الانتخابات المحلية القادمة تحرك أجندة الأحزاب التركية

الانتخابات المحلية القادمة تحرك أجندة الأحزاب التركية

30 اغسطس 2023
الرئيس التركي أردوغان مع حليفه دولت بهتشلي (مراد سيتينموهوردار/الأناضول)
+ الخط -

تحرك الانتخابات المحلية التي ستجري في تركيا، مارس/آذار 2024، أجندة الأحزاب السياسية في التحالف الجمهوري الحاكم وأحزاب المعارضة، وأعلن الحزب الجيد المعارض خوضه الانتخابات منفرداً واستعداده لتقديم مرشحين في إسطنبول وأنقرة، فيما بدأ التحالف الجمهوري بالتعاون في عموم البلاد.

وقال المتحدث باسم الحزب الجيد، كورشاد زورلو، يوم الثلاثاء، إن الحزب يستعد لتسمية مرشحين في عموم تركيا بما فيها إسطنبول وأنقرة.

تداعيات موقف "الجيد"

وأضاف زورلو في مؤتمر صحافي رداً على سؤال حول دعم الحزب الجيد لرئيسي بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وأنقرة، منصور يافاش: "كان هناك جهد كبير للحزب الجيد في النجاح الذي تحقق في العام 2019، وكانت فكرة التعاون فكرتنا، والاستجابة لمطالب الشعب أسفرت عن المشهد الحالي، ولكن بعض الأحزاب السياسية (الشعب الجمهوري) كانت لديهم بعض الأهداف في أنقرة وإسطنبول".

وقال زورلو: "حالياً، سنقدم أسماء مرشحين في كل تركيا، هناك بعض الاحتمالات في تعاون محدود، وبخلاف ذلك فإننا نستعد لكامل تركيا. وعندما نستكمل كافة التحضيرات خلال فترة قصيرة سنقدم المعلومات كاملة للشعب".

وجاءت مواقف الحزب الجيد الغاضبة بعد نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية السابقة والتي خسر فيها تحالف المعارضة، حيث كانت تأمل ميرال أكشنر، زعيمة الحزب، ترشيح إما رئيس بلدية أنقرة أو إسطنبول للانتخابات الرئاسية في حين تمسك زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو بترشحه.

وعرضت أكشنر على إمام أوغلو ويافاش الترشح للانتخابات، لكنهما التزما بتعليمات كلجدار أوغلو ودعماه في الانتخابات، الأمر الذي أغضب أكشنر مع تمسك كلجدار أوغلو باستمرارهما في رئاسة بلديتي إسطنبول وأنقرة.

ولا تزال تداعيات موقف الحزب الجيد تلقى صداها في أروقة السياسة التركية، وفي حين أعلن كلجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، أن "الرد على أكشنر يكون غير لبق" رافضاً بذلك التعليق على كلامها، أمس الاثنين، ارتفعت ردود الفعل بين شخصيات من الحزبين وصلت حد السجال.

حزب البلد يعلن المشاركة بالانتخابات المحلية

وضمن نفس السياق، أعلن المرشح الرئاسي المنسحب وزعيم حزب البلد، محرم إنجه، يوم الثلاثاء، أن حزبه مستعد لخوض الانتخابات المحلية.

ودعا إنجه أحزاب المعارضة إلى التحالف في الانتخابات المقبلة بقوله: "تعالوا نعقد تحالفاً، فلنتحالف ونغير النظام الداخلي. في حال تغيير النظام الداخلي نعيد إحياء الديمقراطية".

وأضاف: "في حال فعلنا ذلك نعيد إحياء الزراعة، ويدرس الأطفال في مدارس نوعية، وإنشاء أجيال واعية، وإيجاد فرص عمل للشباب ولا نسمح ببيع الجنسية التركية مقابل 400 ألف دولار، والطريق للخلاص من نظام الرجل الواحد (أردوغان) هو ديمقراطية الأحزاب".

وقدم إنجه اسم مرشحين للانتخابات البلدية، الأولى ماهر باكان لبلدية ولاية بالك إسير الكبرى، والثاني علي جتين كايا مرشحاً لبلدية نازللي التابعة لولاية آيدن، مبيناً أن الحزب يسعى لتقديم مرشحين في كل تركيا، ولكن ليس من الواضح مدى إمكانية الحزب حتى الآن.

وكان إنجه انسحب من السباق الرئاسي في الانتخابات التي جرت في أيار/مايو الماضي، بسبب ضغوط تعرض لها، وهو منشق عن حزب الشعب الجمهوري المعارض وسبق أن نافس الرئيس أردوغان في انتخابات 2018.

أردوغان وبهتشلي يتفقان على التعاون

وضمن نفس السياق، زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الثلاثاء، منزل زعيم حزب الحركة القومية وأبرز حلفائه في التحالف الجمهوري، دولت بهتشلي، في لقاء هو التاسع من نوعه هذا العام في ظل تسريبات على التوافق على بدء العمل المشترك في الانتخابات المقبلة.

واستغرق اللقاء قرابة الساعة ونقلت وسائل إعلام تركية، منها قناة سي إن إن تورك، أن اللقاء كان مهماً في مسار التعاون المشترك بالانتخابات المحلية المقبلة، حيث سيتم التعاون لكسب الانتخابات المحلية عبر التحالف الجمهوري ووضع استراتيجية لكسب الأغلبية ضمن المجالس البلدية أيضاً.

وأضافت القناة أن "فرق حزب العدالة والتنمية عملت بشكل مستمر خلال الصيف، وتم تقييم الانتخابات السابقة وأسباب الفوز والخسارة، ونتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية السابقة، وتم تثبيت أن أهم أسباب خسارة المدن الكبرى هو الوضع الاقتصادي ومسألة اللاجئين".

وأوضحت أن "حزب العدالة والتنمية قد يتخلى عن 3 ولايات لصالح حزب الحركة القومية لأنه لديه أغلبية فيها، وهي أضنة ومرسين وأنطاليا، فيما من المرجح أن يترك حزب الحركة القومية 51 ولاية لصالح حزب العدالة والتنمية".