الحوثيون يحشدون قواتهم بالحديدة ويعلنون فشل محادثات عمّان مع الحكومة

الحوثيون يحشدون قواتهم في الحديدة ويعلنون فشل محادثات عمّان مع الحكومة اليمنية

01 سبتمبر 2022
أقام الحوثيون استعراضًا عسكريًا في الحديدة لأول مرة منذ إعلان اتفاق استوكهولم (تويتر)
+ الخط -

نددت الأمم المتحدة، بالاستعراض العسكري الذي نفذته جماعة الحوثي يوم الخميس في مدينة الحديدة الإستراتيجية المطلة على البحر الأحمر (غرب اليمن)، واعتبرته "خرقاً لاتفاق الحديدة"، فيما أعلن رئيس وفد الحوثيين إلى محادثات عمان يحيى الرزامي، فشل إجراء أي مفاوضات وعدم تحقيق أي نتائج.

وأعربت البعثة الأممية في الحديدة (أونمها) في بلاغ صحافي مقتضب نشرته في موقع عن قلقها البالغ إزاء الاستعراض العسكري الذي جرى في مدينة الحُديدة، مشيرًة إلى أنه يعد خرقاً لاتفاق الحديدة.

وقالت البعثة إن الاستعراض جاء بعد وصول قوات عسكرية للحوثيين خلال الأيام الماضية إلى المدينة الاستراتيجية التي تطل على البحر الأحمر والتي تشهد هدنة مستدامة منذ أربع سنوات.

وناشدت جماعة الحوثيين بضرورة احترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق، لا سيما في ما يتعلق بالحفاظ على المدينة خالية من المظاهر العسكرية، وتابعت: "من الضروري بذل كل جهد لضمان حماية السكان المحليين من خلال التنفيذ الكامل للاتفاق".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وأقام الحوثيون صباح الخميس استعراضًا عسكريًا في محافظة الحديدة لأول مرة، منذ إعلان اتفاق استوكهولم بين الحكومة الشرعية والحوثيين في 13 ديسمبر/كانون الأول 2018، والذي أوقف تقدم القوات الحكومية التي كانت تتقدم عسكرياً نحو المدينة.

وفي العرض العسكري، دعا زعيم جماعة الحوثي في كلمة متلفزة، التحالف الذي تقوده السعودية لوقف الحرب في اليمن وقال: "ندعو تحالف العدوان لاغتنام فرصة الهدنة ووقف عدوانه بشكل كامل وإنهاء الحصار والاحتلال" على حد تعبيره. وأضاف: "جيشنا في حالة بناء مستمرة للمهارة القتالية والعسكرية في القوات البرية والبحرية والجوية والصاروخية والتصنيع العسكري، وتم تطهيره من الخونة".

من جانبه، قال رئيس المجلس السياسي للحوثيين بصنعاء مهدي المشاط: "بمقدورنا الآن ضرب أي نقطة في البحر من أي مكان في اليمن وليس من السواحل فقط، وإن التهرب من التزامات الهدنة والعودة لحجز السفن يعرض الهدنة للخطر ويجعلها في مهب الريح".

ويتهم الحوثيون التحالف الذي تقوده السعودية بحجز أربع سفن كانت متوجهة إلى ميناء الحديدة، خلال الأسابيع الماضية، وهو ما يعتبرونه خرقاً للهدنة التي أعلنت في مطلع إبريل/ نيسان الماضي، والمستمرة للشهر الخامس على التوالي.

فشل محادثات عمّان

إلى ذلك، فشلت الأمم المتحدة في عقد محادثات بين الحكومة اليمنية والحوثيين بشأن مناقشات خروق الهدنة وفتح الطرقات، وعاد وفد جماعة الحوثي إلى صنعاء يوم الخميس، قبل أن تجرى أي لقاءات ثنائية مع وفد الحكومة اليمنية الذي علق المشاركة في المحادثات احتجاجاً على هجوم نفذه الحوثيون في مدينة تعز الإثنين الماضي.

وأعلن رئيس وفد الحوثيين إلى محادثات عمان يحيى الرزامي، فشل إجراء أي مفاوضات وعدم تحقيق أي نتائج قائلًا: "أجرينا عدداً من اللقاءات غير الرسمية مع الوسطاء الأمميين دون تحقيق أي نتائج إيجابية لتنصل بعض الأطراف الأخرى من تنفيذ التفاهمات المبرمة"، في إشارة إلى وفد الحكومة اليمنية الذي رفض المشاركة في المحادثات.

وأضاف في مؤتمر صحافي عُقد بمطار صنعاء لدى عودة وفد الحوثيين: "أبلغنا الوسطاء أن الهدنة بدون مرتبات لا فائدة منها". وحول إدانة المبعوث الأممي لهجوم الحوثيين بتعز، قال إنه "انحياز للأطراف الأخرى".

وكان من المفترض ان تبدأ محادثات عمان هذا الأسبوع لكنها فشلت قبل أن تبدأ، وهو ما يعد مؤشرًا على فشل الدبلوماسية الدولية والأممية في إقناع الأطراف اليمنية بتوسيع الهدنة التي جرى تمديدها في 2 أغسطس/ آب حتى مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري.

ويجري التصعيد خلال الأيام الماضية بشكل لافت بدءا من الهجوم العسكري في مدينة تعز، حيث اتهمت الحكومة الحوثيين بمحاولة قطع طريق رئيسي يربط بين مدينتي عدن وتعز، بالإضافة إلى التحشيد العسكري نحو مدينة الحديدة والذي كان هدفه العرض العسكري.

وفشلت الهدنة الأممية في فتح الطرق في مدينة تعز، حيث يرفض الحوثيون ذلك بشكل مطلق، بينما نجحت في وقف إطلاق النار بين السعودية والإمارات من جهة، والحوثيين من جهة أخرى، إلا أن الخروقات ما زالت مستمرة في معظم الجبهات.

ونفذت البنود التي تخص الحوثيين والمتعلقة بفتح مطار صنعاء وتدفق الوقود لميناء الحديدة، فيما ما زال الحوثيون يبحثون عن مكاسب أخرى كصرف الرواتب وتوسيع البنود التي تخصهم.