الحكومة اليمنية عن اقتحام قصر معاشيق: فوضى واعتداء على الدولة

الحكومة اليمنية تعليقاً على اقتحام قصر معاشيق: فوضى واعتداء على الدولة

16 مارس 2021
الحكومة دعت إلى "سرعة استكمال مسار تنفيذ اتفاق الرياض" (تويتر)
+ الخط -

اعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، أنّ ما حصل من اقتحام لمقرِّها في قصر معاشيق الرئاسي بمدينة عدن "لا ينتمي إلى أيّ شكل من أشكال التظاهر السلمي المشروع قانوناً، بل هو شكل من أشكال الفوضى والاعتداء على الدولة والقانون"، فيما دعت السعودية طرفي اتفاق الرياض إلى اجتماع عاجل لاستكمال تنفيذ بقية النقاط المتعثرة من الشق العسكري والأمني.

وأشارت الحكومة، في بيان نشرته وكالة "سبأ" الخاضعة لها، إلى أنّ حرف التظاهرات السلمية عن مسارها "لا يخدم في النهاية إلا دعاة الفوضى، وتهديد الأمن والاستقرار، وبالأخص مليشيا الحوثي الانقلابية"، و"يستوجب ضرورة مضاعفة الجهود لسرعة استكمال مسار تنفيذ اتفاق الرياض في الجوانب الأمنية والعسكرية". 

وفيما أكدت أنها "تتفهم المطالب والحقوق المشروعة للمواطنين، خصوصاً ما يتعلق بتحسين مستوى الخدمات والوضع الاقتصادي"، دعت الحكومة الشرعية، في أول تعليق رسمي لها على الاقتحام، جميع القوى إلى "التعامل بمسؤولية، ودعم جهود الاستقرار، وتفويت الفرصة على المتربصين لحرف مسار المطالبات". 

بيان الحكومة: حرف التظاهرات السلمية عن مسارها لا يخدم في النهاية إلا دعاة الفوضى، وتهديد الأمن والاستقرار، وبالأخص مليشيا الحوثي الانقلابية

وأرجع البيان الحكومي تدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمية في جميع المناطق والمدن إلى "جملة من العوامل والأسباب، وعلى رأسها الحرب والانقلاب اللذان شنتهما، وما زالت، المليشيا الحوثية منذ سبتمبر/ أيلول 2014"، فضلاً عمّا أسماه "حالة عدم الاستقرار التي شهدتها عدن والمناطق المحررة منذ أغسطس/ آب 2019، وتأخر تنفيذ اتفاق الرياض، وضعف إيرادات الدولة، وانخفاض معدلات التصدير للنفط والغاز في ظل تأخر وصول أي دعم اقتصادي للحكومة منذ تشكيلها". 

وقال البيان إنّ "هذه التراكمات المعقدة لا يمكن تجاوزها إلا بتعزيز الاستقرار والعمل المشترك لكل القوى والأطراف السياسية المشاركة في الحكومة للاستجابة لمطالب المواطنين واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، خصوصاً الجانب العسكري والأمني منه".  

ودعت الحكومة القوى والأطراف السياسية كافة إلى "التعامل بمسؤولية تجاه هذه المرحلة الحساسة، والتزام خطاب جامع، وعدم تحريض الشارع وتأجيج الأوضاع"، لافتة إلى أنّ "على الجميع الإدراك أن المدخل الوحيد لتحقيق أي تحسن في المستوى الاقتصادي والخدماتي هو تأمين حضور الدولة وتفعيل مؤسساتها للقيام بمهامها". 

ووعدت الحكومة بـ"الاستمرار في أداء مهامها وجهودها لمعالجة الأوضاع"، ودعت دول التحالف الداعم لها، بقيادة السعودية، والمجتمع الدولي، إلى "دعمها اقتصادياً لمواجهة الالتزامات المتراكمة ومساندتها بصورة عاجلة قبل حدوث انهيار اقتصادي ستكون آثاره كبيرة على كل المستويات". 

وكان عشرات المتظاهرين المدنيين والعسكريين قد اقتحموا الحواجز الأمنية في قصر معاشيق الرئاسي في عدن، الذي تتخذ منه الحكومة مقراً لها، تحت لافتة مطالب شعبية. 

واستغل الانفصاليون الاحتجاجات الشعبية وتردي الخدمات في بدء موجة تصعيد جديدة ضد الرئاسة اليمنية والقوات الحكومية، التي تخوض معركة مفصلية ضد الحوثيين في مأرب وعدد من الجبهات الأخرى شمالي البلاد.   

اقتحم عشرات المتظاهرين المدنيين والعسكريين كافة الحواجز الأمنية في قصر معاشيق الرئاسي في عدن، الذي تتخذ منه الحكومة مقراً لها، تحت لافتة مطالب شعبية

وهدّد المجلس الانتقالي بقلب الطاولة، وإصدار البيان رقم 1، في إشارة إلى الانقلاب على اتفاق الرياض الذي ترعاه السعودية بينهم وبين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.   

واعتبر القيادي البارز في المجلس الانتقالي، أحمد سعيد بن بريك، ما حدث في سيئون وعدن، أنه جزء من مجموعة خطط ستمتد أيضاً إلى محافظتي أبين ولحج.  

وقال بن بريك، في تغريدة على "تويتر": "الخطة (ج) أبين ولحج اليوم، وغداً سنقلب الطاولة، ولا مجال للمراوغة، والبيان رقم (1) من ساحة التحرير بخور مكسر سيكون بعد فترة وجيزة ".  

الانتقالي يعلن اتخاذ تدابير أمنية

وفي أول تعليق رسمي على حادثة الاقتحام، أعلنت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، أنها اتخذت عدداً من التدابير والإجراءات الأمنية لمواجهة أي أعمال تتعمد التخريب والفوضى في عدن.

وأكد المجلس الانتقالي، في اجتماع استثنائي عقده مساء الثلاثاء، دعمه للمطالب الشعبية السلمية، لكنه اشترط على منظمي الفعاليات الاحتجاجية ضرورة التنسيق الكامل مع جميع الجهات لتفادي حرف مسارات العمل السلمي، وفقاً لبيان رسمي.

ودعا المجلس الانتقالي إلى الوقوف مع حكومة المحاصصة، لكشف الفاسدين وإنهاء معاناة الشعب بكل شرائحه من خلال توفير الرواتب، والخدمات بشكل مستمر ومعالجة الاختلالات التي تعتري عمل البنك المركزي ومحاربة الفاسدين ومحاسبة كل من تورط في نهب المال العام.

وطالب البيان قيادة التحالف السعودي الإماراتي بالوقوف على أسباب أحداث قصر معاشيق ومعالجتها والسعي الجاد إلى إيجاد حلٍّ جذري وعاجل لتوفير الدعم الكامل للحكومة ومحافظ عدن.

دعوة سعودية لاجتماع عاجل 

في الأثناء، دعت السعودية، طرفي اتفاق الرياض إلى اجتماع عاجل لاستكمال تنفيذ بقية النقاط المتعثرة من الشق العسكري والأمني.

وأدانت الخارجية السعودية، في وقت مبكر من فجر الأربعاء، بأشد العبارات حادثة اقتحام قصر معاشيق الرئاسي في عدن أمس الثلاثاء من قبل متظاهرين عسكريين ومدنيين. 

وأكدت الخارجية، في بيان نشرته وكالة "واس" الرسمية، أن تنفيذ اتفاق الرياض " ضمانة لتوحيد الصفوف لمختلف أطياف الشعب اليمني وحقن الدماء ورأب الصدع بين مكوناته، ودعم مسيرته لاستعادة دولته وأمنه واستقراره" .

ولم يصدر أي تعليق فوري من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً حول الدعوة السعودية.