سمحت قوات النظام السوري وقوات "الفرقة الرابعة"، التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رأس النظام السوري بشار الأسد، يوم الخميس، بإدخال مادة الطحين إلى حيي الشيخ مقصود، والأشرفية في مدينة حلب، شمال سورية، بعد حصار دام 46 يوماً.
وقال محمود حبيب، وهو الناطق الرسمي باسم "لواء الشمال الديمقراطي" التابع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد): "وصلتنا معلومات من داخل حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب اللذين تُسيطر عليهما (الإدارة الذاتية) تُشير إلى سماح النظام بإدخال مادة الطحين إلى الحيين بعد حصار دام لأكثر من شهر، وهذا يعني أنه تم فك الحصار من قبل النظام عن الحيين".
وأكد حبيب، في حديث لـ"العربي الجديد"، فتح الطرقات المؤدية إلى المربعات الأمنية التابعة للنظام في مدينة القامشلي ومحافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، لافتًا إلى أن "النظام السوري خسر الرهان بحصار أحياء حلب التي تُسيطر عليها (الإدارة الذاتية)، وهذا يعود إلى حسن إدارة هذا الملف من قبل الإدارة الذاتية".
ويعتقد حبيب أن الضغوط التي واجهت النظام أجبرته على التراجع في ظل العلاقة النفعية المتبادلة لسكان المناطق في حلب أو في شرق الفرات، لافتاً إلى أن النظام السوري أراد أن يخفف وتيرة الانتقاد الدولي، وخصوصاً بعد تقرير صحيفة "ذا غارديان" الذي تحدث عن المجازر في حي التضامن جنوب العاصمة السورية دمشق، ولأسباب تتعلق برؤية الجانب الروسي الذي يتجنب في هذه الظروف فتح صراعات جديدة في سورية قد تدفعه للخروج من شرق الفرات نهائياً.
وقال الناطق باسم "لواء الشمال الديمقراطي": "نحن لا نضمن موقف النظام، لأنه لا يعير أي اهتمام لحياة السكان"، مشدداً على أن "النظام يعادي الشعب ولا يوفر أي فرصة للضغط والابتزاز".
من جهته، قال محافظ الحسكة التابع للنظام السوري، اللواء غسان حليم خليل، مساء الخميس، في تصريحات صحافية لوسائل إعلام موالية، إنه "سيتم فك الحصار المفروض على مدينتي الحسكة والقامشلي خلال الساعات القليلة القادمة، وستعود الأوضاع إلى حالتها الطبيعية".
وكانت مجموعات عسكرية تابعة لـ"قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) قد أقدمت يوم الإثنين الماضي على إزالة حواجز عسكرية وكتل إسمنتية لقوات النظام، وفتحت الطريق الواصل من المسجد الكبير باتجاه بوابة نصيبين الحدودية مع تركيا شمال شرقي محافظة الحسكة، بالإضافة إلى فتح الطريق الواصل بين مركز البلدية ونقطة نصيبين الحدودية، دون أي تواجد أمني أو عسكري لحواجز لقوات النظام السوري، ليصبح الطريق إلى بوابة نصيبين الحدودية سالكاً بعد إغلاقه منذ قرابة الـ11 عاماً، باستثناء الإبقاء على نقطة أمنية واحدة تضمن مجموعة من "الأمن العسكري" التابع للنظام داخل البوابة الحدودية.
قوات النظام تُصيب جنديا تركيا
وأصيب جندي إثر استهداف قوات النظام السوري والمليشيات المرتبطة بإيران نقطة عسكرية تابعة للجيش التركي بريف حلب الغربي، ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).
وقال مصدر من وحدات الرصد والمتابعة، التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ "العربي الجديد" شريطة عدم ذكر اسمه، إن جندياً من القوات التركية أُصيب بجروح ليل الخميس، إثر استهداف نقطة عسكرية بطلقات مدفع متوسط من عيار "23" على أطراف بلدة كفرنوران القريبة من مدينة الأتارب غربي محافظة حلب، شمال غربي سورية.
كذلك، كثفت قوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا من قصفها المدفعي والصاروخي، الخميس، مستهدفة قرى وبلدات البارة، وكنصفرة، وبينين، والرويحة، وفليفل، وكفر عويد، وسفوهن، والفطيرة، ضمن منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب.
وشمل القصف قرى وبلدات العنكاوي، والسرمانية، والحلوبة، ودوير الأكراد، والزقوم، والقرقور، في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، وبلدات كفر عمة، وكفر تعال، وتديل، وتقاد، بريف حلب الغربي.
وأسفرت عمليات عن وقوع أضرار مادية جسيمة ضمن الطرقات الرئيسية المؤدية لتلك القرى والبلدات، دون وقوع إصابات بشرية، في ظل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والحربية الروسية في سماء منطقة "خفض التصعيد".
من جهة أخرى، استهدفت القوات التركية المتمركزة في منطقتي "نبع السلام، ودرع الفرات" شمال سورية، مواقع ومقرات عسكرية تابعة لـ"قسد" في قرى الدبس، وخالدية، وهوشان، غرب منطقة عين عيسى شمالي محافظة الرقة.
كما طاول قصف مماثل قرية عين عيسى ومدينة تل رفعت، وبلدة مرعناز بريف حلب الشمالي، دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر بشرية، في ظل تحليق طائرتي استطلاع تركيتين في سماء المنطقة على مقربة من خطوط التماس مع قوات النظام و "قسد".
اشتباكات عائلية تُصيب 24 شخصاً بريف حلب
إلى ذلك، جُرح 24 شخصاً، بعضهم تعرضوا لإصابات خطيرة، إثر اشتباكات عائلية عنيفة اندلعت في قرية قطمة التابعة لمدينة عفرين الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، شمالي محافظة حلب.
وأوضحت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن "الاشتباكات وقعت بين عائلتين بسبب خلافات على قطيع من المواشي"، لافتةً إلى أن "أرتال الشرطة العسكرية توجهت إلى المنطقة لفض النزاع، وسط فرض حظر تجول في بعض أحياء البلدة، وإقامة حواجز مؤقتة على مداخلها".
في سياق منفصل، اختطف مسلحون مجهولو الهوية، مساء الخميس، أحد وجهاء قبيلة شمر وسط مدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، مُطالبين بفدية مالية مقابل الإفراج عنه.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن الشخص المختطف يدعى الشيخ هاشم سليمان الجربا من حي مشيرفة وسط محافظة الحسكة، لافتة إلى أن الخاطفين طالبوا بفدية مالية قدرها 80 ألف دولار أميركي مقابل الإفراج عنه.
وفي جنوب البلاد، قال "تجمع أحرار حوران" إن "الشاب عبد الله حسين المسالمة قُتل، الخميس، إثر انفجار لغم من مخلفات الحرب في السهول المحيطة بمنطقة درعا البلد".