أقدم أحزاب المعارضة الجزائرية ينهي عقدين من القطيعة ويلتقي تبون

أقدم أحزاب المعارضة الجزائرية ينهي عقدين من القطيعة ويلتقي تبون.. اختراق وتطور

15 فبراير 2021
جبهة القوى الاشتراكية تدعو تبون لإطلاق سراح معتقلي الرأي(رئاسة الجمهورية الجزائرية/فيسبوك)
+ الخط -

أنهى أقدم أحزاب المعارضة السياسية في الجزائر، جبهة القوى الاشتراكية، القطيعة السياسية مع السلطة، بعد أكثر من ربع قرن لم يلتق فيها قادة الحزب برئيس الجمهورية، وعقب تسع سنوات من آخر لقاء بين قادة الحزب وممثلين عن الرئاسة. 

 وأبلغ وفد من قيادة الحزب بقيادة السكرتير الأول يوسف أوشيش وعضو الهيئة الرئاسية حكيم بلعسل الرئيس عبد المجيد تبون، في لقاء جرى بمقر الرئاسة، تحذيراته من إجراء الانتخابات المسبقة من دون توفير الظروف السياسية والتهدئة المناسبة. 

 وأكد أوشيش، في بيان نشره  عقب اللقاء، أنه "خلال محادثاتنا (مع الرئيس)، حذرنا من مخاطر عزوف شعبي آخر وعواقبه على الانسجام الوطني، وذلك في حال عدم الاستجابة للمطالب الشعبية، وإجراء انتخابات جديدة في مناخ من التوتر و المساس بالحريات السياسية، وإن لم يتم مباشرة مسار سياسي وحوار شامل مع إجراءات ملموسة للتهدئة". 

وقال وفد جبهة القوى الاشتراكية إنهم دعوا الرئيس تبون "إلى ضرورة اتخاذ تدابير سياسية قوية من شأنها إعادة الثقة للجزائريات والجزائريين وتوفير إرادة سياسية حقيقية لإرساء التغيير المنشود، ومن بين هذه التدابير المستعجلة إطلاق سراح معتقلي الرأي، وفتح المجالين السياسي والإعلامي ورفع كل القيود على ممارسة الحريات الأساسية، الفردية منها والجماعية، وحماية حقوق الإنسان وإلغاء المضايقات ضد المناضلين والنشطاء السياسيين، الجمعويين والنقابيين".  

واقترح الوفد، لتجاوز الظروف السياسية المتوترة في الوقت الحالي، "إطلاق مسار حوار سياسي، لكون "الحوار الجاد، المسؤول والشفاف الرامي لبناء إجماع وطني، ما سيسمح بتقوية الجبهة الداخلية لإفشال أي محاولة خارجية كانت أو داخلية تمس بالسيادة الوطنية للبلاد وبوحدة الشعب الجزائري، وكذلك لمواجهة الصعوبات والتحديات الاقتصادية، الاجتماعية والمالية الكبيرة الماثلة أمامنا"، وقدم الحزب المعارض للرئيس تبون مشروع مبادرة سياسية تستهدف الوصول إلى توافق وطني تشارك فيه كل القوى في البلاد. 

ويعد هذا أول لقاء سياسي بين قيادة من جبهة القوى الاشتراكية ورئيس الجمهورية منذ ربع قرن، كما أنه أول دخول للجبهة إلى مقر الرئاسة منذ تسع سنوات، إذ كان الحزب قد حضر في مايو/أيار 2012 لإبلاغ لجنة رئاسية رفضه المشاركة في مشاورات تعديل الدستور والإصلاحات السياسية. 

ويرى مراقبون أن الرئيس تبون قد يكون نجح في إحداث اختراق نوعي في جدار المعارضة، بعدما تمكن من استقطاب جبهة القوى الاشتراكية، المعروفة سابقاً بمواقفها المتشددة تجاه الجلوس إلى طاولة الحوار، فيما نجحت جبهة القوى الاشتراكية، في المقابل، في استعادة خطها المعتدل ودورها الريادي في تكريس خيار الحوار، خاصة بعدما تسلمت القيادة الجديدة الشابة مقاليد الحزب في المؤتمر الاستثنائي الأخير. 

 ونجحت القيادة الجديدة للجبهة في سحب الحزب من كتلة "البديل الديمقراطي" المتشددة في مواقفها إزاء السلطة، إذ أطلق الحزب في الفترة الأخيرة دعوات للسلطة للتعقل والحوار والتوافق على آليات وتهدئة الأوضاع وتهيئة المناخ، قبل الذهاب إلى أية استحقاقات انتخابية نيابية أو محلية مقبلة، وبرر النائب في البرلمان عن الجبهة شافع بوعيش قبول الحزب المعارض مقابلة الرئيس تبون بأنه "من غير المقبول أن يرفض أي حزب سياسي دعوة للحوار، خاصة إذا كان هو نفسه داعياً لمبادرة حوار وطني". 

والتقى الرئيس تبون، في نفس السياق، رئيس حركة "مجتمع السلم" عبد الرزاق مقري، للمرة الثانية، وذكرت الحركة، في بيان لها، أن الرئيس أبلغ مقري "الإجراءات التي يعتزم القيام بها"، في إشارة إلى قرار حل البرلمان وتنظيم انتخابات نيابية مسبقة، تليها انتخابات محلية مسبقة أيضاً، إضافة إلى مناقشة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخارجية، وكيفية ضمان استقرار البلد وتحقيق نمو اقتصادي وضمان كرامة المواطن وتحسين معيشته وحفظ البلاد من المخاطر الإقليمية والدولية. 

وكان الرئيس الجزائري تبون قد بدأ أمس السبت، عقب عودته إلى البلاد من رحلته العلاجية يوم الجمعة الماضي، سلسلة لقاءات مع قادة الأحزاب السياسية، إذ التقى برئيس حركة "البناء الوطني" عبد القادر بن قرينة، ورئيس جبهة "المستقبل" بلعيد عبد العزيز، ورئيس حزب "جيل جديد" جيلالي سفيان.

المساهمون