الائتلاف السوري يندّد باستقبال فرنسا وفداً من "قسد"

الائتلاف السوري يندّد باستقبال فرنسا وفداً من "قسد"

21 يوليو 2021
نددت تركيا بدورها بالزيارة (الأناضول)
+ الخط -

ندّد الائتلاف الوطني السوري، مساء أمس الثلاثاء، باستقبال فرنسا وفداً من "مجلس سورية الديمقراطية" (مسد) التابع لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، مشيراً إلى أن على الأطراف الدولية المعنية إعادة النظر في علاقاتها مع مثل هذه التنظيمات "التي تشكل خطراً على السوريين ووحدة بلادهم".

وقال الائتلاف، في بيان له إنّ "استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لوفد مليشيات "ب.ي.د" الإرهابية أمر مؤسف ويبعث على القلق. كل من يفتح الطريق للتعامل مع هذه المليشيات فهو يعلن عن علاقة مباشرة مع حزب العمال الكردستاني الإرهابي "بي كا كا".

ويذكر أنّ "ب.ي.د" هو "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي الذي يقود "مسد" و"قسد"، وتعدّه المعارضة السورية فرعاً لـ"حزب العمال الكردستاني" المصنف على لوائح المنظمات الإرهابية.

وقال الائتلاف: "ترتبط هذه المليشيات بعلاقات عضوية ومتجذرة مع تنظيم "بي كا كا"، وهي علاقة أكيدة لا ينكرها أحد، شعارات ورموز وأفكار التنظيمين مشتركة منهجياً وإستراتيجياً وعقائدياً وسياسياً وعملياً، وتؤكدها الوثائق والشهادات والمقابر الجماعية والسجل الطويل من الانتهاكات".

وأشار الائتلاف إلى أنّ هذه المليشيات ارتكبت بحق الشعب السوري "جرائم تهجير وتغيير ديمغرافي وانتهاكات جسيمة، وقد سيطرت على موارد سورية وجيّرتها لتحقيق أجندات دخيلة غير وطنية"، مضيفاً أن "سياسات وخطط هذه المليشيات الإرهابية منسجمة ومستقاة من نظام الأسد، وهي في مجملها ضد مطالب الشعب السوري وتتناقض مع حقوقه وتطلعاته".

وأكد الائتلاف أنّ "خروقات وجرائم الـ"بي كا كا" بحق المدنيين السوريين من مختلف مكونات الشعب السوري مستمرة، وعلى رأسهم الكرد الذين يتعرض نشطاؤهم للملاحقة والإخفاء والتعذيب والتجنيد الإجباري، وهي تصنّف كجرائم حرب بحسب القانون الدولي".

ولفت البيان إلى أنّ "معظم سياسات حزب العمال الكردستاني وأذرعه مشتقة من سياسات نظام الأسد، وعلى الأطراف الدولية المتورطة في دعم هذه الجماعات والتنظيمات العمل على إعادة النظر تماماً في علاقتهم ودعمهم، والانتقال فوراً إلى مربع يدرك مخاطر هذه التنظيمات ويعمل على تفكيكها بشكل مدروس ومنظم".

وأوضح البيان أنّ "هناك خياراً وحيداً يجب على الجميع دعمه، وهو خيار الانتقال السياسي الذي ينهي سيطرة النظام، ويساهم في خروج المليشيات الإرهابية من سورية استناداً إلى القرارات الدولية، وصولاً إلى دولة المواطنة التي يعيش فيها جميع السوريين متمتعين بخيرات الوطن بحرية وكرامة".

ولفت الائتلاف إلى أنّ "المطالبة بالاعتراف بهذه المليشيات التي تفرض نفسها على الشعب السوري بالحديد والنار، تمثل انتهاكاً لوحدة التراب السوري، وتهديداً لوحدة وسلامة سورية وسلامة شعبها"، مضيفاً أنه "سيسهم الإصرار على هذه الخطوة في تعقيد القضية السورية وإبعادها عن مسار الحل".

وكانت تركيا قد نددت بالزيارة، أمس الثلاثاء، عبر بيان من الناطق باسم الخارجية التركية طانجو بيلغيتش، قال فيه إنّ "تركيا أطلعت فرنسا والمجتمع الدولي على ممارسات هذا التنظيم الإرهابي الذي قمع المظاهرات السلمية بطريقة دموية، وقصف الأهداف المدنية مثل مستشفى عفرين، وهاجم المدنيين السوريين بمن فيهم الأطفال وعذب المعتقلين". وأضاف: "نؤكد مرة أخرى أن تركيا ستواصل بحزم كفاحها ضد هذا التنظيم الإرهابي وامتداده في كل مكان".

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد استقبل، أول من أمس الإثنين، وفداً ضم ممثلين عن "الإدارة الذاتية" الكردية والمجتمع المدني في شمال شرق سورية.

وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان، تعقيباً على الزيارة إنّه خلال لقائه هؤلاء "الممثلين عن الإدارة والمجتمع المدني" في شمال شرق سورية، شدد ماكرون على "ضرورة مواصلة العمل من أجل إرساء استقرار سياسي في شمال شرق سورية وحوكمة شاملة"، وأشاد بـ"شجاعة مقاتلي شمال شرق سورية والتضحيات التي قدّموها مع السكّان المحليين في القتال ضد (داعش)"، مؤكداً أن بلاده "ستستمرّ في محاربة الإرهاب إلى جانب قوات سورية الديمقراطية".

بدورها، أوضحت المسؤولة في "الإدارة الذاتية" بيريفان خالد التي شاركت في الاجتماع، أمس الإثنين، لوكالة "فرانس برس"، أن النقاش ركز بشكل خاص على "دعم فرنسا لاعتراف المجتمع الدولي بالإدارة الذاتية الكردية".

وكانت المليشيات قد أطلقت قبل أيام حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضمن حملة دعائية تقوم بها، بهدف دعم المطالب بالاعتراف بـ"الإدارة الذاتية" التي تقودها المليشيات في شمال وشرق سورية.