الجزائر تشرح موقفها الرافض لتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان
الجزائر تشرح موقفها الرافض لتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان
دعت الجزائر، الجمعة، إلى مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا ووقف سريع للعمليات العسكرية. وجاء ذلك في معرض تبرير الجزائر لقرارها في التصويت ضد قرار تعليق حق العضوية بمجلس حقوق الإنسان لروسيا، الذي قدمته مجموعة من الدول الغربية، خلال الجلسة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة بالأزمة الأوكرانية أمس الخميس.
ونشرت البعثة الدائمة للجزائر لدى الأمم المتحدة بياناً، الجمعة، تضمن تدخل مندوب الدائم للجزائر، السفير نذير العرباوي، الذي أكد أن "الجهود الدولية متعددة الأطراف تستوجب تعزيز الحوار بعيداً عن أي إقصاء"، مؤكداً أن "الرغبة في تعليق عضوية أي دولة منتخبة من قبل المجموعة الدولية، من أي هيئة أممية، ليس من شأنه أن يساهم في تعزيز روح العمل والتعاون متعدد الأطراف".
وهذه هي المرة الثانية التي ترفض فيها الجزائر قراراً أممياً يخص روسيا، بعد رفضها التصويت لقرار يدين الغزو الروسي لأوكرانيا بداية شهر مارس/آذار الماضي، وهو ما اعتبرته القوى الغربية انحيازاً جزائرياً لعلاقاتها الاستراتيجية مع موسكو.
واعتبر المصدر نفسه أنه "بالرغم من أن الصور المتداولة في بعض المدن الأوكرانية مروعة ومدانة بأشد العبارات، والجرائم المزعومة التي تترتب عنها بالغة الخطورة، إلا أنه بات من الضروري السماح للآليات الأممية المختصة بالتحقيق في الوقائع على أرض الواقع بطريقة محايدة حتى يتسنى إقرار العدالة لجميع الضحايا".
وطالبت الجزائر "بقيام آليات الأمم المتحدة المختصة بولاياتها ومهامها بالكامل وفقاً لقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بعيداً عن أي تدخل أو حكم مسبق، يشكل بالنسبة إلى الجزائر شرطاً لا غنى عنه لإثبات الوقائع بشأن أي انتهاكات صارخة وممنهجة لحقوق الإنسان".
وأكد البيان دعم الجزائر للمفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا من أجل وقف العمليات العسكرية والتكفل العاجل بالأزمة الإنسانية، ودعت إلى "تكثيف الجهود الدبلوماسية الدولية الرامية إلى حل الأزمة الراهنة، بما يمكن من منع الانهيار المتزايد للمعايير الدبلوماسية والتوصل في أقرب وقت ممكن إلى حل سياسي يضمن الحفاظ على سيادة الدول وسلامة أراضيها ومصالحها الحيوية المشروعة"، وحثت المجتمع الدولي على "الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يعوق المفاوضات الجارية ويطيل أمد الأزمة التي أصبحت الآن عواقبها الوخيمة وبأبعادها المتعددة".
وتشارك الجزائر ضمن فريق الاتصال والمتابعة العربية الخاصة بالأزمة في أوكرانيا، حيث شارك وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، في الوفد العربي برفقة وزراء خارجية مصر والأردن والسودان والأمين العام للجامعة العربية في الزيارة الاستطلاعية الأخيرة لكل من موسكو ووارسو للقاء المسؤولين الروس والأوكرانيين.
