برودة إيرانية حول الإعفاءات الأميركية: لا يمكن تقييد برنامجنا النووي

برودة إيرانية حيال الإعفاءات الأميركية: لا يمكن تقييد برنامجنا النووي بأي اتفاق

05 فبراير 2022
شمخاني: مسرحية رفع العقوبات لا يتم تلقيها على أنها خطوة بناءة (فاطمة بهرامي/ الأناضول)
+ الخط -

قبيل استئناف مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، هذا الأسبوع، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، اليوم السبت، أنّ حق إيران في تطوير برنامجها النووي "لا يمكن تقييده بأي اتفاق".

وقال شمخاني، في تغريدة على "تويتر"، إنّ "حق إيران القانوني في استمرار البحث والتطوير (للبرنامج النووي) والحفاظ على القدرات والإنجازات النووية السلمية وتأمين أمنها في مواجهة الأعمال الشريرة المدعومة لا يمكن تقييده بأي اتفاق".

وعاد شمخاني للتأكيد، مساء اليوم السبت، أنّ ما وصفها "مسرحية رفع العقوبات لا يتم تلقيها على أنها خطوة بناءة". وأضاف شمخاني في تغريدة على "تويتر" أنّ "الانتفاع الاقتصادي الحقيقي والمؤثر، وبشكل قابل للتحقق، هو الشرط اللازم للتوصل إلى اتفاق" خلال مفاوضات فيينا.

إيران تعلّق على إعفاءات نووية من قبل واشنطن

في الأثناء، علّقت الخارجية الإيرانية على الأنباء بشأن إعفاءات نووية أعادت الإدارة الأميركية العمل بها، مؤكدة أنّ هذه الإعفاءات وحدها "ليست كافية".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم السبت، لموقع "جماران" الإيراني، إنّ "ما يجب أن تفعله الولايات المتحدة هو العمل على رفع جميع العقوبات، بما فيها العقوبات النووية".

وأضاف خطيب زادة أنّ "الأنباء تشير إلى أبعاد رفع العقوبات النووية، لكن الجميع يعلم أنّ ذلك ليس كافياً"، مشيراً إلى أنّ بلاده "تنتظر أن تقوم الولايات المتحدة بواجباتها وتعهداتها حول رفع جميع العقوبات المرتبطة بالاتفاق النووي".

وأوضح أنّ "طهران ستدرس بدقة أي خطوة تكون على طريق العمل بالالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي".

المندوب الروسي: خطوة في الاتجاه الصحيح

من جانبه، اعتبر المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف، خلال مفاوضات فيينا اليوم السبت، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، الخطوة الأميركية أنها "في الاتجاه الصحيح"، مؤكداً أنّ ذلك "سيساعد في تسريع إحياء الاتفاق النووي والامتثال المتبادل للولايات المتحدة وإيران لصفقة 2015".

وأضاف أوليانوف أنّ الإجراء الأميركي أيضاً "مؤشر على أنّ المفاوضات قد دخلت المرحلة النهائية".

وكانت الولايات المتحدة قد أعادت العمل بإعفاءات متعلقة بأنشطة البرنامج النووي المدني الإيراني ألغتها عام 2020 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، في وقت تدخل فيه المحادثات لإنقاذ الاتفاق النووي مرحلة حاسمة.

وقال مسؤول أميركي كبير، الجمعة: "قررنا إعادة العمل بإعفاء من العقوبات من أجل السماح بمشاركة خارجية" لضمان "عدم الانتشار"، بسبب "مخاوف متزايدة" ناتجة عن التطوير المستمر للأنشطة النووية الإيرانية، وفقاً لما أوردته وكالة "فرانس برس".

وأضاف أنّ هذا القرار يجب أن يتيح أيضاً "تسهيل" "المناقشات الفنية" التي تعتبر "ضرورية في الأسابيع الأخيرة من المحادثات".

وأوضح أنّ "الإعفاء في حد ذاته سيكون ضرورياً لضمان تنفيذ إيران السريع التزاماتها النووية"، في حال التوصل إلى تسوية في فيينا حيث تجرى المفاوضات.

وزير الخارجية الإيراني يدعو الأميركيين لإظهار حسن النية بأفعال

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم السبت، في تعليق على الإعفاءات الأميركية، إنّ "الأميركيين عليهم إظهار حسن النية في الفعل وبشكل ملموس"، قائلاً، في تصريحات نقلتها وكالة "إيسنا" الإيرانية، إنّ "إلغاء بعض العقوبات يمكن أن يكون ترجمة لحسن النوايا".

وأضاف أنّ "الأميركيين يتحدثون عن ذلك، لكن يجب أن يعلموا أنّ ما يحدث على الورق جيد لكنه غير كاف"، مشيراً إلى أنّ بلاده أبلغت، أخيراً، وسطاء "ينقلون الرسائل" بأنّ على الولايات المتحدة "إثبات حسن نيتها بأفعال، وأن يكون هناك شيء ملموس على أرض الواقع".

وفي معرض الرد على سؤال آخر تعليقاً على تصريحات أميركية بأنّ الإدارة الأميركية لا يمكنها تقديم ضمانات تلزم الإدارة المقبلة بالبقاء في الاتفاق النووي، قال وزير الخارجية الإيراني إنّ الحصول على "ضمانات لازمة خلال مفاوضات فيينا لرفع العقوبات يشكّل أحد المواضيع الأساسية".

وأوضح أنّ بلاده تطالب بـ"ضمانات سياسية وحقوقية واقتصادية"، مشيراً إلى "حصول اتفاقيات في بعض المجالات، خلال المفاوضات، ومؤكداً أن فريق إيران المفاوض "يتابع بجدية موضوع أخذ الضمانات الملموسة من الأطراف الغربية لتنفيذ تعهداتها".

وكانت أطراف مفاوضات فيينا قد اتفقت، قبل أسبوع، على وقف الجولة الثامنة من المفاوضات لأسبوع اعتباراً من السبت الماضي، وتوجه الوفود إلى بلدانها للعودة بعد ذلك بقرارات سياسية لحل القضايا العالقة، بغية التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي.

واقتربت المفاوضات من "مرحلتها النهائية، وهي تحتاج إلى قرارات سياسية"، وفق بيان للترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) المشاركة في المفاوضات.

وقال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، الثلاثاء الماضي، إن مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي "تمضي إلى الأمام بإيجابية"، مؤكداً أنه على الرغم من ذلك "فثمة قضايا مهمة عالقة".

وكان عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران جليل رحيمي جهان أبادي قد كشف، في مقابلة سابقة مع "العربي الجديد"، حصول "اتفاق تقريباً" حول المسائل النووية خلال مفاوضات فيينا، مؤكداً أن الخلافات بشأن رفع العقوبات "مستمرة".

وأضاف جليل رحيمي جهان أبادي أن المفاوضات "تمضي إلى الأمام في مسار مقبول"، مشيراً إلى أنها "تجرى ببطء، لكن بأمل وآفاق إيجابية"، متوقعاً أن تخوض إيران مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة إذا ما حصل اتفاق كامل حول المسائل النووية ودخلت المفاوضات عملياً مرحلة رفع العقوبات بعد ذلك. لكنه استدرك بالقول "لا حاجة" لهذه المفاوضات راهناً.

وبدأت مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، في الثاني من إبريل/ نيسان الماضي، بشكل غير مباشر بين طهران وواشنطن بواسطة أطراف الاتفاق، وهي روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا ومفوضية السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. وخاض الطرفان حتى الآن سبع جولات تفاوضية، فيما الجولة الثامنة التي انطلقت في 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي ما زالت مستمرة، وهي أطول الجولات.