أكد الرئيس الأفغاني أشرف غني أن مواطني بلاده حرموا طيلة أربعة عقود من نعمة السلام والأمن، مضيفا أنهم يتطلعون لسلام دائم وبكرامة بعدما أنهكتهم الحرب والدمار.
وقال غني، في خطاب ألقاه بمناسبة عيد الجيش في مقر وزارة الدفاع الأفغانية اليوم السبت، "نتطلع ونعمل من أجل سلام يحافظ على كرامة جميع الأفغان، ويحافظ على كرامة الجيش والقوات المسلحة الأفغانية"، معربا بشدة عن أمله أن "المصالحة وبهذه المواصفات قادمة".
واعتبر غني أن الحرب الجارية في أفغانستان مع حركة "طالبان" هي "من أجل الوصول إلى السلطة، وحلها يكون عبر الحوار البناء، وكل من يدعي أنه ينتمي إلى الشعب الأفغاني عليه أن يقبل الحل السلمي".
وأشار الرئيس الأفغاني إلى أن "العام المنصرم كان صعبا جدا، حيث أريقت دماء الكثيرين، لكن القوات المسلحة الأفغانية أثبتت قدرتها على الدفاع عن أراضي أفغانستان وسيادتها".
أيضا أشار غني إلى أن من وصفهم بـ"أعداء البلاد حاولوا إسقاط عدد من الأقاليم في العام الماضي، وحاولوا أن يقسموا الأراضي الأفغانية إلى عدة قطاعات كي يقولوا للعالم أنه لا توجد حكومة تجمع شتات أفغانستان، لكن القوات المسلحة الأفغانية أفشلت كل تلك المخططات".
وقال غني إن "الحرب أمر سهل مقارنة بالسلام والجلوس إلى الطاولة"، مؤكدا أن "الجلوس إلى الطاولة وحل المشاكل عليها يحتاج إلى جرأة فائقة".
وخاطب الجيش الأفغاني قائلا "لقد قطعتم في السنوات الست الماضية من الطريق ما تقطعه الجيوش عادة في عشرين عاما"، مضيفا "الشعب الأفغاني واقف وراءكم ويساندكم بكل ما أمكن".
كذا أكد غني أن أكثر من 90 في المئة من العمليات تقوم بها القوات الأفغانية بمفردها ومن دون مساعدة الحلفاء الدوليين، معتبرا الإقبال الشديد من قبل الشباب على الانضمام إلى قوات الجيش "مؤشراً إيجابياً".
من جانبه، قال وزير الدفاع الأفغاني بالوكالة شاه محمود مياخيل، بعد كلمة غني، إن "اهتمام الحكومة الأفغانية، وتحديدا وزارة الدفاع، ينصب على إحداث تغير اجتماعي وثقافي حيال الحرب الجارية في أفغانستان".
كما أشاد الوزير أيضا بدور القوات المسلحة الأفغانية قائلا إن "العام الماضي كان صعبا جدا بالنسبة للقوات المسلحة الأفغانية، فمن ناحية كانت هناك تبعات جائحة كورونا، ومن الناحية الثانية كان استمرار الحرب، ولكن القوات المسلحة الأفغانية أثبتت قدرتها وضراوتها".
وجدد الوزير وعد الحكومة بالعمل من أجل عملية السلام، مؤكدا أن الحكومة اتخذت خطوات صعبة من أجل الوصول إلى السلام الدائم مع "طالبان"، ومنها الإفراج عن حوالي ستة آلاف سجين للحركة.
وقال إن معظمهم عادوا مرة أخرى إلى ميادين القتال، وهو ما جاء على لسان أكثر من مسؤول في السابق، وترفضه "طالبان".
وتوقفت مفاوضات السلام الأفغانية التي تجرى في الدوحة لأسباب غير معلنة، أواخر شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، حيث غابت "طالبان" عن طاولة المفاوضات، لكنها أعلنت قبل أيام عودتها إليها.
وعلى الرغم من عقد أربعة اجتماعات بين وفدي الطرفين، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق على جدول الأعمال، فيما شهدت الأراضي الأفغانية موجة غير مسبوقة من العنف، ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، حيث يتبادل الطرفان المسؤولية عن هذا العنف.