أربيل تدعو بغداد مجدداً لتطبيق اتفاق سنجار: المانع حسابات إقليمية؟

أربيل تدعو بغداد مجدداً لتطبيق اتفاقية تطبيع الأوضاع في سنجار: المانع حسابات إقليمية؟

02 نوفمبر 2023
تخضع سنجار لنفوذ مسلحي حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة (Getty)
+ الخط -

جددت حكومة إقليم كردستان، شمالي العراق، مطالبتها لبغداد، بتنفيذ اتفاقية تطبيع الأوضاع في مدينة سنجار، الواقعة على بعد 115 كيلومتراً غربي الموصل، وتخضع لنفوذ مسلحي حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، منذ استعادة السيطرة عليها بالكامل من تنظيم "داعش"، مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015.

وأبرمت الحكومة العراقية في بغداد والسلطة المحلية في إقليم كردستان، في 9 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2020، اتفاق تطبيع الأوضاع في مدينة سنجار، برعاية الأمم المتحدة والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وجاء الاتفاق بهدف إخراج الجماعات المسلّحة من البلدة، تمهيداً لعودة نازحيها الذين لا يزال نحو 70% منهم يرفضون الرجوع بسبب توتر الأوضاع في المدينة وسيطرة تلك الجماعات عليها، إضافة إلى طرد مسلحي "حزب العمال الكردستاني"، الذي ينشط في المدينة بدعم من مليشيات مسلحة تتبع لفصائل حليفة لطهران، مثل "كتائب حزب الله"، و"النجباء"، و"عصائب أهل الحق".

وتمنع الجماعات المسلحة التابعة لـ"الكردستاني" من عودة الحياة لطبيعتها بالمدينة المتنوعة دينياً وعرقياً، حيث يؤكد مسؤولون أنّ أكثر من 70% من سكانها ما زالوا نازحين بفعل عدم استقرار المدينة أمنياً، وإعاقة تلك الجماعات جهود الإعمار.

وشدد رئيس حكومة كردستان مسرور البارزاني، أول أمس الثلاثاء، في كلمة ألقاها خلال مؤتمر بأربيل، على "ضرورة تطبيق اتفاق سنجار لإنهاء الوضع غير الطبيعي وغير المستقر في سنجار، وإخراج القوات غير الشرعية من المدينة، من أجل عودة النازحين إلى ديارهم".

وجاء ذلك بالتزامن مع دعوة النائب في البرلمان العراقي عن مدينة سنجار محما خليل، حكومة محمد شياع السوداني بتنفيذ اتفاقية تطبيع الأوضاع في سنجار، قائلاً، في بيان له، إنّ حزباً غير عراقي يتحكّم في مصير المدينة، في إشارة إلى "حزب العمال الكردستاني"، الذي يتخذ من مناطق عراقية شمالي البلاد ملاذاً له، أبرزها سنجار وقنديل، ضمن نينوى وإقليم كردستان.

لكن لا يبدو اتفاق سنجار ضمن خطة عمل أو منهاج حكومة محمد شياع السوداني، فهي من جهة لم تتحدث عن تنفيذ الاتفاق طيلة العام الأول من عمرها، في حين تزداد معاناة النازحين الأيزيديين من سنجار في إقليم كردستان، ناهيك عن كون التضييق على الأهالي في سنجار يأتي من قبل مليشيات حليفة لإيران وتدعم عناصر مسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يسيطرون على المدينة، ويمارسون نشاطات مسلحة وهجمات واشتباكات مسلحة في مناطق متفرقة من إقليم كردستان.

حسابات إقليمية؟

وفي رد على دعوات أربيل المجددة بشأن تطبيق اتفاقية سنجار المبرمة مع بغداد، كشف مسؤول في مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، عما وصفها بـ"قائمة أولويات ومهام يجب إنجازها في سنجار"، مضيفاً، في اتصال عبر الهاتف، أنّ مدينتي سنجار وجرف الصخر، "تخضعان لحسابات إقليمية"، على حد تعبيره.

وأكد المسؤول، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أنّ حكومة السوداني "تعمل ما بوسعها على تنفيذ برنامجها الحكومي".

من جانبه، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، الحاكم في مدينة أربيل، ماجد شنكالي، إنّ "اتفاقية تطبيع الأوضاع في مدينة سنجار، وطرد المسلحين منها ثم إعادة النازحين إلى المدينة، كانت ضمن الاتفاقات السياسية التي عقدها الحزب الديمقراطي مع تحالف "الإطار التنسيقي" المكون من الأحزاب الشيعية"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "هناك تنصلاً وإهمالاً يبدو متعمّداً لتطبيق هذا الاتفاق".

وأشار شنكالي إلى أنّ "تعطيل هذا الاتفاق يسمح للمسلحين بالاستمرار في ممارسة النشاطات العسكرية الضارة بالمدينة والوضع العام في محافظة نينوى وإقليم كردستان، ويعني مواصلة هذه الجماعات العبث في سنجار، وتعطيل عملية الإعمار التي من المفترض أن تبدأ بها الحكومة عقب تطبيق الاتفاق، بالتالي فإنّ رئيس الحكومة الاتحادية محمد شياع السوداني مطالب بتنفيذ الاتفاق".

ولا يزال نحو 350 ألف نازح عراقي غالبيتهم من الطائفة الأيزيدية، التي تتركز في مدينة سنجار بمحافظة نينوى، شمالي البلاد، يقطنون في مخيمات متفرقة بإقليم كردستان ضمن محافظات دهوك وأربيل، بسبب عدم تنفيذ اتفاق تطبيع الأوضاع في مدينة سنجار بمحافظة نينوى.