اعتقال متظاهرين رفضوا زيارة عمار الحكيم لبلدة جنوبي العراق

اعتقال متظاهرين رفضوا زيارة عمار الحكيم لبلدة جنوبي العراق

30 ديسمبر 2020
محتجون عراقيون ينددون بفساد الأحزاب الحاكمة (فرانس برس)
+ الخط -

استخدمت القوات العراقية القوة لتفريق تظاهرة منددة بزيارة زعيم تيار "الحكمة" عمار الحكيم، اليوم الأربعاء، إلى منزل أحد شيوخ العشائر في محافظة الديوانية جنوبي العراق. 

وقالت مصادر محلية، لـ "العربي الجديد"، إنّ متظاهرين تجمّعوا أمام منزل أحد زعماء القبائل الذي كان يستضيف الحكيم، والواقع على الطريق بين مدينتي الديوانية والسدير، مطالبين زعيم تيار "الحكمة" بمغادرة المحافظة. 

وردد المحتجون شعارات منددة بفساد الأحزاب الحاكمة، بما في ذلك تيار الحكيم، داعين إلى محاسبة جميع المسؤولين والسياسيين الفاسدين.  

وبينت المصادر أن قوة أمنية تدخلت لإنهاء التظاهرة مستخدمة العصي وإطلاق النار في الهواء، مشيرة إلى اعتقال عدد من المحتجين والاعتداء على آخرين، موضحة أن عمار الحكيم اضطر إلى قطع زيارته ومغادرة المكان الذي شهد تجمعا للمتظاهرين.

وأوضحت المصادر أن مغادرة زعيم تيار "الحكمة" دفعت المتظاهرين إلى الانسحاب التدريجي من موقع تجمعهم. 

وقالت وسائل إعلام تبث من جنوب العراق إن قوات الأمن قامت باعتقال ستة متظاهرين أثناء تواجد عمار الحكيم داخل مضيف أحد شيوخ العشائر. 

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء التظاهرة التي شهدتها الديوانية ضد زيارة عمار الحكيم. وقال حيدر محمد، في تغريدة على موقع "تويتر"، إن إهالي الديوانية قاموا بطرد عمار الحكيم من المحافظة. 

واتهم حساب آخر حراسة عمار الحكيم باعتقال عدد من المتظاهرين الذين منعوا زعيم تيار "الحكمة" من دخول الديوانية. 

يُشار إلى أن الاحتجاجات التي شهدتها بغداد ومحافظات جنوبية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019، شهدت قيام متظاهرين بإحراق مقر تيار "الحكمة" في محافظة الديوانية، وخروج أكثر من تظاهرة منددة بوجود التيار في المحافظة على خلفية اتهامه بالوقوف وراء بعض عمليات قتل المحتجين. 

وشهدت مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) جنوبي العراق، اليوم الأربعاء، تظاهرة لخريجي الجامعات للمطالبة بتعيينات وفرص عمل، ودعا المتظاهرون الحكومة إلى منحهم حقهم في العمل والتعيين وتضمين ذلك في موازنة العام المقبل، وهددوا بمواصلة مسيراتهم السلمية، كما جدد  حملة الشهادات العليا احتجاجاتهم في العاصمة بغداد للمطالبة بتعيينهم في ملاك الوزارات العراقية. 

وتجمع المتظاهرون أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الواقع في شارع النضال ببغداد لمطالبة الوزارة وبقية الجهات الحكومية المعنية بالإيفاء بوعودها بشأن توفير فرص عمل لحملة شهادتي الماجستير والدكتوراه.

وانتشرت قوة أمنية عراقية في محيط التظاهرة ومنعت المحتجين من التمدد باتجاه المناطق القريبة من ساحة التحرير التي تقع على مسافة قريبة من مكان الاحتجاج. 

يُذكر أن الحراك الاحتجاجي الذي انطلق واسعا قبل نحو 15 شهراً وتمكن من تغيير الحكومة وقانون الانتخابات، والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، تراجع بشكل واضح خلال الفترة الأخيرة بسبب التضييق الذي مارسته عليه حكومة مصطفى الكاظمي، وكذلك عمليات القمع والقتل والخطف والتهديد ضد الناشطين بالتظاهرات من قبل مسلحين تابعين لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.  ولم تتخذ السلطات العراقية إجراءات حقيقية لمحاسبة قتلة المتظاهرين باستثناء بعض الخطوات التي وصفت بالخجولة. 

وأمس الثلاثاء، ناقش رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان مع مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي حسم المحاكم المختصة قضايا التظاهرات في ذي قار، بحسب بيان لـ "مجلس القضاء" لم يتحدث عن المتهمين الرئيسيين المسؤولين عن قتل وترويع المتظاهرين، كما أنه لم يكشف عن الجهات التي تقف وراءهم.