الاحتلال يرفع الحصار عن القدس بعد إجراءات مشددة

الاحتلال يرفع الحصار عن القدس بعد إجراءات مشددة بسبب "الأعياد اليهودية"

17 سبتمبر 2021
شملت إجراءات الحصار إغلاق أحياء بأكملها بالمكعبات الإسمنتية (Getty)
+ الخط -

رفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي ليلة الخميس، الحصار والعزل اللذين كانت فرضتهما على القدس القديمة والأحياء المحيطة بها، في سياق تدابيرها وإجراءاتها العسكرية التي كانت فرضتها اعتباراً من أمس الأربعاء، وحتى الساعة الثامنة من هذا المساء، بمناسبة ما يسمى "عيد الغفران" لدى اليهود.

وشملت إجراءات الحصار والعزل إغلاق أحياء بأكملها بالمكعبات الإسمنتية ووضع حواجز شرطية على معظم محاور الطرق المؤدية للبلدة القديمة من القدس، ومنعت مركبات المقدسيين من السير فيها، في وقت تدفقت فيه أعداد كبيرة من المستوطنين إلى داخل أسوار المدينة المقدسة، وصولاً إلى ساحة حائط البراق، حيث أقيمت مساء اليوم، احتفالات صاخبة هناك أعقبتها مسيرات عربدة واستفزاز داخل البلدة القديمة من القدس تخللتها محاولات اعتداء على المقدسيين وممتلكاتهم، والتجمهر عند أبواب المسجد الأقصى وأداء حلقات الرقص.

وكان المئات من المستوطنين شاركوا اليوم في اقتحامات المسجد الأقصى، وتركزت تلك الاقتحامات بالمنطقة الشرقية، والتي باتت مستهدفة من قبل المستوطنين، حيث يوجد مصليا المرواني وباب الرحمة، في حين أفاد مرابطون (فضلوا عدم ذكر اسمهم) في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن حاخامات يهوداً قاموا على مدى اليومين الماضيين، بالنفخ في البوق داخل ساحات المسجد الأقصى، بينما ارتدى المقتحمون ألبسة كهنة الهيكل.

وفي هذا الإطار، وصف مدير المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عمر الكسواني في حديث لـ"العربي الجديد"، ما جرى اليوم، وأمس، بأنه تصعيد خطير جداً وتطور مثير للقلق، خاصة إزاء ما يمارسه المستوطنون خلال الاقتحامات على مرأى من شرطة الاحتلال التي توفر لهم الحماية.

من ناحيته، أصدر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا في القدس، ودار الإفتاء الفلسطينية، وديوان قاضي القضاة في القدس، ودائرة والأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك بياناً مساء اليوم، حذروا فيه من الاعتداءات الأخيرة على الأقصى، مشيرين إلى أنها بدأت تأخذ منحى خطيراً خاصة خلال فترات الأعياد اليهودية، بحماية قوات الاحتلال.

وحذرت الهيئات الإسلامية من هذه الانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى المبارك من قبل هؤلاء المتطرفين الذين يسعون إلى فرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك ضمن مخطط حكومي واضح بهدف تغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم للمسجد الأقصى المبارك منذ أمد، والذي سيؤدي حتماً إلى أمور لا تحمد عقباها، خاصة وأن هذه الانتهاكات تمس عقيدة جميع مسلمي العالم وأقدس مساجدنا في هذه الديار مسرى نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث صلى بجميع الأنبياء عليهم السلام وعرج إلى السماوات العلى.

وأكدت الهيئات الإسلامية أن جميع ما تقوم به هذه الجماعات المتطرفة وما تسعى للوصول إليه بالقوة وبدعم حكومي وبحماية كبيرة من الشرطة والقوات الخاصة المدججة بالسلاح التي تحول المسجد إلى ثكنة عسكرية لتمكن هؤلاء المتطرفين اليهود من اقتحامه، لن يغير من الحقيقة الربانية بأن المسجد الأقصى المبارك بمساحته البالغة 144 دونماً هو مسجد إسلامي ملك للمسلمين وحدهم لن يقبل القسمة ولا الشراكة، وسيبقى كذلك الى أن يرث الله الأرض وما عليها، وسيبقى أهل بيت المقدس والمرابطون في أكنافه حراساً للمسجد الأقصى أوفياء لعهد وذمة رسولهم الأكرم صلى الله عليه وسلم ووصيته بالالتفاف حول مسراه المبارك.

وطالبت الهيئات، الدول العربية والإسلامية الوقوف الى جانب صاحب الوصاية والرعاية الهاشمية في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك.

إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق

في سياق منفصل، أُصيب عدة فلسطينيين مساء اليوم، بحالات اختناق بينهم طفلة رضيعة (4 أشهر) والتي نقلت لتلقي العلاج، خلال مواجهات اندلعت مع الاحتلال في بلدة يعبد جنوب غرب جنين شمال الضفة الغربية، تزامنًا مع مداهمة عدة منازل في البلدة وتفتيش كاميرات المراقبة.

واندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، مساء اليوم الخميس، قرب حاجز الجلمة العسكري شمال شرق جنين، حيث تتواصل المواجهات منذ أيام تزامنًا مع مسيرات إسنادية للأسرى داخل سجون الاحتلال.

وكان طالب مدرسة أُصيب اليوم، برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، في محيط مدرسة ذكور تقوع الثانوية شرق بيت لحم جنوب الضفة الغربية، ما أثار حالة خوف بين الطلبة، وتسبب بعرقلة العملية التعليمية.

اندلاع مواجهات شرق نابلس

إلى ذلك، اندلعت مواجهات بين الشبّان الفلسطينيين وقوات الاحتلال شرق قرية دير الحطب شرق نابلس شمال الضفة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، بلدة قراوة بني حسان غرب مدينة سلفيت شمال الضفة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع صوب الأهالي، واعتدت على أحدهم بالضرب، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، الطفل محمد وليد محمد صبارنة (15 عاماً) بعد الاعتداء عليه بالضرب أثناء عمله برفقة والده وشقيقه بمنطقة "خلة الكتلة" المحاذية لمستوطنة "كرمي تسور" المقامة على أراضي بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة الغربية، وفق ما أفاد به الناشط الإعلامي في البلدة محمد عوض في تصريحات صحافية.

ولفت عوض إلى أن جنود الاحتلال اقتحموا البيت البلاستيكي الذي يعمل به الطفل ووالده في زراعة الخضراوات، واعتقلوا الطفل، وعندما حاول والده منع جنود الاحتلال من ضربه واعتقاله، قام أحد الجنود بإطلاق رصاصة من النوع الحي باتجاهه من مسافة مترين ولم يصب بأذى، وتم نقل الطفل إلى معسكر لجيش الاحتلال داخل مستوطنة "كرمي تسور".

من جانب آخر، أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن الفتى حمزة الطويل من بلدة سلوان جنوب القدس، بعد استدعائه للتحقيق، لكن قوات الاحتلال اشترطت مقابل الإفراج عن الطويل "الحبس المنزلي لمدة 5 أيام، والتوقيع على كفالة مالية بقيمة 10 آلاف شيكل (عملة إسرائيلية)".