الأمم المتحدة: أدلة متزايدة على مقابر جماعية في ماريوبول

تقديرات بمقتل 300 في قصف مسرح ماريوبول.. والأمم المتحدة تشير إلى أدلة متزايدة على مقابر جماعية

25 مارس 2022
شهدت ماريوبول أكبر حصيلة ضحايا في مكان واحد منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية (رويترز)
+ الخط -

يبدو أنّ مدينة ماريوبول الأوكرانية باتت مسرحاً لبعض أسوأ الدمار الذي خلفه الغزو الروسي، وسط حديث عن مقابر جماعية ومخاوف من مقتل المئات في مسرح لجأ إليه مدنيون، لا سيما أنّ هناك صعوبات لإجلاء المحاصرين هناك.

ونشر مجلس مدينة ماريوبول (البلدية) شريط فيديو على صفحته في "فيسبوك"، وهو يوثق الدمار الذي لحق بمدينة ماريوبول الذي تطوّقها القوات الروسية منذ عدة أسابيع. وتظهر أعمدة لنقل التيار الكهربائي وبيوت مدمرة ومركز للرياضة دمرت نوافذه.

وماريوبول التي تقع على بحر آزوف وفيها ميناء استراتيجي، تعتبر المدينة التي تعرّضت للدمار الأكبر بسبب القصف الروسي المتواصل عليها.

وتعرضت ماريوبول، والتي كان يقطنها 400 ألف شخص قبل الغزو الروسي، لقصف مكثف لأسابيع. ويحتمي المدنيون المحاصرون فيها داخل أقبية ولديهم القليل من الطعام والكهرباء والمياه الصالحة للشرب.

الصورة
وتظهر أعمدة لنقل التيار الكهربائي وبيوت مدمرة
تظهر الصورة أعمدة لنقل التيار الكهربائي وبيوت مدمرة (الأناضول)

وبدا البؤس بداخلها، فيما المحاصرون يواجهون نقصاً شديداً في الغذاء في بلد كان يعرف سابقاً باسم سلة الخبز للعالم.

200 جثة داخل مقابر جماعية في ماريوبول

وقالت رئيسة فريق حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أوكرانيا، ماتيلدا بوغنر، اليوم الجمعة، إنّ المراقبين تلقوا معلومات متزايدة عن مقابر جماعية في مدينة ماريوبول المحاصرة بأوكرانيا بما في ذلك واحدة يبدو أنها تحتوي على 200 جثة. 

وقالت بوغنر، للصحافيين عبر دائرة فيديو من أوكرانيا "لدينا معلومات متزايدة عن وجود مقابر جماعية هناك"، مشيرة إلى أنّ بعض الأدلة جاءت من صور الأقمار الصناعية.

وأكدت المفوضية السامية مقتل 1081 مدنياً بينهم 93 طفلاً، وفق منهجيتها الدقيقة للغاية، لكنها أوضحت أنّ العدد الحقيقي للقتلى أعلى من ذلك بكثير.

الأمم المتحدة تستنكر احتجاز روسيا أوكرانيين تعسفاً وإخفاءهم قسراً

وأفادت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بأنّ عشرات المسؤولين والصحافيين والنشطاء الأوكرانيين المعارضين للغزو الروسي اعتقلوا بشكل تعسفي أو فقدوا، معتبرة أن بعض الحالات ترقى إلى مستوى "احتجاز الرهائن".

في غضون ما يزيد قليلاً عن شهر منذ بدء الهجوم الذي أمر به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جمعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان معلومات عن احتجاز 22 مسؤولاً أوكرانيا محلياً بشكل تعسفي أو اخفائهم قسرا، وقد أفرج حتى الآن عن 13 منهم.

ولعل الحالة الأشهر تتعلق برئيس بلدية مدينة ميليتوبول في جنوب شرق أوكرانيا إيفان فيدوروف الذي اختطفته قوات الاحتلال الروسية، بحسب السلطات الأوكرانية، واحتُجز لأيام قبل إطلاق سراحه.

وقالت بوغنر "يبدو أنه أسلوب تعامل منهجي في المناطق التي تحتلها روسيا الاتحادية". وأضافت أنه "في بعض الحالات، يبدو الأمر شكلاً من أشكال احتجاز الرهائن"، لافتة إلى عدم إخطار أقاربهم بمكان احتجازهم.

كما أفادت بوغنر باعتقال 15 صحافياً وناشطاً "كانوا يعارضون بشدة الغزو" في أجزاء عدة من البلاد. وتابعت "يبدو أنّ المستهدفين نشطاء مؤيدون لأوكرانيا أو تعتبرهم القوات الروسية موالين لأوكرانيا".

وشددت على أنّ موظفي الأمم المتحدة يحاولون التحقق من تقارير تفيد بإطلاق سراح خمسة من الصحافيين وثلاثة من النشطاء منذ ذلك الحين، لكن "مصير آخرين ما زال مجهولاً". وأضافت أنّ سبعة صحافيين قتلوا منذ بدء الغزو في 24 فبراير/شباط، وهم من بين آلاف المدنيين وكذلك العسكريين من الجانبين الذين يعتقد أنهم قتلوا.

تقديرات تشير إلى مقتل 300 في قصف مسرح ماريوبول

إلى ذلك، ذكرت أن نحو 300 شخص قتلوا، في غارة جوية روسية، الأسبوع الماضي، على مسرح في مدينة ماريوبول. 

وعندما قصف المسرح في 16 مارس/آذار، تم وضع نقش ضخم مكتوب عليه "أطفال" في الخارج باللغة الروسية، ويقصد به أن يكون مرئياً من السماء أعلاه.

وأعلنت السفيرة البريطانية في أوكرانيا، ميليندا سيمونز، اليوم الجمعة، أنّ أكثر من 300 مدني قتلوا في قصف مسرح ماريوبول.

وقالت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، يُعتقد أن نحو 1300 شخص كانوا يحتمون بالمبنى، و150 ناجياً فقط خرجوا من تحت الأنقاض مباشرة بعد الهجوم، كأكبر حصيلة ضحايا في مكان واحد منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.

وأكدت الصحيفة أنّ غالبية الموجودين في المسرح كانوا مختبئين من القصف وأنّ الأنقاض كانت تمنع خروجهم.

وكان مسؤولون أوكرانيون قد نشروا صوراً لمبنى المسرح الذي تدمّر في منتصفه بالكامل، بينما تصاعدت أعمدة الدخان من الركام، حيث أفاد مسؤولون بأنّ قنبلة ألقيت على المبنى من طائرة.

جهود لإجلاء المحاصرين 

وتتزامن هذه المآسي، مع مساعي أوكرانية لإجلاء المحاصرين، إذ قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك، إنّ أوكرانيا تأمل أن يتمكن بعض المدنيين المحاصرين داخل مدينة ماريوبول من المغادرة في سيارات خاصة، اليوم الجمعة.

وأخفقت محاولات متكررة لإنشاء ممرات آمنة من المدينة الساحلية الجنوبية التي تحاصرها القوات الروسية.

وأضافت فيريشوك أنّ السكان الذين سيتمكنون من مغادرة ماريوبول سيجدون حافلات بانتظارهم في مدينة برديانسك المجاورة ستقلهم إلى مدينة زابوريجيا. وقالت "سنبذل قصارى جهودنا كي تصل الحافلات التي تقل سكان ماريوبول إلى زابوريجيا اليوم".

(رويترز، فرانس برس)