الثلاثاء، بمقتل 11 من عناصرها، بينهم قيادات ميدانية، تم تشييعهم في صنعاء وحجة وتعز، ليرتفع إجمالي الخسائر البشرية، خلال اليومين الماضيين، إلى 30 قتيلا، وفقا لما أعلنته وسائل إعلام رسمية تابعة للجماعة.