الجزائر: مكالمة من مدير الاستخبارات الأميركية وزيارة من مسؤول فرنسي

الجزائر: مكالمة من مدير الاستخبارات الأميركية وزيارة من مسؤول فرنسي رفيع

06 سبتمبر 2023
سيناقش الوضع في منطقة الساحل بشكل عام إضافة إلى قضايا تخص العلاقات الثنائية (Getty)
+ الخط -

وصل المبعوث الفرنسي الخاص المكلف بالساحل كريستوف بيجو، إلى الجزائر، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين في الخارجية الجزائرية، حول الأزمة القائمة في النيجر، والوضع في منطقة الساحل بشكل عام، إضافة إلى قضايا تخص العلاقات الثنائية والاستحقاقات المقبلة.

ومقرر أن يجري المسؤول الفرنسي لقاءات مع مسؤولين في الخارجية الجزائرية، حول التطورات الجارية في النيجر، وسبل البحث عن حل للأزمة، بحسب ما أبلغه لعدد محدود من الصحافيين، في لقاء جمعه بهم في مقر السفارة الفرنسية في العاصمة الجزائرية، وسط تباين لافت في المواقف بين الجزائر وباريس بشأن النيجر. 

ولم تعلن الخارجية الفرنسية عن زيارة بيجو الذي يعد أرفع مسؤول مكلف بملف أفريقيا في الخارجية الفرنسية، كما لم يصدر عن الخارجية الجزائرية بيان بشأن وصول المسؤول الفرنسي إلى الجزائر، لكن وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف كان قد أعلن، الأربعاء الماضي، أن "هناك لقاءات مرتقبة مع مسؤولين فرنسيين، وخلال الأسبوع المقبل سيكون هناك لقاء عالي المستوى بين المسؤولين في البلدين، حيث ستتم مناقشة الأزمة في النيجر ضمن باقي الملفات".

ويعد هذا اللقاء الأول من نوعه  بين مسؤولين جزائريين وفرنسيين، منذ تجدد الأزمة السياسية بين البلدين قبل أشهر، وتأجيل زيارة كان مقررًا أن يجريها الرئيس تبون إلى باريس في شهر مايو/أيار الماضي، وما تلاها من أزمات سياسية، بما فيها تلك المتعلقة بإعادة السلطات الجزائرية تثبيت مقطع في النشيد الوطني موجه ضد فرنسا، وأخيرا قرار الجزائر إغلاق مجالها الجوي في وجه الطائرات العسكرية الفرنسية المتوجهة إلى النيجر، رفضا لأي استخدام للأجواء الجزائرية في عمل عسكري.

ومن شأن هذه الزيارة كسر الفتور اللافت في العلاقات بين البلدين، وإعادة بعث الاتصال السياسي بينهما، غير أنه ليس واضحا ما إذا كان سياق الزيارة، ومحورها الرئيس أزمة النيجر، يتيح فرصة لبحث ملف الزيارة المؤجلة للرئيس تبون إلى باريس، حيث كان قد أعلن الشهر الماضي أن زيارته إلى فرنسا ما زالت قائمة، وأن الجانب الجزائري بانتظار أن يتوصل إلى مقترح برنامج ثري للزيارة، تتولد عنه نتائج واتفاقات ذات قيمة، وأكد رفضه لأن تكون الزيارة بروتوكولية أو رمزية، وقال: "نحن بانتظار مقترح من الرئاسة الفرنسية لبرنامج الزيارة، لن أذهب فقط لأحظى باستقبال في الشانزيليزيه، أو للتجول".

قائد الجيش الجزائري يتلقى مكالمة هاتفية من مدير الاستخبارات الأميركية

في شأن آخر، تلقى قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة، اليوم الأربعاء، مكالمة هاتفية من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز.

وأفاد بيان لوزارة الدفاع الجزائرية بأنه جرى خلال المكالمة التطرق إلى "مسائل ذات الاهتمام المشترك".

وأوضح البيان أن الجانبين "عبرا عن إرادتهما المشتركة على تعزيز أواصر التعاون والتنسيق بين البلدين في المجال الأمني". كما كانت المحادثات بحسب البيان "فرصة للتعبير عن ارتياحهما لمستوى التنسيق الأمني المحقق، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب".

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اتصال هاتفي بين قائد الجيش الجزائري ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، إذ لم يسبق أن أعلن عن مثل هذه الاتصالات، على الرغم من وجود تعاون في المجال الأمني بين الجزائر وواشنطن، في إطار الحوار الاستراتيجي القائم بين البلدين.

واعتبر الخبير في الشؤون الأمنية ومنطقة الساحل، مبروك ماهي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الخطوة تدل على المستوى الذي بلغه التعاون الأمني بين الجزائر وواشنطن، وقال إن "الأمر له علاقة بخريطة الطريق التي قدمت الجزائر نسخة منها للولايات المتحدة الأميركية بخصوص حل أزمة النيجر، ومن المؤكد أن رئيس الاستخبارات الأميركية قد تلقى الضوء الأخضر من الخارجية لمباشرة الاتصال مباشرة مع الجانب الجزائري، للتعاون بخصوص محاربة الإرهاب وحماية المصالح الأميركية في منطقة الساحل الأفريقي".

المساهمون