إيرينا فيريشوك.. واجهة القيادة الأوكرانية

إيرينا فيريشوك.. واجهة القيادة الأوكرانية

10 مارس 2022
فيريشوك في ستانيتسيا لوغانسكا، شرقي أوكرانيا، يوم 19 فبراير الماضي (أوليكسي كوفالوف/Getty)
+ الخط -

تحوّلت إيرينا فيريشوك، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، إلى واجهة إعلامية للقيادة الأوكرانية في الأيام الأخيرة، بعد بروزها في مؤتمرات صحافية متتالية للحديث عن "الممرات الإنسانية" خصوصاً.

ومع أنها لا تزال جديدة العهد على الساحة العالمية، إلا أنها تُعتبر الندّ الفعلي للمتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، تحديداً في الإشارة إلى المسائل الإنسانية والاجتماعية، ومنها توجيه الرسائل إلى أمهات الجنود.

ونجحت فيريشوك في تصدّر مشهد المقاومة الأوكرانية ضد الغزو الروسي، الذي بدأ في 24 فبراير/شباط الماضي. وتزايدت إطلالاتها الإعلامية مرتدية الزيّ العسكري، مثل الرئيس فولوديمير زيلينسكي والدائرة المقرّبة منه.

نداءات فيريشوك

وتمحور دورها تحديداً في الحديث عن "الممرات الإنسانية"، والمجازر التي ترتكبها القوات الروسية الغازية، بما فيها تدمير المدارس والمستشفيات.

وعُرفت فيريشوك بنداءاتها الموجّهة إلى أمهات الجنود الروس، والتي خصصت لهنّ جزءاً من تصريح إعلامي في 3 مارس/آذار الحالي، بقولها: "أخرجن أبناءكن من أوكرانيا"، معيدة التذكير بفيديو سجلته في مايو/أيار 2014 في دونباس، حين وجّهت إليهن نداءاً مماثلاً.

خدمت فيريشوك في الجيش وفي السلطات المدنية

وأول من أمس الثلاثاء، نشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية تقريراً حول فيريشوك وتدرّجها إلى الدائرة المقرّبة من زيلينسكي. وجاء في التقرير أن فيريشوك، المولودة في عام 1979، تتحدّر من بلدة رافا ـ روسكا في مقاطعة لفيف، غربي أوكرانيا، على الحدود مع بولندا.

ومن المعروف أن الغرب الأوكراني معادٍ تاريخياً للروس، ويتمحور ثقله حول مدينة لفيف، التي تحوّلت في الأسابيع الأخيرة إلى مقرّ مرحليّ للاجئين الأوكرانيين قبل الانتقال إلى بولندا، فضلاً عن كونها مقرّاً احتياطياً للبعثات والسفارات الأجنبية التي غادرت العاصمة كييف.

وكانت فيريشوك لامعة في سنواتها الدراسية، فحازت على "الميدالية الذهبية" بعد انتهاء دراستها الابتدائية، ثم نالت شهادة التميّز في اختصاص "المعلومات الدولية" من المعهد العسكري في "كلية لفيف التطبيقية" في عام 2002، بعدها، حازت على شهادة في القانون من جامعة لفيف في عام 2006.

وبين عامي 2007 و2008، عملت في القسم القانوني لبلدية رافا ـ روسكا. وبين عامي 2008 و2010، درست فيريشوك في معهد منطقة لفيف الإدارية التابع للأكاديمية الوطنية للإدارة العامة برئاسة رئيس أوكرانيا.

وسمحت نتائجها بخضوعها لتدريب داخلي في مكتب مجلس الوزراء في أوكرانيا في 2009، لتتمّ إضافتها إلى مجموعة الموظفين في مجلس الوزراء.

وخلال هذه السنوات، خدمت فيريشوك في الجيش الأوكراني خمس سنوات برتبة "ضابط"، لكن المعلومات غير متوفرة حول تفاصيل الخدمة، ولا حول سبب مغادرتها الجيش.

وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، قدمت أطروحة حول موضوع: "الآلية التنظيمية والقانونية لتحسين الهيكل الإداري والإقليمي لأوكرانيا" (باستخدام الإصلاحات التي أجرتها بولندا كمثال)، وحصلت على درجة "مرشح العلوم في إدارة الدولة".

وتولت منصب نائبة رئيس منطقة زوفكفا للشؤون الإنسانية والسياسة الخارجية لأشهر في عام 2010، ثم أصبحت عمدة رافا ـ روسكا لخمس سنوات، كأصغر إمرأة في منصبها خلال تلك المرحلة.

وبين عامي 2015 و2016، درست في بولندا ضمن "برنامج كيركلاند"، متخصصة في التجربة البولندية في "اللامركزية الإدارية". وفي عام 2016، باتت رئيسة المركز الدولي لدراسات البلطيق والبحر الأسود، وفي عام 2017، نالت دكتوراه في الفلسفة من قسم العلوم السياسية الجامعة التربوية الوطنية "دراغومانوفا" في كييف.

وفي عام 2019، انتُخبت نائبة في البرلمان الأوكراني عن حزب "خادم الشعب" بقيادة زيلينسكي. وعملت في مختلف اللجان الأمنية والدفاعية والاستخباراتية في البرلمان، وباتت ممثلة الحكومة في البرلمان.

سنستخدم الخردة الروسية الناجمة عن تدمير معداتهم لبناء جسورنا

 

وفي عام 2020، فشلت في الفوز برئاسة بلدية كييف، وشاهدها الناخبون وهي تحلق فوق أحد جسور العاصمة حاملة مظلة بيدها، متمثلة بشخصية ماري بوبينز، بطلة قصص الأطفال الخيالية للكاتبة الإنكليزية باميلا ترافرز.

وعُيّنت فيريشوك، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نائبة لرئيس الوزراء ووزيرة "إعادة دمج الأراضي المحتلة المؤقتة"، أي حوض دونباس، الذي يضمّ إقليمي دونيتسك ولوغانسك الانفصالييين في الشرق الأوكراني، فضلاً عن شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014.

تمنّت رئيساً لأوكرانيا مثل بوتين

وقبل ستة أيام من بدء الغزو الروسي، كتبت على صفحتها في "فيسبوك" أنه "عندما ينتهي كل هذا (في إقرار ضمني منها على توقعها الغزو) سنستخدم الخردة الروسية الناجمة عن تدمير معداتهم لبناء جسورنا. أنا واثقة من أنه سيكون هناك الكثير منها".

مع العلم أنه في عام 2013 أطلقت فيريشوك تصريحاً قالت فيه إنها "تتمنى أن يكون لأوكرانيا رئيس يشبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مشيرة إلى أنها كانت "لتصوّت لبوتين لو كانت روسية، لأنه يقوم بعمل جيد لروسيا".

لكن فيريشوك، التي اجتهدت طيلة حياتها من أجل الحفاظ على استقلاليتها الشخصية، تتصرّف بوحي من نصيحة والدها لها: "عليك أن تجدي خبزكِ وأن تكوني مستقلة". وقد تكون هذه العبارة حافزاً إضافياً لها من أجل العمل على تثبيت استقلال أوكرانيا وسيادتها أمام الجار الشرقي.

(العربي الجديد)

المساهمون