إعلام أميركي: السعودية تبدأ حملات ضغط لمواجهة سياسات بايدن

إعلام أميركي: السعودية تبدأ حملات ضغط لمواجهة سياسات بايدن

16 ديسمبر 2020
أعطى بايدن عدة إشارات عن نهج جديد مع السعودية (Getty)
+ الخط -

كشفت شبكة إعلامية أميركية عن بدء السعودية حملات ضغط ودعاية جديدة تزامنا مع تولي الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه، بعد إشارته، في تصريحات سابقة، إلى نيته اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه المملكة.

ونشرت شبكة "سي أن بي سي" الأميركية، الأربعاء، أنه مع وجود احتمال لعلاقة أكثر اضطرابا مع الولايات المتحدة، "تبدأ السعودية حملة ضغط جديدة باستخدام علاقتها مع زعماء الحزب الجمهوري في الكونغرس. وقالت إنه من المنتظر أن تحقق جماعات الضغط هذه، نجاحا أكبر في التعامل مع المشرعين الجمهوريين في الكونغرس الجديد، بدلا من الديمقراطيين، أو إدارة بايدن.

وبحسب الشبكة الأميركية، فقد تمكن الجمهوريون من تحقيق مكاسب في مجلس النواب خلال انتخابات 2020، ومن الممكن أن يحققوا تفوقا أيضا في مجلس الشيوخ، إذا تمكنوا من الحصول على أحد مقاعد ولاية جورجيا خلال جولتي الإعادة المقرر إجراؤهما في يناير/ كانون الثاني المقبل.

وخلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، العام الماضي،  أخبر بايدن مجلس العلاقات الخارجية أنه سيقلص الدعم الذي تقدمه أميركا للسعودية، فيما يخص القضايا الرئيسية.  وقال: "سأقوم بإنهاء الدعم الذي تقدمه أميركا للحرب المأساوية التي تقودها السعودية في اليمن، كما أطالب بإعادة تقييم علاقتنا بالمملكة، فقد حان الوقت لاستعادة بعض التوازن في علاقتنا مع الشرق الأوسط".

 أخبر بايدن مجلس العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي، العام الماضي، أنه سيقلص الدعم الذي تقدمه بلاده للسعودية

كما حذر من الطريقة التي تعامل بها الرئيس ترامب مع المملكة، إذ قدم لها "شيكا على بياض"، كما وصف. وفي 2018، أفاد موقع "إن بي سي نيوز" الأميركية بأن من يحكم السعودية بشكل فعلي هو ولي العهد، محمد بن سلمان، وأنه هو من أمر باغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ورد ولي العهد على هذا الاتهام بالنفي. 

ومع ذلك، وقف ترامب إلى جانب السعودية بعد وفاة خاشقجي، كما وقع البلدان صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار قبل عام.

وأشارت "سي إن بي سي" إلى أن الحكومة السعودية اختتمت عام 2018 بإنفاق أكثر من 30 مليون دولار أميركي على أنشطة مجموعات الضغط، فيما بلغ حجم الإنفاق على هذه النشاطات 5 ملايين دولار خلال 2020.

 

شركاء حملة الضغط

وكانت مجموعة "لارسون شاناهان سليفكا" للعلاقات العامة، ومقرها ولاية آيوا، هي آخر من وقع تعاقدا مع السفارة السعودية خلال العام الماضي، ووافقت السفارة على دفع 1.5 مليون دولار لمدة عام واحد. 

كما أظهرت التقارير الحديثة في وسائل الإعلام تعاون مجموعة "لارسون شاناهان سليفكا"، مع مجموعة "أرينا" الاستراتيجية، لاتخاذ إجراءات تشمل إعلام الشعب، والمسؤولين الحكوميين، ووسائل الإعلام، بأهمية تعزيز العلاقات القوية بين الولايات المتحدة والسعودية، حسب المصدر ذاته.

وبدأ العقد في 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أي بعد أسابيع من إعلان فوز بايدن، وبلغت قيمته حوالى 5 آلاف دولار شهريا. ويقود مارك غرول الشؤون الحكومية في مجموعة "أرينا"، وهو سياسي جمهوري عمل مديراً لحملة إعادة انتخاب الرئيس جورج بوش، في ولاية ويسكونسن عام 2004، وشغل منصب رئيس موظفي النائب الجمهوري السابق في ولاية ويسكونسن، مارك جرين، عندما كان جرين في الكونغرس. كما تولى منصب رئيس الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، في عهد ترامب، لكنه قدم استقالته في بداية هذا العام. 

وبدوره لم يرد غرول على المعلومات الواردة في تقرير "سي إن بي سي".

وفي السياق، عينت السفارة السعودية في أميركا مؤخرا شركة "أوف هيل ستراتيجيز"، لفترة ممتدة لما بعد المرحلة النهائية للانتخابات، وخلال الفترة الانتقالية. وأسس الشركة المدير السابق للعلاقات الحكومية في منظمة "هيرتج أكشن" الأميركية، تريب بيرد.

وبدأ الاتفاق، الذي يقدر بقيمة 25 ألف دولار شهريا، في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بينما كان بايدن متقدما على ترامب في معظم استطلاعات الرأي، ويستمر حتى 18 يناير/ كانون الثاني، أي قبل يومين من موعد تنصيب بايدن. 

 

ووفقا للاتفاق مع مجموعة الضغط "أوف هيل"، ستعمل الشركة على "دعم جهود السفارة في التواصل مع الكونغرس، وتعزيز العلاقات بين المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة"، بحسب المصدر ذاته.

وعلى صعيد آخر، لجأ السعوديون إلى شركة علاقات عامة رائدة، من أجل دعم مشروعهم لتطوير مدينة جديدة تهدف إلى تعزيز طموحات المملكة في التنمية الدولية.

وكشفت شبكة "سي إن بي سي" أن مسؤولا تنفيذيا في شركة "إيدلمان" للعلاقات العامة ـ لم تسمه ـ أرسل بريدا إلكترونيا إلى شركة نيوم السعودية، والتي تقود مشاريع تنموية ضخمة في الأراضي السعودية، لتوضيح تفاصيل اتفاقهم.

وذكر نائب رئيس الشؤون العامة لشركة "إيدلمان"، جيري سوليفان، في رسالته لشركة نيوم، أن الأولى ستقوم بتقديم استشارات استراتيجية، ودعم العلاقات الإعلامية، بالإضافة إلى تطوير المحتوى. ووفقا للبريد الإلكتروني، تبلغ مدة الاتفاق 3 أشهر مقابل 75 ألف دولار شهريا. 

(الأناضول)

المساهمون